الصادق الرزيقي

اجتماع المجالس


يلتئم اليوم بالقصر الجمهوري اجتماع المجالس السيادية الخمسة برئاسة السيد رئيس الجمهورية، في ابتدار لأعمالها واجتماعاتها وبداية انطلاقة أشغالها،

وهي المجالس المعنية برسم السياسات العامة للدولة ووضع الموجهات العامة للسياسات الكلية، والمجالس هي (مجلس رئاسة الجمهورية، المجلس القومي للاقتصاد الكلي، المجلس القومي للإعلام، المجلس القومي للسياسة الخارجية، المجلس القومي للسلام)، وخرجت فكرة المجالس السيادية من رحم الحوار الوطني وضمن الصلاحيات والسلطات الدستورية لرئيس الجمهورية، وتدعيم للعمل في جهاز الدولة في إطار إصلاح مؤسساتها، وتضم المجالس في مختلف مجالاتها أهل الاختصاص والشأن والخبراء المعنيين بتصميم سياسات الدولة في القطاعات الحيوية.
> سيستمع أعضاء المجالس إلى توجيهات السيد رئيس الجمهورية ورؤيته التي تمثل جماع الرأي الكلي، توطئة لاجتماعات كل مجلس على حدة، وليس خافياً أن حجم التحديات التي تواجه البلاد وعظم المسؤولية التي تضطلع بها قيادة الدولة ورئاسة الحكومة تتطلب هذا النوع من الإطارات لاستنباط الحلول والمعالجات واستمزاج الآراء والاستئناس بها في توجيه دفة العمل التنفيذي، حيث تقدم المجالس السيادية للسيد الرئيس ومؤسسة الرئاسة ما تريده ويكون تحت إشرافها السيادي المباشر.
> وتتمثل أبرز التحديات التي تواجه بلادنا، في قضايا الاقتصاد وكيفية إدارته وتطويره والقفز به إلى آفاق النهضة والمطالبة بزيادة الإنتاج واستقطاب الاستثمارات وتطوير الموارد المحلية واستغلال ثروات البلاد كافة في باطن الأرض وعلى ظهرها، ويعاني الاقتصاد الوطني رغم ما يزخر به السودان من ثروات وموارد من عدة عقابيل وأمراض لا بد من التعافي منها وتجاوزها، فليس الأمر متروكاً فقط لوزارة المالية أو وزارات القطاع الاقتصادي التي تحتاج إلى تنسيق أكبر وسياسات وموجهات تنظر إلى الجوانب الكلية مسنودة بقرارات حازمة وحاسمة يقف عليها رئيس الجمهورية بنفسه.
> وتمثل السياسة الخارجية واحداً من أهم التحديات التي تواجه السودان، فقد عانت بلادنا في فترات سابقة من العداء الخارجي ومحاولات التشويه والتشويش والحصار والمقاطعة والعقوبات، وكادت تضيق الحلقات حول البلاد لتكون شبه معزولة، ولولا نجاعة العمل السياسي والاتصالات التي تمت من أعلى قمة هرم السلطة عبر الدبلوماسية الرئاسية وزارة الخارجية لما استطاعت بلادنا كسر الأطواق حولها والإقبال مرة أخرى على العالم والاندماج فيه، ومازالت أمام السودان فرص وسوانح لا بد أن تستغل لإعمار العلاقات الخارجية وفتح مسارات وأبواب ونوافذ مع الأشقاء والأصدقاء والحلفاء الدوليين من أجل المنافع والمصالح المشتركة، فبلادنا تقف اليوم على منصة صلبة من العلاقات مع أطراف العالم المختلفة، وليس لدينا أعداء في الأسرة الدولية، مما يتيح مجالاً للتواصل والتفاعل وتوطيد صلات وصداقات منتجة تكون لصالح النهضة الاقتصادية، ولعب دور أكبر للسودان في محيطه الإقليمي والفضاء الدولي العام.
> وفي مجال الإعلام عانت بلادنا كثيراً من الحملات المضادة وتشويه الصورة وتلطيخها في فترات سابقة، ولعب الإعلام في بلادنا أدواراً ضخمة وجبارة في مواجهة غائلة الإعلام الغربي وتوابعه الإقليمية، ويحتاج الإعلام في السودان إلى بناء منظومة جديدة من القيم الإعلامية وأمديتها الأخلاقية المهنية والالتزام بقواعد العمل الإعلامي وتطويرها وترقية البنى التحتية للإعلام في كل مجالاته وفنونه، وإتاحة الحرية المطلوبة دون إفراط أو تفريط، وصيانة الحقوق والدفاع عن البلاد والذود عنها، وخدمة المجتمع بترقية ذوقه ومده بالمعلومات والبيانات وتعزيز قدرته على التواصل، وتحصيل المعرفة وتحصين الأجيال المختلفة من مناهج الاستلاب والاختراق والتنميط، وتكمن مشكلة الإعلام في بلادنا في غياب الاستراتيجيات والتصورات الكاملة للتطور التقني والفني، وفي محتواه ومضامينه الفكرية والسياسية ومنطلقاته الثقافية وقدراته المهنية.
> وعندما نتحدث عن السلام والاستقرار فإن بلادنا كانت تقف عند مهب الحرب دائماً، وبفضل القوات المسلحة تمت صيانة التراب الوطني وتطهيره من التمردات، وما تبقى منها لا يستطيع إلا الركون إلى السلام والجنوح له، ففرص السلام المصان بقوات مسلحة وقوات نظامية وأجهزة أمن قوية وفاعلة، تبدو فرصاً قريبة وفي متناول اليد، ولا بد من عمل دؤوب وجهد صادق وواثق من أجل سلام مستدام تهدأ به البلاد وتستقر ويطمئن أهلها وتتماسك عراها وتتوحد إرادتها وتبدأ مسيرتها الصاعدة إلى الغايات الكبيرة.

الصادق الرزيقي
صحيفة الإنتباهة