الصادق الرزيقي

زيارة روسيا .. عبء ترمب .. الجازولين ..رفع الحصانة


زيارة روسيا
أثارت زيارة السيد رئيس الجمهورية إلى جمهورية روسيا الاتحادية الصديقة التي بدأت أمس، تساؤلات كثيرة لدى الرأي العام، وحظيت بنقاشات واسعة في مواقع التراسل الاجتماعي، وجذبت اهتمامات الإعلام العالمي إذ تناولتها القنوات الفضائية ووكالات الأنباء، وجل الاهتمام كان منصباً على أن غرض الزيارة هو حضور نهائي كأس العالم لكرة القدم الذي دعت له روسيا بعض قادة العالم من القادة والرؤساء ( 25 من رؤساء وقادة العالم بينهم البشير يحضرون النهائي مساء الأحد )، لكن ما لم تتناوله أجهزة الإعلام ويتطرق له النشر الإلكتروني، أن لهذه الزيارة أغراض أخرى أهم بكثير من بطولة كأس العالم وحضور ختام أشواطها..

العلاقة السودانية الروسية تشهد اليوم تطورات مهمة في مسارها المثمر، وتعتبر روسيا أحد أهم الحلفاء الدوليين للسودان، فقد بدأ من فترة تنفيذ ما تم الاتفاق عليه بين البلدين في أوقات سابقة خاصة في مجال التعاون العسكري والصناعات الحربية، وأوضح من الوفد الذي يرافق السيد الرئيس ما هو الموضوع الأبرز الذي ستتناوله المباحثات الرسمية التي تبدأ اليوم بلقاء الرئيس البشير بمضيفه الرئيس بوتين في العاصمة موسكو، كما أن التنسيق في مجالات التعاون السياسي والاقتصادي والاستثمارات الروسية في مجالات الزراعة النفط والمعادن والطاقة ستكون على طاولة المفاوضات بين الجانبين ومن المنتظر أن تتوج الاتفاقيات المبرمة بين البلدين بخطوات أخرى تعزز من سرعة تنفيذها وتقود الى تمتين العلاقة أكثر بين البلدين وتوجد بين البلدين أكثر من 37 اتفاقية في مختلف المجالات كما تعمل الخرطوم وموسكو على بناء شراكة إستراتيجية قوية من أجل مصالح مشتركة.
أما توقيت الزيارة وتزامنه مع المحفل الرياضي الدولي، فلا ضير في ذلك، فليحضر الرئيس العرس الكروي وهو حدث مهم ومنصة للتواصل الدولي غير الرسمي بين القادة، والسودان ليس بلداً خامل الذكر او يعيش على الهامش، فهناك فائدة من الحضور لا يمكن التقليل من أهميتها، لكن غرض الزيارة الحقيقي يبقى كما هو ..

الجازولين .. الجازولين
حتى اللحظة مع وجود تدفقات لا تفي الحاجة لبعض الولايات من الجازولين لمقابلة الموسم الزراعي وتصريحات بعض الولاة المتفائلة حول حل معضلة النقص الحاد وما يهدد الموسم الزراعي، حتى هذه اللحظة لا يوجد ما يطمئن بشكل كافٍ ، فالأزمة لا تزال موجودة وقائمة وتهدد الموسم الزراعي خاصة في مناطق الزراعة الآلية بالولايات المنتجة، ولو لم تتحرك الحكومة بسرعة وتغطي الحاجة وتسد النقص الحاد وتقلل تعقيدات الإجراءات الإدارية الحالية بخصوص الإمداد وتوفير حصص الولايات ومنع تسرب الجازولين المخصص للزراعة إلى السوق السوداء فإن الموسم الزراعي مهدد بالفشل، وشيء آخر مهم للغاية لابد من الإشارة إليه وهو ما يتعرض له إنتاج الذهب في مناطق التعدين الأهلي، العمل في التعدين القليدي شبه متوقف وفي بعض المناطق متوقف تماماً لنقص الجازولين، تعطلت أعمال التعدين والحفر وتوفير المياه وتنقل المعدنين، وهذا يضر بالاقتصاد الوطني ، ومعلوم أن جل إنتاج البلاد وصادرها من الذهب يأتي من التعدين التقليدي..

رفع الحصانة
ما كان لموضوع رفع الحصانة عن عضو البرلمان ورجل الأعمال فضل محمد خير، أن يثير كل هذه الضجة لو تم التعامل مع الموضوع من البداية في سياقاته القانونية وأبعد تماماً من التفسيرات والتحويرات الأخرى منها السياسي ومنها ما يتعلق بسيء التقدير الإعلامي، فالقضية وما أثير حولها كلها تتلخص في تحقيقات وتهم تتعلق بالفساد والتجاوزات المخالفة للقانون وجهت لرجل الأعمال وعضو البرلمان، وهو لم ولن يكون أبداً كبيراً على القانون، يخضع للعدالة وتحقق معه النيابة ليلقي جزاءه إن كان مذنباً وتبرأ ساحته إن استطاع نفي التهم وإثبات خلو صحيفته منها .
إجراء قانوني طبيعي وعادل ، لولا فعلين او معلومتين متناقضتين من البرلمان الأولى برفض رفع الحصانة الثانية الموافقة على رفعها، وكل ذلك في غضون أيام قلائل، لما ثارت كل هذه الضجة وتعرض البرلمان لانتقادات صحافية حادة، وحدث خلاف ما بين النيابة العامة والبرلمان .
يجب في إطار مكافحة ومحاربة الفساد بتوفر إرادة سياسية قوية وتهيئة كل الظروف التي تساعد على اقتياد كل من تنسب إليهم تهم بالمخالفات والتجاوزات للقضاء العادل، ألا تكون هناك أية حجج او إشارات سالبة من هذه الجهة او تلك، السلطة الحاكمة تبني جداراً سميكاً من الثقة مع شعبها اذا أقدمت على هذه الحرب العادلة بنزاهة وحزم وحسم كبيرين.

ترمب صار عبئاً ..
الرئيس الأمريكي دونالد ترمب بات أينما حل وحط ، يثير أزمة عالمية وضجة لا تهدأ ويهدد التماسك الدولي ، على الأقل في إطار حلفاء بلاده، فلم تمض أسابيع على قمة مجموعة السبع في كندا وما أثارته من شرخ في هذه المنظومة، حتى لطم حلفائه الأوروبيين على وجوههم وتعامل معهم بعنجهية وعجرفة في قمة حلف الناتو قبل أيام في بروكسل في عقر دارهم، وفرض عليهم شروطه وأهانهم خاصة ألمانيا التي اضطرت المستشارة الألمانية ميركل ووزير خارجيتها للرد عليه، ويشعر الأوروبيون اليوم أن واشنطن تحت حكم ترمب لم تعد حليفاً مريحاً، ففرض الرسوم الجمركية على صادرات الأوروبيين من الحديد والفولاذ والصناعات الأوروبية من السيارات وغيرها ، وسيف العقوبات الذي رفعه ترمب في وجوه الشركات الأوروبية بعد انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي الإيراني، كلها باتت ملفات خلافية ساخنة، وصار القادة الأوروبيون كما قال معلق بإحدى قنوات التلفزة في ألمانيا يتمنون عدم لقاء ترمب او الالتقاء به ..

عندما حل أول من أمس في بريطانيا وجه انتقادات لرئيسة الوزراء تريزا ماي ، وللسياسة البريطانية ولوح بإلغاء الاتفاقيات التجارية ، ودخل في معركة كلامية مع عمدة لندن عندما اتهمه بأنه مهمل ومقصر وهو سبب تنامي الأعمال الإرهابية في لندن، وكل ذلك لأن العمدة سمح بتظاهرات مناهضة لزيارة الرئيس الأمريكي ورفعت في وسط شوارع لندن ومنطقة ويست منيستر دمية من بالون ضخم تصور ترمب كطفل في إشارة لقراره غير الإنساني السابق بفصل الأطفال المهاجرين غير الشرعيين من عائلاتهم عند الحدود الأمريكية المكسيكية..
لقد صار ترمب عبئاً علي العالم وخصم اسلوبه وطريقته الكثير من صورة الولايات المتحدة الأمريكية، فتعامل التاجر الجشع وأسلوب الصفقات لا يتناسب مع السياسة الدولية ..

الصادق الرزيقي
صحيفة الإنتباهة


‫3 تعليقات

  1. بلد مافيهو وقود للزراعة يلزم تواجد رئيسيه لحل الإشكال …

    هذه هي الزيارة الثانية للبشير الي روسيا … لماذا بوتن لا يرد الزيارة لتكملة ومتابعة الإتفاقيات الموقعة بروسيا على أساس التعامل الند بالند … وما هو النفع الذي يعود على السودان من حضور المونديال

    إتفاقيات وزيارات متعددة ومازالت الأزمة الإقتصادية لا تراوح مكانها ومازال الدولار يواصل في الصعود والمواطن يعاني من إرتفاع الأسعار وتدني الخدمات … نمنيت الا يغادر البشير البلاد في ظل هذه الظروف

    ترامب وأوربا توأم سيامي في كل السياسات والمصالح .. نحن رايحين وسط الزحام .. نبحث عن رضاهم والتطبيع معهم

    آآآآآه يابلد … كل يوم أسى جديد … نسأل الله أن يبدل حال السودان الي أحسن

  2. الصادق دا من ناس النظام عشان كدا ما تاخدوا بي كلامه
    خلوهو ينضم ولو صور ليكم السودان كلندن