تحقيقات وتقارير

باحث سوداني: معارضة خارجية شرسة للانتخابات التركية


قال الفاتح علي حسنين، الباحث السوداني، رئيس جمعية الصداقة السودانية- التركية (أهلية)، إن “معارضة خارجية شرسة”، غربية وعربية، تهدف إلى إجهاض الانتخابات التركية المقبلة، والحيلولة دون فوز الرئيس الحالي، رجب طيب أردوغان.

وتشهد تركيا انتخابات رئاسية وبرلمانية مبكرة، في 24 يونيو/ حزيران الجاري، يتنافس فيها كل من أردوغان (حزب العدالة والتنمية)، محرم إنجة (الشعب الجمهوري)، صلاح الدين دميرطاش (الشعوب الديمقراطي)، “تَمَل قَره مُلا أوغلو” (حزب السعادة)، دوغو برينجك (الوطن) ومرال أقشنر.

وأضاف حسنين، في مقابلة مع الأناضول، أنه لا يستعبد أن تقوم دول بممارسات كثيرة، بما فيها إنفاق الأموال لإجهاض أي تقدم تركي.

ورأى أن “المعارضة الخارجية لم تتحد مثلما هي الآن ضد الانتخابات التركية القادمة المرشح فيها الرئيس أردوغان”.

وتابع أن “تركيا تطير حاليا بأجنحة وأرجل قوية، لذلك لا نستغرب العداء لها من كل الجهات الخارجية الأخرى”.

** استهداف الليرة

من بين أوجه هذا العداء، وفق الباحث السوداني، أن “بعض الدول العربية تمنع المستثمرين والسائحين من الذهاب إلى تركيا.. هم أكبر أعداء تركيا، وحاولوا تحطيم الليرة (العملة) التركية”.

وأردف أن “أي عملة عالمية لا تتحطم بالكلام، وإنما بضخ مليارات الدولارت، وهم بدأوا وخطوا خطوات كبيرة في الأشهر السبع الأخيرة، لكن جاء الأمر عليهم بما لا يريدون”.

وتابع حسنين: “انخفاض الليرة بنسبة كبيرة في الأونة الأخيرة أدى إلى انخفاض أسعار المنتجات التركية، فتضاعفت عملية التصدير بكمية ضخمة جدا، وأقبل السائحون أكثر على تركيا لانخفاض الأسعار”.

وقال إن “كثير من الدول الأوروبية، وللأسف العربية، حثت مواطنيها على عدم الذهاب إلى تركيا بغرض السياحة، وحاولوا إخافة مواطنيهم بأن الأحوال في تركيا غير مطمئنة”.

وأضاف: “فشلت عملية تحريض السائحين على عدم الذهاب إلى تركيا، وكذلك فشلت عملية عرقلة المستثمرين عن الاستثمار في تركيا”.

وشدد على أنه “ليس مستغربا أن تدفع الدول المعادية لتركيا مليارات الدولارات، لكن الأمر لن يؤثر على الاقتصاد التركي”.

** المحاولة الانقلابية

التحركات ضد تركيا لا تقتصر على الأشهر القليلة الماضية، إذ سبقتها، حسب الباحث السوداني، تحركات أخرى، منها المحاولة الانقلابية الفاشلة، منتصف يوليو/ تموز 2016.

وقال حسنين إن “المحاولة الانقلابية في تركيا، بمفهوم الحسابات العسكرية، ما كان لها أن تسقط (تفشل) أبدأ، فقد أُعد لها إعداد تام ونظام دقيق”.

واستدرك: “ولكنهم خسروا الانقلاب، لأنها إرادة ربانية لدعم أردوغان وتركيا”.

وتابع أن “العداء الخارجي لتركيا ضخم، ونخجل حين نتحدث عن دور دول عربية.. نكتفي بأنهم حاولوا منع مواطنيهم من الذهاب إلى تركيا للسياحة، مع أن السياحة أصبحت ممتازة وأرخص، وتضاعفت أعداد السياح من أوروبا”.

وأردف: “للرئيس أردوغان مزايا كثيرة، منها أنني لم أجلس معه في أي جلسة إلا ونادى بتقوية العلاقات مع الدول العربية، والمساعدات التي تعطى للدول العربية والإسلامية في المقدمة”.

** معارضة أوربية

واستغرب الباحث السوداني معارضة بعض الدول الأوربية لإجراء الانتخابات المبكرة في تركيا مع استمرار فرض حالة الطوارئ.

وأعلنت السلطات التركية حالة الطوارئ إثر المحاولة الانقلابية عام 2016، ويتم تمديدها كل ثلاثة أشهر منذ ذلك الحين.

وتعهد أردوغان برفع حالة الطوارىء في حال فوزه في الانتخابات المقبلة.

وقال حسنين: “المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل مثلا صرحت بأن الانتخابات باطلة ولا يجوز إجراؤها في أجواء فرض حالة الطوارئ في تركيا”.

وتابع: “هي نفسها أجرت انتخابات أثناء فرض حالة الطوارئ، وفرنسا فرضت حالة الطوارئ لدهس سائق حافلة لمواطنين”.

ومستنكرا تساءل حسنين: “كيف يرضون ذلك لأنفسهم ويحرمونه على الآخرين (؟!) “.

ومضى قائلا: وكذلك دول مثل الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وغيرهما، اتخذت إجراءات خطيرة وغير قانونية وتنتهك القانون العالمي، فهذا الحديث مردود إليهم”.

وختم حسنين حديثه بوصف معارضة الجهات الخارجية لتركيا عامة، ولأردوغان خاصة، بـ”القبيحة”.

الاناضول