مدارس (المنهل) وسر التفوق والنجاح

عندما بدأ التعليم يتدهور حرصت الأسر على إخراج أبنائها من المدارس الحكومية، التي كانت أمل كل أب وكل أم أن يلتحق ابنها بها، ولكن الآن أصبح التعليم الخاص هو الملاذ الوحيد لكل من يريد أن يحافظ على مستقبله، إلا أن التعليم الخاص نفسه ورغم ما يدفع فيه الآباء من مصروفات دراسية مرهقة، فالمحصلة في النهاية ليس كما تتوقع الأسر فكم من مدرسة يدفع فيها الآباء ملايين الجنيهات وفي النهاية الابن لم يحقق طموح الأهل، فالتعليم الخاص درجات وخشم بيوت كما يقال، فهناك مديرون استطاعوا أن يرتقوا بهذا التعليم إلى سلم المجد والرفعة، بالأمس دعيت من قبل (مدارس المنهل التعليمية)، التي يقف على رأسها الدكتور وظريف أم درمان وأحد أركان البنوك في السودان، “أحمد عبد الله دولة” ابن أم درمان الأصيل، ونجله عميد المدارس، والأستاذ الفاضل “أبشر حمدتو”، مدير المدرسة الثانوية، التي دعيت للاحتفال معهم بتفوق المدرسة وحصولها على نسبة (93%) في امتحان الشهادة السودانية، وحصول الطالب “ياسر الطيب” على نسبة (93%) بجانب الطالبين “أحمد المصطفى” و”مجاهد محمد” اللذين حصلا على نسبة عالية، لقد ظلت (المنهل) ومن خلال ما لاحظت من نسب النجاح في الأعوام المختلفة أنها في كل عام تتقدم الصفوف، ولم يتحقق هذا النجاح إلا بجهد المعلمين، من أمثال: “فائز وعلي عثمان وأمجد ومجاهد وقباني والمعز والحسن والبكري والبدري وأيمن وود النور” وغيرهم من الأساتذة الذين كان لهم الفضل في تميز المدرسة طوال الفترة السابقة، إن فريق الكرة لن يستطيع أن يحرز الأهداف إلا إذا كان لديه رأس حربة ماهر، فـ(المنهل) رأس حربتها الأستاذ “أبشر حمدتو”، الذي استطاع بأدبه الجم وتواضعه المعهود، استطاع أن يقود هذه السفينة إلى هذا النجاح المتواصل، فالاحتفال الذي أقيم صباح الأمس كان محضوراً من قبل إدارة التعليم الخاص، ممثلاً في الأستاذة “محاسن أحمد عبد الله”، التي ألقت كلمة رفعت بها الروح المعنوية لإدارة المدرسة وللطلاب، ووصفها بأن البيئة المدرسية بـ(المنهل) هي سر هذا النجاح، والتي ربما لا تتوفر لدى الكثير من المدارس منبها الطلاب بالاستفادة من ذلك، وقالت إذا كان “ياسر” هو أول الدفعة ورفع اسم المدرسة عاليا بتلك النسبة، فنأمل أن يكون هناك أكثر من “ياسر” العام القادم، كما أشادت بروح التعاون من قبل الأستاذ “مصعب دولة” عميد المدارس، وأكدت على روح التعاون الذي سيظل بينهم، وشكر الدكتور “أحمد دولة” الأبناء الذين رفعوا اسم مؤسسة (المنهل التعليمية) كما شكر الآباء والمعلمين الذين كان لهم القدح المعلا في العملية التعليمية، والدكتور “دولة” قد حقق النجاحات في المجال المصرفي، وها هو الآن يتقدم الصفوف من خلال تلك المؤسسة التعليمية الرائدة والتي ستظل ترفل الدولة والمجتمع بأبناء مميزين في المجالات العلمية المختلفة، لقد كان الاحتفال مبسطاً ولكن له معنى كبير في نفوس الطلاب الذين يستعدون لخوض معركة الامتحانات في مارس القادم، إن نجاح العملية التعليمية تنصب في المقام الأول على الأساتذة رسل الإنسانية والتعليم والذين يعرفون قدرات التلاميذ والعمل على توظيفها بطرق صحيحة بعيداً من الإرهاب والتخويف، حتى يتمكن أولئك الطلاب من تحقيق المبتغاة لهم ولمدارسهم.. وكثيراً ما أتعجب للآباء الذين يدفعون بأبنائهم إلى المدارس باهظة الثمن، بينما مدارس “دولة” وغيرهم يستطيعون بأقل التكاليف تحقيق الكثير من الإنجازات، فالمنهل الآن واحدة من بين عشرات المدارس التي يمكن أن تحقق الإنجازات إذا عملت إدارات تلك المدارس على منح المعلم الحقوق التي تجعله يبدع في مجاله بدلاً من وزارة التربية، التي أهملت المعلم وتركته يذهب إلى التعليم الخاص الذي حقق له كل ما يريد، وكما يقول المثل (اديه مية تديك طراوة)، فألف مبروك للمتفوقين وألف مبروك “أحمد دولة” وأستاذ “مصعب” ورأس الرمح “أبشر حمدتو”.

صلاح حبيب – لنا رأي
صحيفة المجهر السياسي

Exit mobile version