الفاتح جبرا

العلاج على الأرض


جاء في الأخبار أن مواطنا قذفت به الظروف إلى إحدى المستشفيات الحكومية التابعة لوزارة الصحة السودانية بولاية الخرطوم فهاله ما رأى من (مناظر) توضح مدى تدني الخدمات في ذلك المستشفى من بقاء جثة مجهولة الهوية بالمستشفى ترقد جنباً إلى جنب مع (المرضى) دون أن يمن عليها الله بأحد يقوم بتشييعها إلى مثواها الأخير وبقاء مريض (مستلقي) على الأرض ينتظر (العناية) دون أن تدركه (العناية) كما لم ينس (المواطن) وهو يدعم حجته (بالصور) على مواقع التواصل الاجتماعي أن يقوم بأخذ (لقطات) للكراسي (الخالية) التي من المفترض أن يجلس عليها الأطباء لمعاينة المرضى مما يعني غياباً تاما للكوادر الطبية !
هذه المناظر التي قام ببثها ونشرها ذلك المواطن نعلم جميعاً أنها باتت هي الأصل في المستشفيات الحكومية وما عداها لا يعد إلا أن يكون (إستثناء) تفرضه الظروف (مسؤول جاي زيارة مثلاً) ، فتردي الخدمات الصحية بهذه الوزارة شيء (ما عايز ليهو دليل) ولكن دعونا نرى ما هو رد وزارة الصحة على (تنبيه) ذلك المواطن لها (وتوثيقه) لشكواه ولفت نظره لها .

قامت وزارة الصحة بولاية الخرطوم يا سادتي الأفاضل (كما صرحت) بفتح بلاغات فى جرائم المعلوماتية ضد (المواطن) معلنة عن إتخاذ إجراءآت صارمة ضده (عشان يكون عظة وعبرة لغيرو وكده) .. طيب ليه
؟ والوزارة من المفترض أن تقوم بإزجاء الشكر له لمساعدته لها في كشف الخلل ؟ الجواب لدى السيد بابكر محمد علي مدير عام الوزارة الذي (علم ما بصدر المواطن فيما يبدومن نوايا) إذ صرح بأن دافع المواطن كان التشهير وليس النقد والإصلاح (مش كده وبس) بل واتهمه بأنه كان “مبيت النية” ولم يراعِ حُرمة المرضى وإنه لم يتبع الخطوات الرسمية للشكوى التى قال إنها تأتي فى ظروف “مُغلقة” ويُكتب عليها سري للغاية !!
يعني بالعربي كده السيد مدير المستشفى بيقول ليكم يا أيها المواطنين لو في زول شاف ليهو أي (تدني) في الخدمات الطبية في أي مستشفى يتبع لوزارته طوااالي يمشي يجيب ليهو ورقة وقلم وظرف (والظرف ده أهم زول) ويقوم يكتب شكواه ويختها في الظرف (وما ينسى يقفلو كويس) ويكتب عليها (سري للغاية)، ولكن السيد المدير (ما ورانا نديهو لمنو؟) والرد عليهو ح يجينا كيف (بالإيميل) وللا (تيوتر) !

ليت دفاع السيد مدير الوزارة قد توقف عند ذلك الحد لكنه واصل حديثه (مشتتا الكورة) حيث . ذكر بابكر أن وزارته تعاني من مراعاة المرضى مجهولى الهوية (مطالباً) وزارة التنمية الاجتماعية بأن تطلع بدورها فى مراعاة مجهولى الهوية داخل المستشفى، والسيد (بابكر) يقول ذلك وكأن من واجب (وزارة التنمية الاجتماعية) حمل المتوفي مجهول الهوية من (سريرو المات فيهو) داخل العنبر إلى المكان الذي توضع فيه الجثث ! وهذا لعمري حديث لا يصدر من أي مدير أي وزارة صحة في (العالم) إلا مدير وزارة صحة ولاية الخرطوم فمن المعلوم (للغاشي والماشي) بأن المريض إذا توفى تقوم إدارة المستشفى بنقله (فوراً) إن كان (مجهول الهوية) إلى (ثلاجة الجثث) وذلك لأن بقاءه في (العنبر) يعرض المرضى لأخطار (صحية) و(نفسية) نعلمها حتى نحنا (الما دكاترة) !
ده كلوو كوم والجاي ده كوووم تاااني .. تعالو معاي نشوف ماذا قال السيد (محمد إبراهيم) مدير الطب العلاجى (بالوزارة) عن المريض الذى صُوِر مستلقياً على الأرض، فقد ذكر سيادته أن المريض كان مصاب بتشنجات وهبوط حاد فى سكري الدم نسبة لتسمم كحولي أحضرته على إثرها دورية الشرطة مؤكداً أن قرار الطبيب المعالج قضى بأن يُعالج على الأرض نسبة لاصاباته التي تستوجب ذلك !!

وهكذا يرسي السيد مدير الطب العلاجي بوزارة الصحة بولاية الخرطوم (بموافقته على قرار الطبيب المعالج) مبدأ طبياً علاجياً جديداً لم يعرفه الطب حديثه وقديمه وهو (العلاج على الأرض) في وقت تنشيء فيه الدول (المحترمة) مستشفيات (للقطط والكلاب) !!
في ظل هذا التردي المريع في كل أوجه الحياة التي يواجهها المواطن فإن ما قام به المواطن من (شكوى موثقة) أصبح لا يثير إهتمامنا (عاااادي) فكل الخدمات (الصحية وغيرها) قد وصلت إلى درجات دون (الحضيض) ولكن ما يثير إهتمامنا (ويفقع مرارتنا) هو مثل هذه التصريحات التي تأتيك من مسؤولين يفترض أن يكونوا على درجة من (العلم والأمانة)، لقد كان من المفترض أن تتم الإشادة بذلك المواطن (القلبو على بلدو) الذي نقل (بالصورة) واقع الحال الرديئ الذي ينطبق على كل مستشفيات الحكومة ما عدا مستشفيات (الوزير الولائي) ذات الخمس نجوم .
إن الصور و(المناظر) التي رأيناها في تلك المناشدة التي بثها المواطن كفيلة بإقالة الوزير الاتحادي مرورا بالولائي وكل المديرين العاملين ومحاسبة كل الإدارة الطبية بذلك المستشفى ولكننا في دولة (لا تستحي) !!.

كسرة:
قال أيه (سري للغاية) !! هي بالله القصة عايزه ليها سرية ؟؟ هات الحبوب يااااااااا ولد !!

• كسرة تصريح النائب العام: (لا حماية لفاسد ولا كبير على القانون)… في انتظار ملف هيثرو 5 واوات (ليها خمسة شهور)!

كسرة جديدة لنج: أخبار كتب فيتنام شنو (و) يا وزير المالية ووزيرة التربية والتعليم شنو (و)… 9 واوات (ليها تسعة شهور).

• كسرة ثابتة (قديمة): أخبار ملف خط هيثرو العند النائب العام شنو؟ 98 واو – (ليها ثمانية سنين وشهرين)؟

• كسرة ثابتة (جديدة):
أخبار تنفيذ توجيهات السيد الرئيس بخصوص ملف خط هيثرو شنو؟ 57 واو (ليها أربعة سنوات وتسعة شهور).

ساخر سبيل – الفاتح جبرا
صحيفة الجريدة


‫2 تعليقات

  1. التحية للمحامين ، هم طليعة المتعلمين الوحيدين الذين يعيشون قيم الحرية التي تشربوها في قاعات الدرس واركان النقاش في الجامعات ، يتصدون للدفاع عن المواطنين الذين ينكرون على الدولة اهمالها وتقصيرها ويدللون بالدليل على ذلك القصور والاهمال، بينما نجد الاطباء والمهندسين والاقتصاديين يصيرون ديكتاتوريين على الشعب الذي دفع لهم فواتير تكاليف دراستهم واعاشتهم وسكنهم وينصبون من انفسهم بعبعا يرهب المواطن ويذله
    ما لهذه ادوار ادخركم الوطن والمواطن.

  2. والله يا أستاذ الفاتح ….. المحيرنا قصة دولة تفقد خطوطها الجوية السودانية الأقدم عربيا وافريقيا …. حتى ارتريا الما عندها مصدر دخل عندها طيران …… وثانبا خط هيثرو واضح او ضح من الشمس خلال الأربعة وعشرين ساعة وعلى المدى مستمر …. ليه جاهلنوا وفيه ناس ود بدر وكمال عبد اللطيف وآخرين ….. مشروع الجزيرة المشهور عالميا والكان أغلى من البترول وعائش السودان شرقا وغربا وشمالا وجنوبا أين هو الآن ؟!!!!! الصمغ العربى وشركته وسرقاتها وأغتيالاته ….. وشركة الأقطان وسرقاتها وأغتيالاتها …. والله أحترنا وما عارفين نحن محكومين وألا ما عندنا حكومة ومن يرئسنا !!!!! والفريق عمل العملوا وتجنس أخرى وقبض القبضوا وما معروف المعاهو وكيف تم التخلى عنه ….. وضع غريب جدا جدا جدا ….. وما عارفين النتيجة والمستقبل …… زمان السرقات كانت بميئات الجنيهات أو آلاف الجنيهات ….. حاليا السرقات بملايين الدولارات وبالمائات من الملايين مش المليون …. وما فى واحد من الحكومة أو حولها ما غنى وسبح فى بحور ….. والله المستعان >>>>> فيدونا