تحقيقات وتقارير

السودان وروسيا .. تطوير الشراكات الإقتصادية


عدد من الإشارت الإيجابية حملها إتفاق توقيع وزارة النفط السودانية مع روسيا بغرض استخراج النفط والغاز والإستثمار فيهما لمربع 15 على ساحل البحر الأحمر لزيادة التعاون بين الجانبين.

المعلوم أن العلاقات الإقتصادية بين الخرطوم وموسكو ليست وليد اللحظة، فخلال الفترة التي شهدت فيها الخرطوم العقوبات الاقتصادية الأمريكية فضلت الاتجاه شرقاً نحو روسيا وراق ذلك الأمر الى الاخيرة التي تسعى إلى توسيع نفوذها في القارة الأفريقية والتي ربما وجدت الدخول من بوابة السودان أسهل الطرق.
ازداد نشاط الاستثمارات الروسية في السودان خاصة في مجال المعادن وبحسب المتابعات فإن الشركات الروسية تحظى بكثير من الامتيازات، كما أن هنالك الكثير من الاتفاقيات الاقتصادية التي تم التوقيع عليها بين الجانبين.
ووسعت روسيا استثماراتها في القاره الافريقية ودخلت بقوة إلى السوق السودانية التي سعت للإستفادة من الخبرات الروسية، بهدف توطيد العلاقات بين البلدين، وكذلك الصب في تحقيق المنافع المتبادلة والاستفادة من الخبرة التكنولوجية الروسية في مجال النفط والمعادن بجانب فتح شركات للتعدين عن الذهب والتوسيع في الخبرات الزراعية في زيادة الإنتاج والإنتاجية.

ويوضح الخبير الاقتصادي د. الفاتح عثمان محجوب رئيس قسم الدراسات الاقتصادية بمركز الراصد للدراسات الاستراتيجية إن قطاع النفط والمعادن توجد به شركة روسية ضخمة تقدمت في مجال استثمار الغاز في حقول الغاز بالبحر الأحمر كما توجد شركات روسية أخرى تقدمت لعروض للعمل في تطوير الإنتاج بحقول نصية، وأيضا توجد شركات روسية تعمل الآن في مجال التعدين للذهب في مربعات ولاية البحر الأحمر.
مضيفاً رغم ذلك نجد ان الاستثمار الروسي لم يصل الى الآن الى مرحلة الإنتاج ولكن بشائره واعدة سواء في شركتي التعدين التي تعمل في إنتاج الذهب، وكذلك هنالك بشريات كبيرة لانتاج كبير للشركتين الروسيتين اللتين تعملان في انتاج الذهب، وان هذه الشركات الأربع تعتبر أبرز الاستثمارات الروسية مبينا انة تم الاتفاق في أثناء زيارة الرئيس البشير الاخيرة الي روسيا بينه والرئيس الروسي علي زيادة حجم الاستثمارات الروسية في السودان وعلى أن تكون في مجالات متعددة تشمل حتى الانشاءات، إضافة الى توسيع الاستثمارات في مجال التعدين، وأيضا المقاولات والانشاءات وزيادة حجم الاستثمار في مجال النفط والغاز لدخول شركات جديدة خلال الأشهر القليلة القادمة للبحث عن الفرص المتاحة للعمل في السودان.

أضاف الخبير الاقتصادي د.عبد الله الرمادي قائلاً: انه من حيث المبدأ أي انفتاح للسودان علي أي دولة يعتبر كسباً اقتصادياً خاصة الدول ذات الثقل الاقتصادي ودولة بحجم روسيا وما لها من إمكانيات هائلة وهي من أكبر مصدري القمح في العالم فانة يحتاجة السودان بصورة كبيرة.
واضاف ان روسيا تمتلك تكنولوجيا صناعية زراعية هائلة فان الارتباط بها اقتصادياً لابد أن يكون له مردود ايجابي كبير على الاقتصاد السوداني مضيفا ان هذة الخطوة قد تأخرت كثيراً دون مبرر. ويقول الرمادي اي اتفاق يؤدي الى تعاون بين القطرين في المجال الاقتصادي سيغير اقتصاد السودان بصورة كبيرة ومشيرا الى حجم التبادل التجاري الحالي وهو 500 مليون دولار سنوياً وقال ان ذلك يعتبر حجماً متواضعاً مقارنة بحجم الاقتصاد الروسي لذا ينبغي أن يعمل السودان جاهداً على مضاعفة الجهود لزيادة هذا الحجم ليبلغ مليارات الدولارات سنوياً.

وقال الرمادي يمكن الإعتماد على الخبرات الروسية في تحريك الطاقات الهائلة الكامنة في كافة القطاعات السودانية من زراعة وثروة حيوانية وصناعات جلود وغيرها من الصناعات حتى يكون السودان مركز تغذو به دول أفريقيا، بالإضافة الى تحريك الطاقات الكامنة في قطاع التعدين و ان لايتوقف ذلك عند الذهب فقط بل لان هنالك معادن كثيرة جدا يزخر بها السودان ويمكن استقلالها بالتعاون مع روسيا وعلى رأسها الحديد الذي تحتاجه روسيا وكافة الدول الأخرى في صناعاتها الثقيلة وهذا مجال لم يطرق بعد في السودان.

تقرير : ثويبة الامين المهدي (smc)