الفاتح جبرا

الصحة ورسوم المخرجات !


في مملكة الأمازون القديمة كان حينما يأتي المواطن ببراهين تثبت تدني الأداء في إحدي مرافق الدولة تقوم الحكومة بعمل مهرجان في أعلى هضبة بالمملكة ويجيء بأربعة حسان وأربعة جنود أقوياء فأما الحسان فيقمن بتقديم سطل مملوء بعصير العنب والتفاح المنعش للمواطن صاحب الشكوى ويقمن بتقليده وشاح (إبن الأمازون البار) ، أما الجنود فيمسكون بالمسؤول ويقذفون به من أعلى الهضبة ليلاقي حتفه لقاء إهماله حتى يكون عظة وعبرة لغيره من المسؤولين .
غير أن الوضع في (بلاد السودان) مختلف تماماً فحينما يأتي مواطن بأدلة تثبت تدني مرفق حكومي يقوم (المسؤول المهمل) بتقليد المواطن وشاح (إبن السودان الضار) ثم يمسك به الجنود ويقذفون به من أعلى الهضبة لقاء (وطنيته) وكشفه للتردي والإخفاق .
تابعنا جميعاً قصة ذلك المواطن الذي قذفت به الظروف إلى إحدي المستشفيات الحكومية التابعة لوزارة الصحة السودانية بولاية الخرطوم وما قام به من توثيق (بالصورة) لتردي الخدمات في ذلك المستشفى وما صاحب ذلك من (وعيد) وتهديد لتعرض له وكأنه قد وقع في (شر أعماله) !
ولو كنت من (الوزارة المعنية) لعملت (رايح) فالتدهور وتدني الخدمات قد بلغ فيها مبلغاً عظيما فاق حد التصور وما هذا الفديو (لافي في الوسائط) الذي قام بتصويره أحد المواطنين (صورة وصوت) من مستشفى الحصاحيصا إلأ دليلاً يقف شاهداً على ما وصل إليه الحال من تردي خدمي و (أخلاقي) كمان !!.
(الفديو) يا سادتي يظهر (صالة الحوادث) المتسخة بالمستشفى التي تقبع على مقربة منها – كما ذكر المواطن- (حجرة العمليات) و(الأشعة) وفي نفس الوقت (دورات المياة) حيث يقضى المرضى حاجتهم الطبيعية ، ربما يقول قائل (كيف يعني الحمامات تكون على مقربة من (الأشعة والعمليات) ويظن أن هذا المقال مخصص لهذه الجزئية التي تخالف أبسط قواعد الصحة … لكن تتخيلو (ده ما الموضوع) !!
(تنبيه) : الكاتب غير مسؤول عما يحدث للقارئ إذا إستمر في قراءة المقال
صدق أو لا تصدق عزيزي القارئ أنه على بعد (مترين) من مدخل الحمامات يوجد شخص (قاعد ليهو في سرير) وأمامه (تربيزة) حديدية مكتوب عليها قيمة رسم الدخول إلى (الحمام) وهي ثلاثة جنيهات !!!
بالله عليكم (حكومة) تتقاضي من المواطن ثمن (تبوله وتبرزه) وهو قادم للعلاج (مش تستحق الضرب بالنعال؟) !! أي خلق (خليكم من الدين الفالقننا بيهو ده) يجيز أخذ (مال) من مريض جأء يبحث عن العلاج لقاء قضاء حاجته الطبيعية؟ أي تدني أخلاقي تمارسه هذه الوزارة؟ وهل هنالك عمل أكثر بشاعة ووضاعة من هذا (العمل) الذي يقوم به هؤلاء القوم (المتخمين) بأموال السحت والحرام؟ وما الفرق بين هذه المستشفيات (وسوق الملجة) وما الفرق بين وزارة الصحة والمرابي (شيلوك) في (تاجر البندقية) وهي (تستثمر) في حاجة المرضى (دون أن يرمش لها جفن) حتى في (التبول والتبرز؟) !
لقد نسيت الوزارة (كما أعتقد) أن تربط (الرسوم) بالزمن و(نوعية الخدمة) وعليه أقترح أن يتم الدفع بعد قضاء الحاجة التي يجب تحديدها تحديداً لا لبث فيه مع وجود عداد زمني (Timer) يقوم بحساب الوقت الذي يستغرقه كل (مستخدم) بالثانية والدقيقة :
يا زول زايغ ماشي وين تعال حاسب
أها والحساب كم؟
(ينظر إلى العداد) : خمسة وعشرين جنيه !
(في ذهول) : قلتا كم؟
(في لماضة) : ما قلنا ليك خمسة وعشرين جنيه … إنتو الزول فيكم يكون عندو (لواية) وللا (دوسنتريا) البجيبو المستشفى شنووووو .. ما عارفين الرسوم دي !!.
كسرة :
وعدت (الإنقاذ) المواطن أن يأكل مما (يزرع) ويلبس مما (يصنع) وإنتهى بها المطاف أن تقوم بأخذ رسوم من المواطن المريض (مش النصيح) لقاء (مخرجاته) !!!
• كسرة تصريح النائب العام: (لا حماية لفاسد ولا كبير على القانون)… في انتظار ملف هيثرو 5 واوات (ليها خمسة شهور)!
كسرة جديدة لنج: أخبار كتب فيتنام شنو (و) يا وزير المالية ووزيرة التربية والتعليم شنو (و)… 9 واوات (ليها تسعة شهور).
• كسرة ثابتة (قديمة): أخبار ملف خط هيثرو العند النائب العام شنو؟ 98 واو – (ليها ثمانية سنين وشهرين)؟
• كسرة ثابتة (جديدة):
أخبار تنفيذ توجيهات السيد الرئيس بخصوص ملف خط هيثرو شنو؟ 57 واو (ليها أربعة سنوات وتسعة شهور).

صحيفة الجريدة


‫2 تعليقات

  1. اضافة لمسالة العداد دي اليكم قصة حقيقية …في مدينتنا و عندما بدات حكومة الكيزان تستثمر في ” خراء” المواطن و “بوله” اذاكر ان الرسوم كانت 5 قروش “جمار خفيف” و 10 قروش ” جمار تقيل ” و اعتقد المعني واضح و في ذات مرة دفع مواطن رسوم ” جمار خفيف” و يبدو انه عمل خيانة اذ يبدو انه تاخر او شئ فذهب العامل “يتصنت” خارج الباب … لما خارجه المواطن امسك العامل بتلابيبه و طالبه بدفع 5 قروش اضافية و رفض المواطن باعتبار انه عمل جمار خفيف … فهاج العامل و صرخ ” جمار خفيف؟ جمار خفيف فيه أأح؟
    هذا ما اوصلنا اليه اذحاب الايدي المتوضئة … اعتقد ان الكيزان وضوهم دا بالبول!

  2. شاهدت مثل هذه المواقف وغيرها الكثير وايقنت ان لا خير في هذه الحكومة ولا بمقدار ذرة…وكنت أولا استغرب لماذا يكره المصريين الاخوان المتاسلمين ولكن ايقنت الان انهم يحبون بلدهم اكثر من أي شخص اخر