علوم و تكنلوجيا

إن كنت صديقاً لهذا الحساب الفيسبوكي فهذه هي حقيقته!


لا زالت الأخبار تتوالى، حول غموض الجهات التي تقف وراء اغتيال عزيز إسبر، مدير مركز الأبحاث التابع للنظام السوري في مصياف، غربي محافظة حماة، والذي لقي مصرعه، وسائقه، ليل السبت الأحد، بتفجير سيارته بأكثر من عبوة ناسفة.

ووسط سيل من المعلومات التي بدأت بالانتشار، منذ الإعلان عن مقتله، خاصة بعد تشييعه في قريته “وادي العيون” الحموية، الأحد، عرف أن القتيل كان ناشطاً على فيسبوك، بحساب وهمي يحمل اسم “نادر كوسا”.

ونادر كوسا، هو الاسم الوهمي للدكتور عزيز إسبر، حيث كان يدلي بآرائه ومعلوماته، من خلال هذا الحساب.

وأقرّ نائبٌ في برلمان النظام السوري، يدعى نبيل صالح، في منشور له على صفحته الفيسبوكية الرسمية، الاثنين، أن “نادر كوسا” هو حساب الدكتور القتيل، معيداً نشرا منشور له كتبه عام 2016، كان قد ذكره فيه بالاسم. في حين أن عدداً من أنصار النظام، تداول منذ الأحد، اسم نادر كوسا على أنه للدكتور القتيل.
آخر منشور له قبل مقتله بـ 24 ساعة

وكان آخر منشور للقتيل، بتاريخ الثالث من الجاري، الساعة الثانية عشرة ليلاً، إلا سبع دقائق، بتوقيت دمشق، أي قبل مقتله بقرابة 24 ساعة.

أمّا آخر نشاط للقتيل، فكان بوضع أيقونة مبتسمة، تعليقاً منه على أحد الردود، وكان ذلك قبل وقت قصير جداً من اغتياله.

وعلى الرغم من قلة عدد متابعي هذا الحساب، والذي بلغ 350 متابعاً فقط، إلا أن غالبية هذا الرقم يعود لأشخاص لم يكونوا يعرفون هويته الحقيقية، إلا أن بعض المتابعين كان يخاطبه بصفة “الدكتور” دون تسميته، مع استثناء واحد، عندما خوطب بكنيته التي يحملها، ويبدو أنه كان يعرف الهوية الحقيقية للرجل.

فقد دخل متابع إلى صفحة “نادر كوسا” عام 2015، وهاجمه على منشور يتعلق بمدينة حلب، فكتب له قائلا: “ستسقط حلب يا (…)، وسأدوسك بقدمي يا إسبر”. ولم يقم صاحب الحساب بحذف هذه الشتيمة، لأن الحساب وهمي أصلا، والشتيمة تناولت كنيته فقط.

قال لقاسم سليماني: لا خوف على الشرق بوجود أمثالك!

وصفحة نادر كوسا، افتتحت عام 2015، عبّر فيها الدكتور القتيل عن ميوله السياسية وتبعيته لنظام الأسد، من خلال نشر كل ما يسيء إلى الثورة السورية التي وجه له كل ما استطاع من شتائم وإهانات وتهديد ووعيد.

ويظهر من خلال هذا الحساب، مناصرة الدكتور القتيل لحزب الله وقاسم سليماني، قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني.

وكان الدكتور القتيل يستخدم مصطلح “الخليج الفارسي” عوضاً من الخليج العربي، تعبيرا منه عن شدة موالاته للنظام الإيراني، على حساب الحقوق العربية التاريخية بتلك الهوية.

وقال الدكتور القتيل في آخر منشور له يتعلق بقاسم سليماني، وذلك بتاريخ 27 من الشهر الماضي: “لا خوف على الشرق بوجود قادة من أمثالك أيها المقاتل الجسور والوفي”. ثم كتب هاشتاغات لترويج مدائح بحق الحرس الثوري الإيراني، واضعاً عبارة “خليج فارس” في أحد هذه الهاشتاغات.

وأطلق الدكتور القتيل، على الإرهابي قاسم سليماني: صفة “قائد فيلق النصر في الشرق”. بل إنه سمّاه بـ”قاهر” العرب من “المحيط إلى الخليج”!

ومنذ الإعلان عن مقتل إسبر، بدأ عارفوه بالدخول إلى صفحة “نادر كوسا” وكتابة عبارات تعزية صريحة تعبّر عن مدى علاقتهم به. إلا أن حسابات أخرى بدأت بالدخول إلى صفحة “نادر كوسا” لتتوجه إليه بعبارات هجاء حاد، فيما قام بعض أصدقائه بتغيير صورة حسابهم ووضع صورته الشخصية مكان صورهم.

شكوك بملابسات مقتله

إلى ذلك، فلا يزال النظام السوري يلتزم الصمت إزاء طريقة اغتيال الدكتور إسبر الذي يعد كاتم أسرار صواريخ إيران وصلة وصل بين خبراء كوريين شماليين وإيرانيين وروس، في سوريا، وعمل على تطوير مجموعة من الصواريخ التي حمل بعضها شحنات من الغاز السام، والتي استخدمها جيش الأسد بقصف المدن السورية التي ثارت عليه مطالبة بإسقاطه، وأدت لمقتل آلاف السوريين العزّل.

وأثيرت شكوك بملابسات مقتل الدكتور عزيز إسبر، خاصة أنه مجهول للغالبية الساحقة من السوريين، وتم التأكد من زرع عبوتين ناسفتين في “الفان” الذي كان يستقله، الأمر الذي لا يمكن حصوله إلا إذا توفرت للمنفّذين، ظروف “مثالية” للقيام بمهمتهم دون أن يكتشفهم أحد، بحسب معلقين غالبيتهم من أنصار النظام الذين تساءلوا عن سبب عدم وجود حماية للرجل وعدم تنقله بسيارة مصفّحة.

وأعلن مقتل إسبر، بعد ستة أشهر من مقتل اللواء أحمد محمد حسينو، الذي أعلن عن مصرعه في سوريا بتاريخ 14 من شهر شباط 2018، وسط ظروف غامضة، خاصة أنه كان لحظة مقتله نائباً لمدير إدارة الحرب الكيمياوية التابعة لنظام الأسد.

العربية نت