مقالات متنوعة

عيدية علي الحاج المرة جداً


ليست أزمة خبز ..بل أزمة سعره .. فهل المواطن يريده بأي سعر ..؟ هنا نقول هو إذن في حالة تخدير حكومي ..تخدير يجعله يهتم بإيجاد الخبز بأي تسعيرة مهما ارتفعت ..و بأي وزن مهما نقص .و بأي جودة مهما تدنت.
> في حين أن أغلب الشعب السوداني يمكنه أن يستغنى عن الخبز في المخابز ..فهو له بدائله حتى من مشتقات القمح ..هو يأكل الفطيرة و القراصة من مشتقات القمح .. لكنه كسول و عجول .
> الغريب أنه يصر على خبز المخابز .. وكأنه وقود في طلمبات ..لا سبيل إلى الاستغناء عنه .. و خبز البيوت يمكن أن يكون مثل خبز الفنادق الذي تغنى به بعض الشعراء وتغنى مصطفى سيد أحمد:
وضاحة يا فجر المشارق ..
غابة الأبنوس عيونك يا بنية من خبز الفنادق
> إذن لا داعي لخبز الأفران في الاسواق و الاحياء ..فهو منعدم وإذا عثرت عليه بمذلة ومهزلة الصفوف العائدة من عقد ثمانينات القرن الماضي ..فهو بسعر مرتفع ومستوى متدن ..
> و خبز البيوت مثل خبز الفنادق ..يا بنية من خبز الفنادق ..و إنتاج البلاد من القمح بدون ربطه بالمساعي الوهمية للتطبيع مع أمريكا يكفي لخبز منتج في البيوت مثل خبز الفنادق ..
> و مثلما الناس في تخدير حكومي يجعلها تركز على البحث المضني عن خبز الأفران دون الاكتراث لسعره و جودته ووزنه ..هم أيضا كذلك في تخدير حكومي يشغلهم عن أسباب تراجع العملة الحقيقية بملفات الفساد.. وهي ملفات تخدم أشواقا لا معالجة غلاء و معاناة.
> الحكومة على ما يبدو لا يهمها ما يثار عن قضايا الفساد ..لأنها قضايا تذهب إلى سلطة أخرى هي السلطة القضائية .. والقضاء يحكم بالأدلة و البراهين لا بعلم الغيب ..فتلك سلطة أخرى منفصلة ومستقلة ..و قضية المواطن ليست عندها.
> و القضاء يتعامل مع المتهم و قد يكون ليس هو الجاني ..فيبرئ ساحته ..و لا يسأل عما يخص السلطة التنفيذية ..و هو مسؤولية حماية المال العام من اللصوص بكل مقاماتهم وصلاتهم وعلاقاتهم ودرجات قربهم .
> و في خضم جوطة الحديث عن الفساد تمر السياسات النقدية والمالية الهدامة لصالح أغراض حكومية على حساب معيشة المواطنين ..وأغراضها هو بنود صرف خارج الموازنة يتوفر على حساب قيمة العملة الوطنية.
> و هنا حتى لو لم يقصد علي الحاج ما نقصد, فقد صادف تصريح قاسٍ له أيام العيد المنصرم، اشارتنا هنا إلى نتائج هذه السياسات الهدامة ..
> علي الحاج قدم إلى الحكومة عيدية مرة غير قابلة للابتلاع ..هي تصريحه بأن نهجها أضر بالبلاد من المعارضة والتمرد .. و ذلك في وقت يسخط فيه الناس سخطاً.
غدا نلتقي بإذن الله …

خالد حسن كسلا
صحيفة الإنتباهة