تحقيقات وتقارير

نداء السودان .. تطلعات مريم هل اصطدمت بطموحات عرمان؟


طفت الخلافات بين مريم الصادق وياسر عرمان إلى السطح داخل تحالف احزاب وحركات نداء السودان، وذكرت وسائل إعلام أن الخلافات وصلت ذروها عقب قيام مريم الصادق بارسال رسالة شديدة اللهجة الى مني اركو مناوي تعترض فيها على إستعانته بياسر عرمان في توصيل الخطابات لعدد من رؤساء الدول باعتبار انها مكلفة بملف العمل الخارجي وطالبت الصادق مناوي بتقديم إعتذار وتوضيح الأسباب، وهو الأمر الذي أثار حفيظة مناوي وغضبه وتحول الأمر الى خلاف بينهما.

وسبق ان أثار تشكيل الأمانة العامة لأحزاب وحركات نداء السودان من قبل أركو مناوي الخلافات بين مريم الصادق وياسر عرمان بسبب التضارب في الإختصاصات بين الصادق وعرمان مما القي بظلال من عدم الثقة بين مكونات تحالف نداء السودان بصورة عامة، وكان مناوي قد قام بتعيين مريم الصادق نائباً للأمين العام للخارج، وياسر عرمان أمين العلاقات الخارجية وهو ما قد احدث تضارباً وتداخلاً في الإختصاصات وادي الى استمرار الخلافات بينهما.
وبدأ التعارض واضحاً بين مريم الصادق وياسر عرمان حينما تقدمت الأولى بما اسمته مقترح وخطة عمل للمرحلة المقبلة خلال إجتماعات نداء السودان بباريس في شهر مارس الماضي كجزء من عمل لجنة العلاقات الخارجية بتشكيل حكومة ظل وعارض ياسر عرمان المقترح بشدة، ولم يكن هذا هو الخلاف الأول بين الجانبين. فقد سبق ان اتهم عرمان مريم الصادق ابان توليه الأمانه العامة للحركة الشعبية بأنها تعمل ضد الحركة ورفض ترشيحها لمنصب مسئول الاتصال بنداء السودان لمخاطبة الآلية الأفريقية رفيعة المستوى نيابة عن مكونات نداء السودان.

ويتضح من خلال تتبع الاحداث داخل نداء السودان ان عرمان بات لا يثق البته في مريم ويتعمد التحفظ على مقرحاتها بينما تري الأخيرة ان عرمان يسعى لإبعادها عن التحالف وبدأ هذا الهاجيس يراودها منذ ان تحفظ عرمان على المقترحات التي تضمنتها الورقة المقدمة من حزب الأمة خلال اجتماعات العاصمة الفرنيسة باريس.

ويقول د. عبد العظيم الحسن الباحث في ملف الاحزاب السياسية ان حقيقة الخلافات بين مريم الصادق وياسر عرمان تتمثل في مخاوف الاخير من تهديد حزب الأمة القومى للمكاسب السياسية للحركة الشعبية خاصة بعد الإنقسام الأخير الذي بين مجموعة عقار والحلو وذلك حال تمت تسوية سياسية نهائية على أساس وثيقة خارطة الطريق وبالتالى يسعى الى حرمان حزب الأمة القومى من الاحتفاظ بأوراق قوة أو المناورة خاصة مع وجود عامل فقدان الثقة لدى عرمان والآخرين فى التحالف تجاه الحزب، وقال الحسن ان عرمان لديه هاجس من تنامى أى نفوذ أو تأثير سياسى خارج سيطرته خشية أن تفلت منه الأمور ، حيث يحرص الرجل على الإمساك دوما بالخيوط الحساسة، واضاف ان طموح مريم الصادق ووجودها داخل نداء السودان يحدان من رغبة عرمان في السيطرة على مقاليد الأمور داخل التحالف.

ويبدو ان الخلاف بين مريم الصادق وياسر عرمان أمر متوقع لكن ان يتحول الى خلاف بين مناوي ومريم فهي الخطوة التى قد تنذر بإستبعاد الإخيرة بصورة عاجلة حفاظاً على مكونات نداء السودان خاصة بعد اتهاماتها الأخيرة لأحزاب المعارضة بانها ليست على قلب رجل واحد ، ومعلوم ان الخلافات ظاهرة صحية عدا الخلافات التى تنشأ بين الحركات المتمردة والاحزاب المتحالفة معها لجهة انها دائما ما تكون تحالفات تكتيكية إضطرارية وليس إستراتيجية وتلعب المصالح الشخصية فيها ابعاداً كثيره. فما يدور داخل نداء السودان تعتبر مريم الصادق عنصراً مشتركاً فيه من حيث خلافاتها مع ياسر عرمان من جهة ومع مني من جهة آخري، ويتضح من خلال النظر الى طبيعة الخلاف المشار اليه نجد ان مناوي ربما يفضل رفيق السلاح على مريم التى ربما يري في مشاركتها انتهازية سياسية من واقع تضحيتها بإرث حزبها ومشاركتها مع الحركات المتمردة.

تقرير: رانيا الأمين (smc)


تعليق واحد

  1. لا خير في مريم المهدي ولا بارك الله في عرمان والصادق المهدي أبو جلابية مقلوبة..وطاقيه صاروخ كلهم مرتزقة مأجورين…والشعب لا يعني لهم شئ