تحقيقات وتقارير

حملة مكافحة الفساد.. هل أفلحت الدولة؟


منذ فبراير الماضي أطلقت الحكومة حملة واسعة لمحاربة الفساد قادت لاعتقال العشرات والتحقيق معهم، فيما تم إنشاء وحدة خاصة لمحاربة الفساد في جهاز الأمن والمخابرات، في الأثناء ظهرت أسماء رجال أعمال ومصرفيين وضباط سابقين بجهاز الأمن ضمن قوائم المتهمين في هذه القضايا. (السوداني) في هذه المساحة تطرح بعض التساؤلات لتقييم ما تحقق في حملة الفساد، على كل من المحلل السياسي الحاج حمد، والطيب مختار رئيس منظمة الشفافية، والقانوني معز حضرة والخبير الاقتصادي محمد الناير.

رئيس منظمة الشفافية: هناك إرادة سياسية لمكافحة الفساد، لكن هذا لا يكفي
د.الحاج حمد: الجمهور السوداني لا يمكن أن تقنعه بالحملة (إلا تجيب قوون)
محامٍ: الحملة لم ولن تحقق نتيجة لأن الفساد الموجود أكبر مما هو مطروح الآن
د. محمد الناير: لا بد من التحري والتثبت بفساد (فلان) قبل النشر في وسائل الإعلام

ما هو تقييمك لحملة مكافحة الفساد؟
الحاج حمد: أن تأتي متأخر خيرٌ من ألا تأتي.
د.الطيب مختار: أي مجهود يُبذل مهما كان قليلاً مع الإرادة السياسية العليا فيما يختص بمكافحة الفساد يعتبر خطوة للأمام.
حضرة: هي حملة مؤقتة، وبالتالي (أتشكك) في الظرف التي أُطلقت فيه، هي عندي عبارة عن صراع بين مجموعات سياسية تنتمي إلى المؤتمر الوطني.
د. الناير: نؤيد أي قوة كبيرة في التعامل مع الفساد وردع المفسدين واسترداد المال العام للدولة.. حتى الآن الإجراءات تسير ببطء شديد ولم ترتقِ للحدث.

ما هي أبرز الأشياء التي حققتها الحملة؟
* الحاج حمد: الجمهور السوداني لا يمكن إقناعه إلا (تجيب قون) أي أنه ما يزال يشك في جدية الحملة، والتحرك بطيء ويدل على أن هناك صراعاً بين الإرادات السياسية.
الطيب مختار: هناك إرادة سياسية عليا لمكافحة الفساد، لكن الجهات الرسمية وحدها لا تستطيع مكافحة الفساد ولا الجهات الطوعية وحدها، لا بد من مشاركة المواطن وكذلك العاملين بالمؤسسات الحكومية والخاصة.
*حضرة: لم ولن تحقق نتيجة لأن الفساد الموجود أكبر مما هو مطروح الآن، ولا بد من تقوية مؤسسات محاربة الفساد وهذا لا يتم إلا بإلغاء الحصانات وتقوية المؤسسات العدلية ومنحها الاستقلال الكامل عن السلطة التنفيذية، وإنشاء مفوضية من المحايدين والأنقياء ومنحهم الصلاحيات الكاملة.
* الناير: حسب ما ورد في وسائل الإعلام تم التحقيق مع بعض مسؤولين سابقين وبعض رجال الأعمال وغيرهم، وما تم إنجازه حتى الآن قليل، والملف يحتاج إلى كثير.

ما هي نقاط القوة والضعف في ما تم اتخاذه من إجراءات حملة مكافحة الفساد؟
*الحاج حمد: الجزء الذي يلي القوة الأمنية فيه جزء إيجابي ومدروس وهذا يعتبر من نقاط القوة، أما الجزء الذي يلي كوادر الحزب الوطني والكوادر الحزبية المتحالفة معه فما زال ضعيفا في استجابته وهذا من نقاط الضعف.
* الطيب مختار: نقاط القوة أن هذه الحملة ابتدرتها القيادة العليا، ونقاط الضعف عدم اكتمال منظومة مكافحة الفساد.
حضرة: اللفظ في استخدام حملة يحمل معاول هدمها، هذه حملة ضعيفة والهدف منها امتصاص غضب الشعب بعد أن عم الفساد الريف والحضر، ونحن في مجتمع تُتناقل فيه الأخبار والشعب يجد من كان يجلس تحت الشجر يتطاول في البنيان.
الناير: تنفيذ هذه القرارات بحسم ودون استثناء لأي شخص مهما كان نفوذه ومكانته يعطي إشارة للآخرين بأن لا يقتربوا من الفساد وألا تسول لهم نفسهم التعدي على الاقتصاد بحكم أنه (لا كبير على القانون)، بالنسبة لنقاط الضعف فإن الإشارات التي تذهب للخارج حول ما يدور في السودان وتحديدا للمستثمرين في المرحلة القادمة.

ما هي الإجراءات المطلوبة لتعزيز حملة مكافحة الفساد؟
الحاج حمد: الإرادة السياسية تتمثل في أجهزة إنفاذ القانون وتحقيق العدالة، بالإضافة إلى ضرورة الجدية في خفض الإنفاق العام، وإعطاء منظمات المجتمع المدني الحق في ملاحقة وفضح الفساد والمفسدين وعلى رأسها الصحافة، وتنفيذ الهدف السابع عشر من أهداف التنمية المستدامة وهو إنفاذ الشراكة بين القطاع الخاص ومنظمات المجتمع المدني والحكومة.
الطيب مختار: تأكيد الإرادة السياسية بالاستمرار فيها والطرق على مخاطر الفساد، بالإضافة إلى ضرورة إعداد استراتيجية مكافحة الفساد، وتكوين المنظومة الوطنية لمكافحة الفساد من الجهات الرسمية والطوعية ذات الصلة.
حضرة: لا بد من إقامة مؤسسات دائمة لمحاربة الفساد مثل إقامة مفوضية لمحاربة الفساد وإعطائها الحق في التحقيق مع أي شخص، ما يحدث الآن هو لصغار المفسدين ويوجد مفسدون كبار لم يتم التحقيق معهم.
الناير: نأمل أن يتم التحري والتثبت بأن (فلاناً) فاسد وإحضار الوثائق اللازمة قبل الإعلان عنه، ثم بعد ذلك يُتاح لوسائل الإعلام أن تنقل قضيته دون رأفة لأنه ساهم في تخريب الاقتصاد.

صحيفة السوداني.