لقد تأخرت كثيراً يا كرم الله..!!

كرم الله عباس والٍ سابق بماكينة أكبر وكاريزما أرعبت القوم وكانت سبباً في نهاية عهده والياً على القضارف ، جاءت به صناديق أهلها وهو من أهلها وأدرى بشعابها وبتفاصيل حياة أهلها مع تباين سحناتهم وألوانهم وإثنياتهم ولم يمنعه هذا التباين والاختلاف الكبير في مُكون الولاية من أن يتربّع على عرشها محمولاً على أكتاف أهلها الكُثر ، كرم الله الوالي المحبوب كانت الاستقالة المُقدمة منه (قسراً) كما أُشيع وقتها سبباً في عدم إكماله للمدة المُقررة له حسب القانون وانخفض بعدها صوته العالي وتوارى عن الأنظار وغابت تلك الأراء الجريئة التي شغلت الناس حيناً من الدهر وما زال صداها يتردد حتى بعد غيابه عن المشهد السياسي ..

البعض يعتقد جازماً بأنّ المؤتمر الوطني استخدم الرجُل مطية للوصول به إلى منصب الوالي في قضارف الخير والتي كان الحزب يخشى من فُقدان هذا المقعد فيها عبر صناديق الاقتراع نتيجة لغياب الحزب الحاكم القابض على مفاصِل الحُكم في البلاد عن تلك المناطق والتي تراجع فيها الانتاج نتيجة لسياسات التمويل وفشل عدد من المواسم الزراعية واعسار بعضاً من مُزارعيها الكبار وغابت تبعاً لذلك التنمية المنشودة في ولاية فاعلة كاد العطش أن يقتل مواطنها ، من في الحكومة والمؤتمر يتحدّث بعضهم أنّ الرجُل نكرة عُرِف بالمؤتمر الوطني وما كان له أن يكون في هذا المنصِب إن لم يجد الدعم الكامل من الحزب..
ذهب كرم الله وذهب الخوف من قلوبِ من أرعبهم وجوده بينهم منافساً شرساً تؤهِله امكانياته المادية وقاعدة حُب الناس العريضة له في ولايته من أن يتمدّد..

جاء الرجُل بعد غياب يؤكِد ما دار وقتها من أحاديث بأنّه أُرغِم على تقديم الإستقالة من منصبه وقد تجرّع شيخ علي عُثمان من نفس الكأس المُر التي أسقاه منها عندما كان نائباً لرئيس الجمهورية في إشارة منه بأنّه السبب فيها ، جاء أخيراً بعد خراب مالطا يُحدثنا عن انسلاخه من حزب المؤتمر ومن الحركة الإسلامية وعن استقالة طال أمد وجودها في يده لم يجد من يُقدمها له لعدم اعترافه بمن يرأسا الحزب والحركة الإسلامية في ولايته وما من أملٍ في أن يعود إلى الحزب مُجدداً ويُهدِد باقتراب 2020 م تاريخ الانتخابات القادم والذي ستكون الغلبة فيه لغير المؤتمر الوطني ..
كُل من ينسلِخ من حزب المؤتمر الوطني يكشِف لنا المزيد من السوءات التي أخفوها عن عامة الناس ويكشف في مستورٍ أرادوا له أن لا يخرُج إلى العلن ، ما يحدُث الأن من فساد أزكم الأنوف ومن أحاديث تردنا على ألسنة من كانوا من قبل من الأعضاء الفاعلين في حزب المؤتمر أمثال كرم الله وغيره تُشير إلى أن البلاد ليست بخير ولن تكون وهم كذلك..

بلا أقنعة – زاهر بخيت الفكي
صحيفة الجريدة

Exit mobile version