حوارات ولقاءات

صاروخ الكوميديا محمد جلواك : قبل التمثيل كُنت (مُدرِّس كيمياء) وأنا (مريخابي) مُتعصِّب جداً!!


خَطَفَ نجم الدراما السودانية محمد جلواك، الأضواء في الفترة الأخيرة نسبةً لتميُّزه وتلقائتيه في التمثيل، الأمر الذي جعله نجم الشُّبّاك الأول حالياً في الدراما السودانية ويُمكن وصفه بالنجم المنطلق بسُرعة الصاروخ، ورغم حداثة تجربته التي بدأت في العام 2006م، إلا أنه انتزع إعجاب الملايين من المُتابعين للدراما.. بدأ جلواك عالم الشهرة بالنكات مع فرقة همبريب الكوميديا، ثُمّ انتقل إلى الدراما من خلال التمثيل قبل أن يخوض تجربة المسرح من خلال عدة مسرحيات أبرزها مسرحية (ملف سري) والتي نجحت نجاحاً باهراً، كما خاض جلواك مُؤخّراً تجربة تقديم البرنامج عبر قناة سودانية 24..
(كوكتيل) قامت باصطياد جلواك من مقر إقامته بالعاصمة الفرنسية التي تعرض المسرحية فيها هذه الأيام، وحاورته في جوانب مُختلفة من حياته والعديد من الأسرار التي تحدث عنها لأوّل مرة من خلال المساحة التالية:-

 

في البداية عرِّفنا باسمك الحقيقي.. وشنو حكاية جلواك دي؟
طيِّب، أنا اسمي بالكامل محمد عبد المنعم حامد الماحي، وسر لقب جلواك هو أنّني كُنت ومازلت مشهوراً بنكات إخواننا الجنوبيين، وأنا اعتز بذلك، ودائماً ما أذكر اسم جلواك أثناء النكتة وهذه الكلمة تعني بلغة الجنوبيين الزعيم أو قائد وبلغة الشمال تعني عمدة أو شيخ حلة، والاسم الحقيقي لها هي (قلواك) بالقاف وليس كما هو مشاعٌ.

هل كُنت تتوقّع كل هذا النجاح؟
والله شوف أنا كُنت أستاذ مادة الكيمياء وموضوع التمثيل واقتحام الدراما دا كان بالنسبة لي تحدياً أو رهاناً، فإما أتبحر وأنجح وأحقِّق النجاح أو أثبت في مهنة التدريس، وكُنت مَحظوظاً إنني وجدت أساتذة ساعدوني واهتموا بي، وأيضاً وقفة الأُسرتين الكبيرة والصغيرة معي وكذلك النُّقّاد الفنيين، جميعهم وقفوا معي ولم أتخيّل النجاح لهذه الدرجة، باختصار هناك يد خفية نقلت جلواك لهذه النقلة الضوئية.

مَن هو قُدوتك في التمثيل؟
هناك العديد من المُمثلين قُدوتي، منهم الأستاذ محمد نعيم سعد ومحمد عبد الله وجمال عبد الرحمن وأيضاً الفنانين الذين لم أعاصرهم مثل الأستاذ الراحل الفاضل سعيد، لكن الراحل المُقيم ملك التلقائية الأستاذ عيسى تيراب هو قُدوتي الحقيقيّة.

بعد عرض مسرحياتكم ملف سري في الدول الأوروبية ما هو الفرق بين تفاعل الجمهور داخل وخارج الوطن؟
التفاعل خارج الوطن يكون أكبر لأنهم فاقدون لريحة البلد وهي فرصة نادرة لهم ليتذكّروا لهجة السودان وأشياء السودانيين، لذلك التفاعل أكبر.

ما هو طُموحك في المُستقبل؟
حاجات كتيرة ما شوية، أولاً طُموحي أكون مُمثلاً سينمائياً تُعرض أعمالي الفنية على مُستوى الإقليم العربي، ومن ثَمّ تنطلق إلى أوروبا فالطموح كبيرٌ جداً، ومُقارنة بجلواك (2016) وجلواك حالياً بقول “مافي حاجة مُستحيلة” والهدف رفع اسم السودان في المحافل العالمية.

تجربتك في تقديم البرنامج.. كيف تراها؟
تقديم البرنامج أصعب ضروب الفن التي عَملت فيها لأنها تتصل بالجمهور مُباشرةً وهو من أعمق التجارب وكالعادة وجد نجاحاً غير مُتوقّع.

هل يعتزل جلواك الفن؟
إذا شعرت أن مهنة الدراما موجّهٌة لما تطلبه الدولة أو ما تطلبه جهات تحاول أن تصطاد في المياه العكرة سأعتزل التمثيل فوراً.

متى تبكي يا جلواك؟
أبكي عندما أشاهد طفلاً مريضاً، وأبكي عندما يموت شخص بسبب الإهمال، وأبكي عندما أحس بأننا بدأنا نتغيّر، وأبكي اذا حسيت بأنني غريبٌ في بلدي.

ما هو أكثر شئ أحزنك؟
انفصال الجنوب الحبيب.

جلواك.. أحكي لنا عن هواياتك غير التمثيل؟
إجابة بلهفة: (أنا كنت لعّاب لعب شديد وبلعب طرف يمين خطير جداً، وأهم مميزاتي السرعة ودقة العكسيات وقوة التسديد من الخارج لدرجة كانوا يلقبوني بنجم الأرجنتيني باتستوتا)، بجانب هواياتي في الاطلاع أنا أحب القراءة شديد وأشهر الروايات البحبها (ذاكرة الجسد) لأحلام مُستغانمي (والجنقو مسامير الأرض) للكاتب الجميل بركة ساكن والمجموعة الكاملة كلها للأستاذ الطيب صالح.

على ذكر كرة القدم إنت مريخابي واللا هلالابي؟
أجاب ضَاحكاً: (شوف والله أنا بصراحة بكل فخر مريخابي مُتعصِّب جداً بس ما بكره الهلال)!

جلواك لو عَرضوا عليك أن تلعب دور البُوّاب في الأفلام المصرية هل ستوافق؟
مُمكن أوافق في حالة واحدة إذا كانت القصة عندها علاقة بالنقاء ودور النوبيين لأنو دا كان واقع، فالنوبيون كانو بوّابين على أيام الملك فاروق ولا يستطيع الناس إنكاره، وهنا المقصود النوبيين الموجودين في أسوان، ولكن تبقى المسألة هنا وصمة عار على الشخصية السودانية في العالم العربي، لأنّ المصريين يصطادون في المياه العكره ليلوِّثوا التاريخ في مُحاولة لجعل السودانيين شخصية مُستعبدة، فبالتالي لو أعطيت مال قارون لن أوافق على أداة هذا الدور حفاظاً على كرامة الشعب السوداني.

ما هو تعليقك على إساءة الكويتيين للشخصية السودانية من خلال الدراما؟
في الحقيقية، أنا في البداية حزنت من المشهد الكويتي!! ولكن بعد ذلك تم تقديم اعتذار وتوضيح، فالمسألة كانت جُزءاً من المبالغة والمُداعبة والكوميديا، وليس هناك قصد للإساءة، ولكن هناك صحفية كويتية تحدّثت عن السودان بشكلٍ سيئ، وهنا لا بُدّ أن نوضِّح أن الشعب الكويتي يحترم السودانيين ويتعامل معنا بشكلٍ جيدٍ، ولدينا نماذج مُشرفة من السودانيين المُقيمين بالكويت يعكسون صورة جيدة عن السودانيين.

كيف ترى مُستقبل الدراما السودانية؟
مُستقبل الدراما مُخيفٌ ومظلمٌ وضبابيٌّ إلى أن يأتي رجل يحمل عصا موسى حتى يُغيِّر خارطة الدراما.

*ما هو العمل الذي مثل لك نقطة تحوُّل في مسيرتك الفنية؟
زواويل يُمكن تكون نقطة تحول لانه مثلت فيها 12 شخصية مُختلفة وهو ميلاد انطلاقتي.

من منطلق مهنتك السابقة كمدرِّس كيمياء ما هو تعليقك على تسريب امتحان الكيمياء؟
هذا يدل على أنّ هنالك نفوساً ضعيفة وهذا مؤشر خطير على أنّ قُدسية الشهادة السودانية في طريقها للزوال ولابُدّ من ضبط الموازين.

 

 

حوار: نزار عباس
صحيفة السوداني