تحقيقات وتقارير

تفاقم أزمة المواصلات في كل يوم جديد أمر يتطلب إيجاد حلول عاجلة من حكومة الولاية وشركة المواصلات وإدارة النقل والبترول ..


من جديد عادت ظاهرة هرولة المواطنين خلف الحافلات ووقوفهم لساعات في انتظار (المواصلات) من أجل العودة لمنازلهم، ورصد محرر (اليوم التالي) خلال اليومين الماضيين تكدس مئات المواطنين بمواقف مواصلات الخرطوم (جاكسون، الاستاد) وبعض محطات المواصلات التي تؤدي لأحياء أم درمان البعيدة ولابد من الإشارة لـ محطة بحري “المحطة الوسطى”، فمشهد تكدس المواطنين ومعاناتهم من أجل الحصول على مواصلات مختلف.. إلى جانب شكوى المواطن من رهق انتظار المواصلات والعودة للمنزل مساءً يشكو سائقو الحافلات من طول صفوف الانتظار من أجل الحصول على حصتهم من الوقود، كما استغلال سائقي بعض المركبات للأزمة بمضاعة سعر التعرفة حاضراً في مشهد معاناة العودة إلى المنزل مساءً.

(1)

في نوفمبر الماضي أقر والي الخرطوم عبدالرحيم محمد حسين، بوجود مشكلة في المواصلات تعاني منها الولاية، وكشف عن ترتيبات لاستيراد (500) بص للمساهمة في حل المشكلة، التي قال إنها لن تحل حلاً كاملاً إلا بعد استحداث طرق أخرى بجانب البصات والحافلات، وأضاف عبد الرحيم الذي كانت تصريحاته – في حديث الأربعاء الأسبوعي بوزارة الإعلام- إن الولاية تدرس استخدام السكة الحديد لتشكل حلاً نهائياً للمواصلات، واشار الى ان ازمة المواصلات ضمن تحديات كثيرة تواجه ولاية الخرطوم، إلا أن الازمة عادت مرة اخرى وشهدت مواقف المواصلات ومحطات انتظارها خلال الثلاثة ايام الماضية
تكدس المواطنين والسبب “وقوف الحافلات في محطات الوقود”.

(2)

عدد من المواطنين اضطروا لقطع كبري _ الفتيحاب_ سيراً على أقدامهم والتحرك لمسافات طويلة لاستقبال عربات الهايس التي تنشط في نقل المواطنين عند غياب الحافلات ووقوفها في محطات الوقود، واشتكى مواطنون من استغلال سائقيها للازمة وزيادة تعرفة الخط، ووصلت تعرفة المواصلات (الثلاثاء) من موقف مواصلات استاد الخرطوم لـ محطة الشقلة “الفتيحاب” لـ(10) جنيهات للراكب، وفي محطة الشقلة أو ما تسمى بـ(القديمة) يتكدس خلال ايام الاسبوع الرسمية العشرات من الطلاب والموظفين في المحطة بسبب عدم توفر المواصلات وتحول عدد كبير من الحافلات الى بعض الخطوط ذات التعرفة الاكثر، فيما اشار مواطنون تحدثوا لـ(اليوم التالي) لعمل عدد من الحافلات التي كانت تعمل بالخط في ترحيل تلاميذ وطلاب المدارس الخاصة.

(3)

خالد محمد خير وزير البنى التحتية والمواصلات بولاية الخرطوم، قال إن الوزارة تعكف على إدخال تجارب حديثة في النقل لحل مشكلة المواصلات، بينما كشفت شركة مواصلات ولاية الخرطوم عن استيراد بصات جديدة من الصين وقطر والسعودية، وكشف محمد في تصريح لـ(قناة الشروق) خلال احتفال شركة مواصلات ولاية الخرطوم بمرور ثمانية أعوام على تأسيسها، عن خطة الولاية لتطوير القطاع خلال المرحلة المقبلة، وتوقع دخول القطار المحلي دائرة الخدمة قريباً للإسهام في حل إشكالات قطاع المواصلات، مشيداً في ذات الوقت بتجربة الشركة في خدمة المواطنين عبر خطوط النقل التي تغطي أجزاءً واسعة من الولاية، فيما أكد المدير العام لشركة مواصلات ولاية الخرطوم عبدالوهاب أحمد عثمان أن البصات المتعطلة سيعاد تأهيلها وصيانتها لتدخل الخدمة من جديد، مشيراً إلى أن الطاقة التشغيلية للشركة في حالة ازدياد مطرد من خلال عمليات الصيانة وإضافة المواعين الجديدة.

(4)

شركة مواصلات ولاية الخرطوم كشفت وعلى لسان مديرها العام عبدالوهاب أحمد عن دخول بصات جديدة للخدمة ليرتفع عدد البصات العاملة إلى (1500) بص بنهاية العام 2018م، مشيراً إلى استيراد بصات جديدة من دول الصين والسعودية وقطر، ولفت مراقبون الى ان الهجرة المتواصلة لمواطني ولايات البلاد نحو العاصمة الخرطوم بحثاً عن العمل والعلاج في ظل عدم توفر الكثير من التخصصات في الولايات، لها دور في المشكلات التي يعاني منها قطاع النقل، وقال محمد إبراهيم مواطن وصاحب عربة هايس لـ المحرر انه لابد من البحث عن حلول لأزمة المواصلات بالولاية وضرورة توزيع الحافلات على مناطق أم درمان، تفادياً لتكدس المواطنين، الى جانب ضبط التعرفة التي يدفعها المواطن في الخط، وأشار إلى ان لـ(الكمسنجية) في محطات المواصلات دوراً في زيادة تعرفة المواصلات خصوصاً بالنسبة لعربات الهايس، وتابع: “أنا لمن أكون داخل الموقف يقابلني الكمسنجي ويقول لي أشحن الشقلة بـ(10) جنيهات بدل خمسة”، مطالباً حكومة الولاية بضرورة مراقبة مواقف المواصلات وإنزال أقصى العقوبات على المستغلين للمواطن والمتلاعبين بتعرفة الخطوط .

(5)

شح الوقود ووقف المركبات لا سيما مركبات النقل العام (البصات والحافلات الكبيرة والصغيرة) واصطفافها لساعات في المحطات للتزود بالوقود، من أسباب عودة تكدس المواطنين في مواقف المواصلات والمحطات المختلفة، الامر الذي يتطلب إيجاد حلول عاجلة من حكومة الولاية وشركة المواصلات وإدارة النقل والبترول لزوال مشاهد المعاناة وتكدس المواطنين في المواقف واصطفاف الحافلات في طلمبات الوقود، وذلك بحسب مراقبين لا يمكن إلا إذا ما تم تحديد طلمبات تعمل من أجل تزويد الحافلات وتلك التي تعمل على نقل المواطنين، وأن تخصص طلمبات لتزويد البصات السفرية واخرى للعربات الصغيرة وثالثة للشاحنات، وأن يكون تزويد المركبة بالوقود بحسب طول الخط .

الخرطوم ــــ المقداد سليمان
اليوم التالي.