الطيب مصطفى

شباب الوطني .. والحج إلى قبر “الهالك” قرنق !!


فجعت أن يقف وفد من شباب المؤتمر الوطني خلال الزيارة التي قام بها مؤخرًا إلى جوبا عاصمة دولة الجنوب ..أن يقف أمام قبر قرنق ليقدم فروض الولاء والطاعة!

ماذا دهى الحزب الحاكم الذي يصر كل يوم على الانسلاخ عن مرجعياته التي ما قامت الإنقاذ إلا لإعلائها؟!

أليس غريبًا أن ينسى أولئك الشباب إخوانهم الشهداء الذين سطروا أعظم ملاحم الفداء والشجاعة والبطولة ليقفوا في خشوع أمام قبر قاتلهم وبدلًا من أن يزوروا قبور بعض أولئك العظماء أمثال علي عبدالفتاح ومعاوية سكران الجنة وعبدالمنعم الطاهر أو الميل أربعين أوجبل ملح أو توريت يزورون قبر ذلك القاتل البغيض.

الصحفي الموجوع ناجي الكرشابي سكب العبرات التالية حزنًا على تلك الزيارة الغريبة:

دهشت وأنا أطالع صورة شباب المؤتمر الوطنى “إخوان الشهداء” وهم وقوف أمام قبر”الهالك”جون قرنق ، ومصدر دهشتى في أن قائد الوفد هو الخلوق النعمان عبدالحليم والذي لو كان شخصًا آخر لما علقت بحرف واحد واكتفيت “بسبحان الله! ” وكنت أبحث عن عذر واحد يجعلهم يزورون قبر قاتل إخوانهم الشهداء أمثال ” علي عبد الفتاح” وبقية العقد الفريد من شباب “الحركة الإسلامية” عليها وعلي شبابها رحمة الله .

اتفهم جدًا زيارة وفد شباب الوطنى إلى جوبا لرتق الفتق الجنوبي ولم شمل أبنائه حول حوار يوقف الموت والخراب بجنوب السودان ، ولكن ما لم أجد له مبررًا هو زيارتهم لقبر من عطل مسيرة بلادنا وتآمر عليها ليل نهار وأوقف قطار التنمية وقتل الآلاف من أبناء شعبنا .

“قرنق” يا “نعمان” يا خيرة شباب الوطنى هو عراب مشروع السودان الجديد والذي تعلم جيدًا ماهية أهدافة وإن كنتم يا قيادات الحركة الإسلامية يا إخوان الشهداء قد نسيتم فواجبنا تذكيركم ، جون قرنق عرف مشروع السودان الجديد يا “نعمان” في إحدى محاضراته بفرجينيا عام 2003م بقوله إن “الهدف الرئيسي للحركة الشعبية هو إقامة السودان الجديد الذي يعني انتهاء النموذج العربي الإسلامي وإعادة هيكلة السودان من خلال الإحلال والإبدال”. جون قرنق كان يسعى إلى إقامة سودان أفريقاني علماني مناهض لهوية السودان العربية الإسلامية يا أصحاب المشروع الحضاري ، هذا ما صرح به صاحب القبر المزور والله أعلم بما أبطن وأخفى في جوفه من حقد وكراهية .

أود أن أسأل : هل زرتم مقابر شهداء توريت التي احتفلت الحركة الشعبية بذكراها بعد الانفصال بل وأسمت أولئك الأوباش من القتلة والمجرمين بالأبطال ونقلت لنا وسائل التواصل الاجتماعي صورهم حينها وهم يرقصون سكارى على قبور شهدائنا من النساء والأطفال والجنود ، بل هل زرتم قبور إخوانكم شهداء الميل الاربعين وجبل ملح وسندرو وغيرها من المعارك التي استبسلوا خلالها حتى لا تطأ حوافر جون قرنق وجنوده أرضنا ، كيف سمحت لكم أنفسكم بزيارته؟ وماذا ستقولون لإخوانكم الشهداء يوم التلاق؟!

الطيب مصطفى
صحيفة الصيحة


‫3 تعليقات

  1. رحم الله المناضل الجسور جون جارانج نصير المهمشين والمسحوقين من ابناء امة السودان .. سيكون ذلك اليوم الذى شرف فيه الدكتور جون جارانج الساحة الخضراء اما حشد جاوز الستة ملايين يوما مشهودا لن يتكرر فى تاريخ السودان .. رحل جارانج وترك لنا بغاث الطير وشذاذ الأفاق يمارسون كل انواع المفاسد والكذب والنفاق .. تملكتهم وسيطرت عليهم شهوات البطن والفرج يتاجرون بدين الله وهم فى غيهم سادرون .. كل الدلائل تشير الى النهاية الوشيكة .. خشبة القذافى فى الأنتظار .. وانتم ادرى اين كان مكانها !!!

  2. ربنا ياخدكم ذي ما اخدو ويريحنا منكم .. نعمان على مصطفى على ود ساره ..

    قال نصير المهمشين والمسحوقين .. نصرنا بى شنو ؟؟؟ ؟؟؟؟؟ !!!!!

    الله الصره التلقها قدام خشبة القذافى … كرور في كرور …