صلاح حبيب

هل ينجح أسلوب المقاطعة؟!


دعت مجموعة أو حماية المستهلك الأيام الماضية إلى مقاطعة اللحوم بأنواعها، ولكن حتى الآن لم يصدر أي بيان أو توضيح عن تلك المقاطعة وإلى أي مدى نجحت أم فشلت؟، وفي إحدى القروبات لاحظت هناك دعوة لمقاطعة أسعار الأسمنت الذي تجاوز سعر الطن الثمانية آلاف جنيه، بدلاً عن ثلاثة آلاف، وقرأت أمس أن مقاطعة الأسمنت نجحت، وتراجع طن الأسمنت من السعر الذي وصل إليه الأيام الماضية إلى خمسة آلاف جنيه تقريباً، وقال الشخص الذي أرسل الرسالة بأن المقاطعة ستتواصل إلى أن يصل السعر إلى ما كان عليه قبل المقاطعة، كما دعا الشخص إلى مقاطعة الفراخ وغيرها من اللحوم من هنا وإلى عيد الأضحى المبارك، إن أسلوب المقاطعة محتاج إلى أشخاص يكون المال الذي يشترون به من حُر مالهم، أو تعبوا فيه ولا يستطيعون أن يفكوه بسهولة، كما الحال لدى كثير من الدول الأوربية، التي يعتمد مواطنوها على المرتبات، يعني ما في ولد أخو ولا عم بدعمك أو مال سايب من الدولة، الكل بيشتري من مال وظيفته أو أن كان عاملاً، ولكن في السودان هناك ناس لا يتعبون في الحصول على المال، لذلك مهما ارتفعت الأسعار ما عندهم شغلة، فالواحد يدخل أي سوبر ماركت ويطلب كل شيء ولا يهمه كم سعر الصنف الذي اشترى به، لذلك لا اعتقد أن المقاطعات التي يدعو لها الأفراد أو المنظمات ستنجح عندنا.. وإن المتضامنين لن يصمدوا كثيراً في تلك المقاطعة، لذلك نجد الروح الانهزامية لدى المواطن أكبر، وهذه نلاحظها في المواصلات العامة حينما يصيح الطراح في موقف جاكسون أو كركر أو أي موقف مواصلات بأن الراكب بخمسة أو عشرة جنيهات إلى الثورات أو أمبدة أو الكلاكلات أو الحاج يوسف، وتكون التعريفة أقل من ذلك بكثير، فإذا رفض أحد المواطنين السعر لأن التعريفة تقول عكس ما هو مطلوب، لا تجد متضامنين معه، بل يناصرون الكمساري أو صاحب المركبة، بل يقولون له أحمد الله أنك وجدت ليك عربية توصلك بيتكم!!.. فهذه الروح الانهزامية جعلت كل أصحاب السلع يضعون أسعارهم وبالسعر الذي يرغبون فيه وهم يعلمون ما في واحد بيعترض على السعر الذي وضعه، طالما الدولة في حالة غياب تام، والتجار لا وازع ضميري يثنيهم من أكل الحرام، لذا لا نتوقع أن تنجح أي مقاطعة تتم الدعوة لها في المركز أو الولايات.. وها هو عيد الأضحى على الأبواب وأسعار الخراف في السما، فهل يقاطع المواطنون الضحية؟ أم يستجيبون لربات البيوت والأطفال والجيران الذين ينظرون إليك بدونية في حالة ما في دم قدام بيتك في ذلك اليوم، إن المواطن إذا تعلم أدب المقاطعة فستكون فائدتها ليس عليه ولكن على الضعفاء من هذا الشعب المسكين الصابر على كل الابتلاءات، إن الجهات التي تدعو إلى مقاطعة أي صنف من الأصناف التي يحتاج إليها المواطن، لا بد من تقديم تقرير بالذي حدث فإن نجحت ستساعد الآخرين للانضمام إليها وإن فشلت فإن التجار سيواصلون في مص دم الشعب
يومياً، وهذا الذي نراه الآن، ففي اليوم الواحد نجد السلعة قد تضاعف سعرها عشرات المرات ولا أحد يسأل ولا حكومة تتدخل، طالما المواطن راغب في الشراء..
نسأل الله اللطف بالعباد.

صلاح حبيب – لنا رأي
صحيفة المجهر السياسي