تحقيقات وتقارير

سودانيون في المهجر.. حكايات الموت و العذاب


لم تعد جراح الغربة وحدها السبب في نزف المهاجرين والمغتربين والمبتعدين قسرا أو رغبة عن (حنية) الأهل، بل تزداد قساوة بتزايد حالات الإهانة والذلة بالاعتداءات، التي جاء آخرها بمقتل بطل كمال الأجسام محمد عبد اللطيف في الدوحة على يد شقيق زوجته لجهة أن الأسرة رفضت زواجه منها. (السوداني) رصدت أبرز قصص الاعتداءات التي وقعت على السودانيين مؤخراً.

(1)
محمد عبد اللطيف كانت قضيته آخر القضايا التي شغلت وسائط التواصل الاجتماعي لجهة ارتباطه بما يسمى لدى النخب المثقفة في الشارع العام بالاستعلاء العروبي، إذ راح ضحية انفعال شقيق زوجته المعترض بالأساس على اقتران عبد اللطيف بأخته، الأمر الذي جرَّ للاحتكاك أكثر من مرة وتدوين بلاغات في أقسام الشرطة بالدوحة وتعهدات بعدم الاعتداء.. ليغدر شقيق زوجة محمد عبد اللطيف به عقب مهاتفته واتفاقه معه على الصلح، وما أن حضر عبد اللطيف وزوجته حتى عاجلهم شقيق الزوجة بالرصاص ليلقى عبد اللطيف حتفه فيما نقلت الزوجة إلى العناية المكثفة قبل أن تلحق بزوجها.
(2)
آخر أبشع مشاهد الاعتداء على سودانيين جاء في أبريل الماضي عندما سجلت كاميرات المراقبة بإحدى صيدليات مدينة ملبورن الأسترالية لحظة اعتداء ضابط شرطة بالضرب المبرح على سوداني يبلغ من العمر 23 عاماً رغم إصابته باضطراب ذهني، ونلقت الـ(ديلي ميل) البريطانية، دخول الشاب السوداني الصيدلية واعتداءه على مديريها بلافتة صفراء كبيرة أسقطت مجموعة من الأدوية على الأرض قبل إتمام عملية السرقة، وعلى الرغم من أن العاملين والزبائن في الصيدلية تمكنوا من تقييد الرجل، إلا أنه عندما وصل رجال الشرطة انهال أحدهم عليه بالضرب في الرأس، والركل والوخز بالهراوة، وبعد تكبيله بالأصفاد إثر ضربه لمدة دقيقتين ونصف الدقيقة، ليختم الضابط وصلة الاعتداء عليه بركلة مهينة استهدفت ظهره. محامية الشاب السوداني استنكرت بشدة ما حدث لدى مشاهدتها لقطات الفيديو، وقالت إنها شعرت بالرعب إذ لا يمكن لأي شخص عاقل أن يجد في استخدام القوة مبرراً.
(3)
مشهد آخر من مشاهد نزف الكرامة السوداني جاء في فبراير الماضي باعتراف مواطن كويتي بقتل راعٍ سوداني يعمل لديه في منطقة الوفرة جنوبي الكويت، بضربة على الرأس، وبرر الجاني فعلته بأن الراعي استولى على مبلغ مالي أعطاه له لشراء أعلاف.
فبراير من العام الجاري أطلق شاب مسلح النار على عامل سوداني في محطة بنزين ببلدة الزراية في لبنان ويدعى حمدي عز الدين عبد الرحمن، ونقلت تقارير إعلامية أن الحادثة وقعت إثر خلاف على تعبئة البنزين مما أدى إلى إصابته في الوجه بشكل مباشر واقتلاع عينه اليسرى بواسطة مسدس كان يحمله الجاني.
(4)
في أغسطس من العام 2017م نجحت إدارة التحريات والبحث الجنائي بشرطة الرياض عقب إذن النيابة، في ضبط مواطن متهم بالاعتداء اللفظي على طبيب سوداني مقيم، ويعمل في أحد المراكز الصحية بذات المنطقة، وذلك بعد تداول تسجيل صوتي كشف التعدّي اللفظي من المواطن على الطبيب السوداني بعدما رفض الطبيب منحه إجازة مرضية غير مستحقة، وهو ما دفع وزير الصحة بالرياض توفيق الربيعة لاستقبال الطبيب السوداني والاعتذار له. كذلك ووفقا لتوثيقات (السوداني) في أواخر أغسطس نفسه، شهدت مدينة جدة اعتداء مواطن سعودي على سوداني بالضرب المبرح، وطبقا لمقطع فيديو وثقه أحد الأشخاص بكاميرا جواله، فإن مشاجرة عنيفة بين سعودي وسوداني، انهال فيها السعودي بالضرب على السوداني، وسط حشد كبير من المواطنين، ليتدخل بعض الأشخاص ليفضوا العراك بينهما.

بيد أن أشهر مشاهد الاعتداء كانت في يوليو 2017م على خلفية الاعتداء الموصوف بالآثم الذي تعرّض له المواطن السوداني المقيم في العراق موسى البشير، ووقتها أظهر فيديو واسع التداول تعرض موسى للاعتداء، ولعبارات عنصرية من قبل الشرطة العراقية، مثيرا بذلك رد فعل كبير، قاد إلى إجبار وزير الداخلية العراقي لتكريم المواطن السوداني والاعتذار له، حد عرض الجنسية العراقية عليه.
(5)
في ديسمبر 2016م أدانت محكمة إسرائيلية بحسب ما نقلت (هارتس العبرية) شابين إسرائيليين بقتل مواطن سوداني في مدينة بتاح تكفا بالقرب من مدينة القدس، حيث تم الاعتداء على الشاب السوداني وضربه حتى الموت، في وقت امتنعت فيه الشرطة الصهيونية عن إسعافه وتركته ينزف.
ديسمبر ذاك، شهد كذلك تداول فيديو يظهر فيه شابان يعتديان على طبيب سوداني بضربه بالشبشب على وجهه، قبل أن يتم احتواء الموضوع باعتذار والد أحدهما للطبيب الذي تجاوز الأمر.
في أكتوبر 2016م تم إيقاف رجلين اعتديا على سوداني بمكة المكرمة، وسلب ما بحوزته، وبحسب ما نقلته تقارير إعلامية عن السلطات السعودية جرى إعداد كمين محكم أسفر عن القبض عليهما، وبالتحقيق معهما اعترفا بما نُسِبَ إليهما كما عُثر بحوزتهما على المسروقات.
في أبريل 2016م، أكد شهود عيان وقوع اعتداء على الطاقم الطبي لقسم الإسعاف بمستشفى زليتن التعليمي بليبيا من قبل عناصر وُصفت بأنها خارجة على القانون. وطبقا لما نقلته تقارير إعلامية فإن المعتدين قاموا بضرب واستخدام السلاح والألفاظ النابية ضد أحد الأطباء وهو سوداني الجنسية.
(6)
في نوفمبر 2015م وقع اعتداء على سوداني في أحد أقسام الشرطة بمصر، ليأخذ الأمر أبعادا دفعت الخارجية المصرية إلى اعتبار تضخيم الحادثة نوعا من محاولات زرع الفتنة بين الخرطوم والقاهرة. ونجح لقاء وزير الخارجية السفير سامح شكري مع السفير السوداني بالقاهرة، في احتواء الموقف، عقب تأكيد سامح بأنه لا يوجد تمييز ولا استهداف لأي مواطن سوداني يعيش في مصر وهو كأي مواطن مصري.

(6)
سبتمبر من العام 2014م شهد الاعتداء على طبيب سوداني بقسم الطوارئ بمستشفى الصحة النفسية بمحافظة القريات -شمال غرب السعودية- من مرافق لأحد المرضى، وجاء الاعتداء على الطبيب، أثناء قيامه بجولة داخل أقسام المستشفى، فيما قام مرافق أحد المرضى بالاعتداء عليه، ما استدعى تدخل الطاقم الطبي الذي خلّصه من المعتدي.
في ذات المستشفى وفي ذات العام تعرضت طبيبة سودانية للضرب المبرح بالعقال على يد شاب ثلاثيني كان برفقة زوجته في قسم الطوارئ بمستشفى القريات العام حيث تم إبلاغ الشرطة والتي حضرت سريعاً وألقت القبض على المعتدي واحتجازه ومعالجة الطبيبة. وبحسب السلطات السعودية فإن الاعتداء وقع بسبب خلاف بينهما أثناء معالجتها زوجته.
(7)
نوفمبر من العام 2013م شهد مقتل سوداني في الرياض خلال أعمال شغب وقعت في حي شعبي شهد أحداثاً مماثلة، أسفرت عن مقتل سعودي واثنين من الإثيوبيين المخالفين لنظام الإقامة والعمل.
يوليو من العام 2012م تعرض سوداني للاعتداء من قبل ثلاثة ملثمين في بلدة كفر قرع بإسرائيل، مما أسفر عن إصابته بجروح طفيفة، نقل على أثرها إلى مستشفى (هيلل يافة) لتلقي العلاج الطبي.
كما شهد سبتمبر من ذات العام إدانة شرطي وتبرئة آخر بالاعتداء على سوداني في إسرائيل، بعد أن سحب الشرطي مبلغ 700 شيكل من محفظة السوداني، وعندما طالب السوداني بإعادتها له، اعتدى عليه وتركه مصاباً في منطقة خارج مدينة ايلات – حسبما جاء في لائحة الاتهام.

صحيفة السوداني.