أم الأمور !!

انهمرت الوعود من (الجماعة) وكلها تؤكد أن (الأزمات) الطاحنة التي يواجهها المواطن في كل شيء تقريباً سوف تنتهي قريباً (وفي ناس حددو مواعيد كمان) متناسين قولة جدتي (رحمها الله) إن (الخراب ساااهل والعمار صعب) ومتناسين أن هذا (الانهيار) الذي نشهده (ما انهيار ود نصاح) وأنه جاء نتيجة لغياب تام على مدى سنين طوال (للنزاهة والشفافية) وحضور قوي وتسيد تام (للفساد) والذمم الخربة وغياب المحاسبة.
ماذا كان يتوقع (الجماعة) كناتج حتمي لكل هذا (الفحش) في التعامل مع المال العام؟ وإسناد الأمور إلى غير أهلها؟ والشيء (العجيب وغريب) حقاً (كما قال الشاعر) هو أنه ومع كل هذا الذي يحدث تطالعك الأخبار بقصص (جديدة لنج) عن التجاوزات والتعديات وكأن من يقومون بها لا يأبهون مطلقاً لما تمر به البلاد والعباد (غايتو جنس جلد تخين)!

وكمثال لهذا الفساد (الجديد) والذي يمارس والبلاد تحتضر خبر جاء بالأمس عن أن سكان حي الأزهري بالخرطوم قد فوجئوا بأن الميدان الوحيد بالحي والذي يمارس فيه التلاميذ أنشطتهم الرياضية تم توزيعه كقطع سكنية (راجع مقالنا الأخير عن بيع ميدان الصفا بالفاشر)، حيث شكا عدد من تلاميذ المدارس بحي الأزهري في الخرطوم، من توقف حصص الرياضة الأسبوعية بسبب بيع ميدان الحي وتحويله إلى قطع سكنية، وبدأ المالك الجديد الحفر للتأسيس والبناء في الميدان الذي يرفض المواطنون بيعه وتحويله إلى مساكن.

وقال تلاميذ بمدرسة عثمان بن عفان بالأزهري مربع 17 لـ(الجريدة) أمس، إن حصص الرياضة بالميدان توقفت بعد أن بدأ المالك بتجهيزات الأرض للبناء وحفر خندق كبير واقتلاع عراضة الميدان والحفر مكانها، موضحين أنه بعد رفض الأهالي لبيع الميدان تم توجيه مشتري الميدان بإيقاف الحفر لثلاثة أيام إلى حين البت في الأمر إلا أنه لم تأتِ أي جهات لحل القضية بعد، وناشد التلاميذ وزارة التربية والتعليم بحماية ميدانهم حتى تعود الحصص الرياضية.

من جهته قال مدير المدرسة عثمان محمد سليمان، إن الميدان هو المنفذ الوحيد للمنطقة وخاصة لمدرستي البنين والبنات حيث يقومون بالنشاطات الرياضية في هذا الميدان، وناشد المدير في حديث لـ(الجريدة) وزارة التربية والتعليم وجميع الجهات التعليمية بالتدخل لإنقاذ الميدان من الضياع!
يعني (البلد) ماشة نحو (الهاوية) والجماعة شغالين (لبع) وبيع وتخصيص (للميادين) وهذا فساد محض لا يحتاج إلى أي دليل في هذا الوقت الذي تمسك فيه الأزمات بتلابيب هذا الشعب الطيب، السؤال الذي نطرحه دوماً: أليس هنالك مسؤول (عندو كلمة) يضع حداً لهذه الممارسات التي لا يحفل من يقومون بها بهذا الظرف الذي تمر به البلاد؟ (مفيش رأفة خالص؟)!! ولماذا هذا الإصرار من (هؤلاء) على امتصاص آخر قطرة دم من جسد هذا الوطن الذي يرقد داخل غرفة الإنعاش مخدراً بالوعود (الهلامية) التي لن تأتي والحال هكذا!!

إن ما يقوم به (الجماعة) من إصرار وتمادٍ على الفساد في أحلك الظروف وحتى آخر رمق (زي بيع الميدان الفوق ده) يذكرني بذلك المثل الشعبي (غير المشهور) الذي يطلق على الشخص الذي يتمادى في الفعل (الغلط) البيسوي فيهو إلى آخر نبض في حياته حيث يقول المثل (فلان ده زي أم الأمور يكسروا ليها في عينا دي ترفرف بالتانية)!
والشاهد أن (أم الأمور) هذه امرأة ذات باع في (الحرام) والذي منه، وعندما توفيت أرادوا أن (يكسروا ليها عيونا) فكلما (أسبلو) عين كانت (ترفرف) بالأخرى إصراراً ومواصلة لما كانت تفعله في حياتها العامرة (بالسفاهة)!!

كسرة:
الزول القاعد يبيع ده ما في زول بيسألو؟ يا اخ (لو افترضنا) إنو قرار البيع (صحيح) طيب طلعوهو في عطاء يتنافس فيهو (المواطنين) كووولهم، ممكن ود حلال يشتريهو ويخليهو ميدان في حتتو.. أعوذ بالله!!

• كسرة ثابتة (قديمة): أخبار ملف خط هيثرو العند النائب العام شنو؟ 100 واو – (ليها ثماني سنين وأربعة شهور)؟

• كسرة ثابتة (جديدة):
أخبار تنفيذ توجيهات السيد الرئيس بخصوص ملف خط هيثرو شنو؟ 59 واو (ليها أربع سنوات وحداشر شهر).

ساخر سبيل – الفاتح جبرا
صحيفة الجريدة

Exit mobile version