صلاح الدين عووضة

ليلة الدموع !!


*وهي ليلة موعدها غداً بإذن الله..

*ستنهمر فيها الدموع مدراراً ؛ من قمة هرم الدولة وحتى قاعدتها..

*ومن آخرين لا يعنيهم من الحدث سوى رأس القمة هذه..

*وكنت قد رأيت – بدءاً – أن يكون عنوان كلمتنا هذه (كرويات)… من كرة..

*فهي كلمة تختلط فيها الكرة بالدموع… بالسياسة… بالجمال..

*ثم إنها تحتمل تصريفات أخرى كذلك ؛ منها ما يتعلق بكرواتيا الدولة..

*ومنها ما يفيد (الكروتة)… أي الكلفتة مع الاستهبال..

*ومع بدايات عهد الإنقاذ كانت مفردة (كروات) تتردد كثيراً في أجهزة الإعلام..

*وذلك في سياق أزمة البوسنة والهرسك… بمنطقة البلقان..

*وزميلنا المرضي – بالبنك – كان معجباً بهذه المفردة… من زاوية دلالة الكروتة..

*فكان يرددها دوماً ؛ ضاغطاً على حروفها بطريقة ساخرة..

*ولكن أغنية (ما تعودت أخاف من قبلك) كان يضغط على حروفها بطرقة بارعة..

*كان يجيد أداءها أفضل من صاحبها الهادي الجبل..

*بل لم أعرف إنه صاحبها إلا بعد أن (كروتتنا) الإنقاذ… عبر منسوبيها (الكروات)..

*فاتجهت أنا إلى معشوقتي الصحافة… أو بالأصح تفرغت لها..

*أما المرضي فلم يتجه – قطعا – إلى مجال الغناء… وإلا لصار من نجومه البارزين..

*المهم إن مونديال روسيا لم يعد يهمني في شيء..

*فقد خرجت ألمانيا… ثم الأوروغواي… ثم البرازيل… ثم إنجلترا ؛ أخيراً..

*ولم تبق سوى فرنسا التي لم أحبها – كروياً – في حياتي..

*ربما لأن مدرستها الكروية تذكرني بحصة الرياضيات… لا الفنون..

*ثم كرواتيا التي تحذو رئيستها حذو مطربي… وممثلي… وإعلاميي… مصر..

*أو مرضى النجومية (الطفولية) منهم… تحديداً..

*فضحايا هذا المرض مثل الأطفال… لا يطيقون انصراف الاهتمام عنهم..

*والمرضى المصريون هؤلاء وجدوا ذواتهم خارج دائرة الضوء..

*فالأنظار… والأضواء… والاهتمامات… توجهت كلها تلقاء مونديال روسيا..

*وتلقاء محمد صلاح… على وجه الخصوص..

*فطاروا إلى هناك ليحشروا أنفسهم في بؤرة الضوء… ويقولوا (نحن هنا)..

*فكان حشراً أضر باللاعبين… وأضعف تركيزهم..

*وفي بلادنا هنا فعل بعض مرضى النجومية الطفولية الشيء ذاته..

*لم يحتملوا اهتمام معجبيهم السذج – من الشباب – بكأس العالم..

*فطفقوا يحشرون أنفسهم حشراً في دائرة هذا الاهتمام..

*وأقبح حشر كان من جانب ذوي النجومية المصطنعة… من نون النسوة..

*فقد آلمهن – فوق ذلك – التغزل في جمال رئيسة كرواتيا..

*خاصة وأن هذا الغزل صحبته قصائد… ومرابيع… ومجادعات… ودموع..

*ولكن أمسية الغد – الختامية – ستشهد دموعاً غزيرة..

*ففرنسا ذات الأسلوب اللوغريثماتي البارد – والممل – سوف (تكروت) كرواتيا..

*وسوف تبكي كوليندا… التي يرونها جميلة..

*وسوف يبكي نحو (5) ملايين كرواتي… هم مجموع سكان كرواتيا..

*وسوف يبكي (البكَّايون بتوعنا) !!!.

صلاح الدين عووضة
صحيفة الصيحة