أم وضاح

سيب الخرطوم .. قوم بارحه


وكأن الليلة أشبه بالبارحة، وأمطار الأمس تتكرر بالكربون، كما لو أنه الخريف الماضي وهذه ليست المشكلة، لأن السماء لا تخلف وعدها في كل عام وده شيء مفهوم ومعروف، لكن الما مفهوم أن لا تفهم ولاية الخرطوم وواليها أن الوعد قائم بأمر الطبيعة ولا يتأخر عن موعده، لذلك تتكرر ذات الأخطاء وذات الكوارث، كما وأن الأمر أكثر من طبيعي وأكثر من اعتيادي والمشهد للأسف أصبح بايخ بأكمله وغير جدير بالمشاهدة، لأنه ما ممكن كل سنة تغرق ذات الشوارع وتنقطع ذات الأحياء ونكتب ذات الكلمات حتى سئمنا ما نكتب لأنه ليس هناك حلول ولا معالجات، ونفسي أفهم حكومة الولاية دي بتسوي في شنو طوال بقية شهور السنة ما قبل الخريف؟ وكل أسبوع مجلس وزرائها منعقد وشغالين نضم في الفاضي، نعم نضم فاضي، وما عنده قيمة طالما أن الولاية العاصمة كل عام تغرق بهذا الشكل المخزي، الذي لا ادري في من يفكر الوالي، سعادة الفريق “عبد الرحيم” في أن يغيره أو يجد له معالجات وهو المسؤول الأول والأخير عن هذا الفشل وهذا الإخفاق الذي لا يختلف عليه اثنان، وكدي النسأل السيد الوالي في كل هذه السنوات الماضية ماهي البصمة التي وضعها على وجه الخرطوم؟ شنو المشروع الإستراتيجي الذي قاده ووقف عليه حتى تحقق وأصبح منارة وعلامة في العاصمة الأولى للبلاد أوعى تقول لي الحي النموذجي هذه الفكرة الوهمية التي لا وجود لها على أرض الواقع، والسيد الوالي يروج لها كما لو أنها حقيقة وليس سراباً، وإن كان حديثي غير صحيح، فأنا اتحدى وعلى الهواء مباشرة أن يذهب الإعلام إلى أي حي نموذجي في الخرطوم سلم من مطرة أمبارح وشوارعه مسفلتة وتصريفه مية مية، والدخول إليه أسهل من الخروج منه.

 

اعتقد أن تكرار مشهد الخريف بهذا الشكل في كل عام حول فصل الخير والنماء إلى فصل كارثي، مسؤول عنه الأخ الوالي بشكل مباشر، وعليه أن يعترف بهذه المسؤولية وبهذه الأخطاء التي لا تليق بمدينة سبقت مدن الخليج وعواصمه نظاما وجمالا وترتيباً، وعلى السيد الوالي أن يمتلك من الشجاعة والجرأة أن يحاسب أي مقصر أو متخاذل، لأنه في معتمدين كدا قاعدين ساي، لا بجدعوا لا بجيبوا الحجار، استمرارهم في مناصبهم فيه ظلم للمواطنين ولقضاياهم المهمة والعاجلة، ويا والي الخرطوم بصدق كده كان غلبتك خليني اهدي ليك كلمات بصوت الفنان النور الجيلاني )سيب الخرطوم.. قوم بارحه(..

 

كلمة عزيزة
بشكل جاد وحقيقي أطرح سؤالاً مهماً للإخوة في حكومة الخرطوم، شنو نهاية هذه الدربكة والخرمجة التي تعيشها ولاية الخرطوم كل عام؟
ألا نطمح في خطة إستراتيجية تغير هذا الواقع البائس المؤلم؟، كما تفعل الدول المحترمة، أم ستستمر حكاية صبت مطرة غرقت مدينة، وهكذا دوليك..

كلمة أعز
غداً نكتب عن إمبراطورية المواصلات الفاردة ضلوعها وأصحاب المركبات العامة يتلاعبون بالمواطنين بلا خوف من سُلطة حكومة ولا خوف من سُلطة ضمير..

 

ام وضاح – عز الكلام


‫3 تعليقات

  1. والله يا أم وضاح الظاهر أنو سكان الولاية هم اللي حيبارحوها مش الوالي فالوالي وحتى رئيس الجمهورية سادين دي بي طينة ودي بعجينة
    ليس عيبا انو تكون في شفافية وتمليك الحقائق للشعب ببساطة لأنو الشعب ده ما قطيع من الأغنام فالحكومة سواء كانت حكومة الولاية أو الحكومة القومية يجب أنو توضح للشعب أنو نسبة لضيق الحال لا توجد ميزانية كافية وأنو شغل البنيات التحتية يحتاج لأموال طائلة ولكن دا ما يعفي أن تقوم الحكومات بمختلف مستوياتها بوضع خطط استراتيجية لتنفيذ مجاري وخدمات تحت الأرض بجداول زمنية معلومة ومحددة تراعي الميزانيات المحدودة وتخيلو لو بدأنا قبل عشرة أعوام لكانت الآن كل ولاية الخرطوم تمتلك مصارف مستديمة لتصريف مياه الأمطار وتخزينها في خزانات جوفية وبرضو كان قطعنا شوط طويل في مصارف الصرف الصحي اللي هي من الأشياء الملحة جدا نسبة لتفشي كثير من المراض المرتبطة بسوء شبكات الصرف الصحي

  2. كلامك جميا يا جمال … الخرطوم تفتقد لمواصفات العاصمة … الصرف الصحي والنظافة والمواصلات والماء والكهرباء من أساسيات البنى التحتية للعواصم …

    1. شكرا أخي باشري
      مشكلتنا في السودان واضحة فقط تحتاج لإرادة وقوة عزيمة ويمكن تلخيصها في ثلاث أشياء أو أزمة سياسية تحتاج الى حل عبر عقد إجتماعي جديد يقوم على أساس المواطنة ثانيا أزمة إدارة وهذه تدخل فيها أشياء كثيرة ومتشعبة ولكن اهمها وضع الرجل المناسب في المكان المناسب، ووضع خطط استراتيجية وتكتيكية ثالثا ازمة إقتصادية وهي نتاج للأزمتين الأولى والثانية