صلاح الدين عووضة

حرقة حشا !!


*أديبٌ كهل سألني سؤالاً غريباً..

*والكهل – لغة – هو من تجاوز محطة الشباب… ولم يبلغ بعد مرحلة الشيخوخة..

*وليس كما يظن كثيرٌ من الناس… ومنهم أديبنا هذا..

*أديبنا الذي يعجبه نجيب محفوظ جداً… ويعتبره مثله الأعلى في الأدب الروائي..

*سألني: لماذا تتحدث عن أنيس منصور دوماً ولا تكون مثله؟!..

*قلت له لأن السبب هو مثل الذي جعلك تُعجب بمحفوظ… ولا تكون مثله..

*مثل الذي جعله عالمياً… وجعلك أنت محلياً..

*مثل الذي جعله يكتب من مقهى الفيشاوي… وتكتب أنت من أمام (ست الشاي)..

*مثل الذي جعل الناشرين يطاردونه… وأنت تطارد الناشرين..

*مثل الذي جعل كل شيء هناك يختلف عن كل شيء هنا… وليس الأدب وحده..

*فهناك (المستشار) أسامة الباز… ومن هم على شاكلته..

*وهنا صاحب النكات… أو صاحب (الفنيلة)… أو صاحب (الوجهين)..

*هناك مشروع مثل مترو الأنفاق (تُنفق) عليه ميزانيته كاملة..

*وهنا مشروع مثل سندس لا تُنفق عليه إلا الأماني السندسية… تحت أحلام (الصافي)..

*ومشاريع أخرى لا يُنفق عليها من ميزانيتها إلا قليلا..

*والباقي يُنفق حيث لا يظهر لنا إلا في تقارير المراجع العام… بداية كل عام..

*هناك الصحف لا تتوقف عن الصدور… لأي سبب..

*هنا تتوقف جراء المصادرة… أو المحاربة… أو المغالبة… أو (المداولة)..

*هناك يتم الاحتفاء ببلوغ منتخب كرة القدم منافسات كأس العالم..

*وهنا وزير الرياضة يحتفي بمنافسات كأس الأرانب..

*ويُعرِّض كرة القدم عندنا لعقوبات الفيفا… ويسبح عكس تيار ديمقراطية الرياضة..

*هناك الجنيه يبقى بمطرحه سنين عددا… مقابل العملات الحرة..

*وهنا جنيهنا لا يثبت في مكانه سوى لحظات…ثم يتهاوى أكثر أمام الدولار..

*أنيس منصور – قلت لأديبنا – توفر له الصحيفة كل شيء..

*توفر له المكتب… والسيارة… والسائق… والمرتب الذي (يحفظ) له عقله..

*ومدير مكتب يلازمه حتى في بيته… إن اقتضى الحال..

*لو كان بمثل حالي لصعدت روحه للسماء قبل أن يكتب (الذين صعدوا إلى السماء)..

*أو لهبطت إلى القبر قبل أن يكتب (الذين هبطوا من السماء)..

*ولو كان محفوظ حاله كحالك أنت لراح في الرجلين قبل أن يكتب (بين القصرين)..

*ولكان (حرفوشاً) لا يملك مزاجاً يكتب به عن (الحرافيش)..

*ولو كان الشعب هناك في مثل حالاتنا لعجت بأفراده (السرايا الصفراء)..

*ولما غلبت عليه روح المرح… والضحك… والفرفشة..

*وبهذه المواسة المنحوتة في صخر الأسى… وبه… ختمت حديثي مع الأديب..

*وتركته يُخرج ورقة من جيبه يخط عليها كلمتين..

*فلما استرقت النظر إليهما – من باب الفضول – وجدتهما (حرقة حشا)..

*ويبدو أنهما عنوان قصة قادمة له…من عمق الواقع..

*فإن وجد (حق) النشر فترقبوها !!!.

صلاح الدين عووضة
صحيفة الصيحة


‫2 تعليقات

  1. تحية للكاتب الصحفي/ صلاح عووضة فهو يلدغ بحنية ويضع يده على الجروح بنعومة فائقة !!!

  2. * مقهى الفيشاوى

    *اسامة الباز

    *مترو الانفاق

    *كاس العالم

    * الجنيه المصرى

    * روح المرح
    والله ياعووضه لو كان هذا مايبهرك فى مصر فأنت مصاب بشيخوخه حضارية .. لكن ما أضحكنى حقا” حكاية الصحف هنالك لا تتوقف جراء المصادرة .. ياراجل هنالك الأرواح صودرت وعدد المساجين السياسيين فى سجن واحد أكثر من قراء الصحف فى السودان وكل يوم السيسي يفتتح سجنا” جديدا” .. السيسي ياعووضه ألم تلاحظ انه هناك ايضا” مع الباز ومترو الأنفاق .
    ب