زهير السراج

الإرتزاق من الأصنام !!


* لنفترض انها أصنام … كما شهد وزير السياحة والآثار السابق (عبدالكريم الهدى) ــ وهو على اليمين ــ أمام محكمة الفساد فى قضية سرقة شجرة الصندل من المتحف القومى التى يبلغ طولها 6 أمتار، وتبلغ قيمتها (3 مليار جنيه قديم) بعد قطعها بمنشار كهربائى فى وضح النهار، وتقطيعها الى أجزاء، ثم تحميلها فى شاحنة والخروج بها من البوابة الرئيسية التى يقف عليها جنود أقوياء أشداء من شرطة السياحة، بدون إبراز تصريح خروج رغم ما بداخل المكان الذى يحرسونه مقتنيات أثرية لا تقدر قيمتها بمال، ولا يمكن تعويضها إذا سرقت !!

* أثناء إدلاء شهادته أمام المحكمة ذكر الوزير السابق الذى ينتمى لجماعة أنصار السنة المحمدية أنه “لم يدخل المتحف لأن بداخله أصنام” .. وهو يقصد بذلك التماثيل والمقتنيات الأثرية التى كان هو المسؤول الاول عنها باعتباره وزير السياحة والآثار!!

* حسنا أيها الوزير، نحترم كل الاحترام فكرك الدينى الذى يعتبر كل (لعبة أطفال) أو (عروسة مولد)، أو تماثيل المتحف القومى وبقية المتاحف التى كنت المسؤول الأول عنها فى البلاد هى أصنام، وأن وجودك معها فى نفس المكان بدون أن تحمل معولك وتدمرها هو شرك بالله وكفر صريح، حسب الفكر الدينى الذى تعتنقه!!

* ولكن اسمح لى بسؤال أرجو أن تجد فى نفسك الشجاعة والجرأة لتجيب عليه .. (لماذا قبلت بتولى وزارة كنت تعلم تمام العلم أن مسؤوليتها الأولى هى الإشراف على الأصنام والمحافظة عليها، والاعتماد عليها فى تنمية الحركة السياحية لتدر دخلا على البلاد، أم أنك كنت تعتقد أن الُاثار المقصودة هى الخلاوى والمعاهد الدينية، وأفكار محمد عبدالوهاب ؟!)

* لنفترض انك لم تكن تعلم قبل قبولك لمنصب وزير السياحة والآثار أنك ستشرف على إدارة أصنام، وعلى هذا الأساس قبلت بأن تكون وزيرا للآثار، ولكنك بالطبع علمت بعد ذلك أنها وزارة أصنام، وكفر وشرك وضلال، فلماذا لم تقدم النصيحة للحكومة التى تتمتع بعضويتها ــ والدين النصيحة كما تعلم ــ بتدمير الأصنام التى توجد بالمتاحف لأن وجودها شرك بالله، إن لم تكن قادرا على تدميرها بنفسك؟!

* دعك سيدى، من التدمير وتقديم النصيحة (إستخدام اليد واللسان)، ولم يكن أمامك لتغيير المنكر سوى أضعف الإيمان (القلب) حسب نص الحديث الشريف (من رأى منكم منكرا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وهو أضعف الإيمان)، فلماذا لم تعمل على تغيير المنكر بأضعف الإيمان، وتلعنه بقلبك وتبتعد منه بتقديم إستقالتك، وتنأى بنفسك عن المال الحرام الذى تقبضه كل شهر من الإشراف على الأصنام!!

* أم أن الفكر الدينى الذى تؤمن به لا يُكفِّر الإرتزاق من الأصنام؟!

مناظير – زهير السراج
صحيفة الجريدة