زهير السراج

بايولاين .. وبايوميشا !!


* نشرت قبل يومين ردا للأستاذة (مشاعر صديق) الموظفة السابقة بمستشفى الخرطوم لعلاج الأورام (مستشفى الذرة)، تنفى تهمة عدم الكفاءة عن شركة (بايولاين) التى حصلت على امتياز توريد اسبيرات وصيانة بعض الأجهزة بالمستشفى فى عام 2016 ، بدون طرح العطاء فى مناقصة عامة، وكنت قد ذكرت فى مقال سابق بأن الشركة فشلت فى القيام بالمهمة التى اوكلت لها، الأمر الذى أدى لتعطل الأجهزة وتكدس المرضى بالآلاف، وتأخر إجراءات علاجهم، وزيادة معاناتهم فوق ما يعانونه بسبب المرض !!

* ولكى تؤكد (مشاعر) كفاءة شركة (بايولاين)، قالت بأنها نفس الشركة التى قامت بتوريد وتركيب اجهزة مستشفى ود مدنى لعلاج الأورام التى تعمل بكفاءة عالية، مع إعترافها وجود فشل ادارى وفساد بمستشفى الخرطوم!!

* فور نشر المقال، انهالت الرسائل على بريدى الإلكترونى من عدة جهات، تنفى ما زعمته (مشاعر) عن قيام شركة (بايولاين) بتوريد وتركيب أجهزة مستشفى ود مدنى، وتؤكد بأن شركة أخرى تدعى (بايوميشا الهندسية) هى التى قامت بذلك!

* كما وصلتنى رسالة من (مشاعر) تؤكد ما ذكرته الرسائل الأخرى بقيام (بايوميشا)، وليس (بايولاين) بتوريد وتركيب أجهزة مستشفى ود مدنى، وتعتذر عن الخطأ الذى وقعت فيه!!

* ولم تلبث أن وافتنى برسالة أخرى تتحدث عن الجوانب المشرقة بمستشفى الذرة، وتطالب بعدم التركيز على الجوانب المظلمة فقط، رغم إقرارها بوجود الكثير من اوجه القصور والفساد، وها هى الرسالة أنشرها كاملة مع اتاحة الفرصة لكل من يريد ان يرد او يعقب!!

* بالرغم من أننا تواصلنا بخصوص مستشفى الذرة وطرح موضوع الفساد، لكن لا تنسى دكتور بأن هنالك جانب مشرق، وهنالك أمل بأن يتغلب الخير مهما إنتشر الفساد، وهو ما نسعى اليه ونتمناه جميعاً لوطن ومواطن يستحق ذلك وأكثر .

* الأمل من وجة نظري (فى مستشفى الذرة) يتمثل في شركة (بايوميشا الهندسية) وأجهزتها التي تعمل بكفاءة عالية جداً حالياً، مما خفف كثيراً من معاناة مرضى السرطان (شفاهم الله وعافاهم). ونتمني أن تعمل كل أجهزة المستشفى بنفس الكفاءة حتى لا يكون هناك مريض بدون علاج.

* وكتعاون شخصي منى بحكم عملي في المستشفى سابقاً وإهتمامي بهذا المكان، أورد لك هذا المقال التعريفي حتى تكتمل الصورة عن المستشفي وما حملته مقالاتك عنها.

* يوجد بمستشفى الذرة بالخرطوم ثلاثة أنواع من العلاج لمرضى السرطان، هم العلاج الكيميائي والعلاج الإشعاعي والعلاج التلطيفي، وسيكون حديثى اليوم عن العلاج الإشعاعي وذلك للتوضيح والتقييم.

* يحتوى قسم العلاج بالأشعة على عدد خمسة أجهزة علاجية، وهي تلاته أجهزة كوبلت، أحدها يعمل بكفاءة تقدر بي ٢٥% تم تركيبه في عام 2005 م ، وتم تركيب الجهازين الاخرين في عام 2016 ، عبر عطاء تقدمت له شركتان وفازت إحداهما وهي شركة تشيكية ووكيلها في السودان شركة (بايوميشا) الهندسية، التى قامت بتركيب كل المنظومة العلاجية التى تتكون من الجهازين وأجهزة تخطيط المرضى، وأجهزة القياس، وكل برتوكولات ضبط الجودة علي حسب المقاييس العالمية المتطورة وتقنيه العلاج ثلاثي الابعاد، وأفيدكم بأن الشركة التشيكية لديها أكثر من مائة وخمسين جهازا حول العالم بما فيها اوروبا، تعمل بكفاءة عالية جدا!!

* بالاضافة الى اجهزة الكوبالت الثلاثة، هنالك جهازا (المعجِّل الخَطى) اللذان تم تركيبهما فى عامى 2004 و2008 ، ومُنحت شركة (بايولاين) إمتياز صيانتهما فى عام 2016 ، كما ذكرت فى مقالاتك، وما شاب العملية من فساد ..إلخ!!

* أخيرا أود الإشارة إلى أن ما تم ذكره في مقال (مناظير) بأن المشكلة عامة في (كل) الأجهزة، يؤدي إلي تشكيك مرضى السرطان الذين يتلقون العلاج الإشعاعي فى كفاءة المستشفى وحدوث حالة إحباط وعدم ثقه في ما يقدم إليهم من علاج، مما يؤثر سلبا على (العلاج التلطيفى) أو (النفسى) الذى يعد من أهم العوامل فى إستجابة مريض السرطان للعلاج!!

تعقيب:
* مرة أخرى تصر الأستاذة (مشاعر) على تقويلى ما لم أقله، بأن (كل) الأجهزة معطلة، بينما تحدثت بالتحديد عن تعطل (بعض) الأجهزة، وتناولت الفساد الذى شاب منح الامتياز لشركة (بايولاين)، وفشلها فى القيام بأعمال الصيانة، ولم أتطرق بأى شكل من الأشكال الى أجهزة الكوبالت أو عدم جودة الأجهزة التشيكية.

مناظير – زهير السراج
صحيفة الجريدة