حوارات ولقاءات

محاورة طفلاً متشرد .. نفسي أرجع المدرسة.. وبشجع فرنسا عشان فيها الراسطة “بوغبا”!!


أثناء مروري أمام البوابة الشمالية لجامعة إفريقيا العالمية بالمركز الإسلامي، استوقفني مشهد أطفال صغار يتجولون في تلك المنطقة، حينها وقفت أراقب ماذا يحدث هناك، ليتبيّن لي أنّ هؤلاء الأطفال يدخلون داخل مصرف مياه ضخم (خور)!! حيث يسكنون ويأكلون وينامون داخله، حينها قرّرت أن أخوض مُغامرة وأدخل إليهم داخل ذلك المكان لأجري حواراً مع أحد هؤلاء الأطفال وبلغتهم الشهيرة (الراندوك) وذلك كي يتجاوب معي، ونصحني أحد العاملين هنالك أن لا أجازف بالدخول لخُطُورة هذا الأمر، وبعد عدة محاولات أقنعت أحدهم والذي كشف لي عن الكثير من أسرار وجودهم داخل ذلك (الخور)!!

يا شفت اسمك منو إنت؟
أنا اسمي (ح. ع. ا).

عمرك كم؟
عمري عشر سنوات.

الجابك الخور دا هنا شنو؟
والله يا أصلي أنا لقيت نفسي هنا مع الفرد ديل.

بيتكم وين؟
بيتنا في الإنقاذ، مرّات بمشي أبيت معاهم وبجي راجع الخوار تاني!

بتقرأ واللاّ خليت المدرسة؟
آي بقرأ في مدرسة أبوجا في الصف الثالث أساس.

وليه ما قاعد تمشي المدرسة؟
أمشي كيف يا أصلي.. الناس ديل دايرين حسابات تقيلة!!

كيف الكلام ده؟
شوف يا عمك المدرسة دايرة قروش ورسوم وكلام كتير أنا ما عندي قروش للكلام ده.. وكمان بدّقُونا في الفصل!!

أبوك وين؟
أبوي متوفي، وأمي شغالة شاي وإخواني كتار ما شاء الله عشان كدا.

طيِّب إنت في المدرسة كنت بتجي الكم؟
بجي تالت الفصل!!

والله طلعت خطير.. يعني مُستواك مُتميِّز؟
آي أنا كُنت شاطر وكمان كان نفسي اشتغل دكتور لامن أكبر!!

*بس إنت خليت المدرسة حتبقى دكتور كيف؟
بالنية بس يا عَمّك!!

لو جاتك فُرصة حترجع المدرسة؟
آي برجع طوالي وأكمِّل تعليمي!!

وإنت ليه خليت البيت؟
والله أنا هنا مُرتاح.. في البيت أخوي الأكبر مني بدقني، وكل ما اشتغل أجيب قروش بشيلها مني عشان كدا خليت ليهو البيت.

وعايشين كيف داخل الخور؟
الخور ده دِسيس جوه بنأكل مع بعض ونقعد مع بعض وكلهم أصحابي.

جوّه البحميكم منو؟
معانا ناس كبار ديل هم البحمونا ومافي زول بقدر يخش لينا جوه.

أكتر حاجة بتخوفكم داخل الخور شنو؟
أكتر حاجة بتخوفنا في ناس بجو بحاولوا يطردونا ويحتلوا مكانا.

وبتعملوا شنو إنتو؟
نحنا لامن نكون كلنا صغار بنصرخ وبنكون خايفين لحدي ما يجونا الناس الكبار يحمونا منهم.

وبتشتغلوا شنو؟
بنشتغل أي حاجة.. بنجازف بي جاي وبي جاي عشان نأكل وأمورنا مَاشّة.

الخور ده في الخريف بيتملي موية بتمشوا وين؟
في الخريف أنا برجع البيت وباقي فردي ديل بمشوا بنوموا في برندات الدكاكين بالليل بعد تقفِّل والصباح بكونوا حايمين.

مُتابعين كأس العالم واللاّ ما عندكم بيها شغلة؟
كيف ما بنحضر نحنا مُتابعين وأنا لاعبي المُفضّل ميسي.

في كأس العالم بتشجِّع منو؟
بشجع فرنسا.
ليه بتشجِّع فرنسا؟
عشان فيها (الراسطة) بُوغْبَا!!

حوار: نزار عباس
صحيفة السوداني.