الفاتح جبرا

إستمتع بالرحلة


من العبارات التي كانت رائجة في زمان مضى قول أحدهم لآخر:
•ياخ إنتا زول ما عندك إحساس!
أو ربما غيرها قليلا وقال له:

•يأخ إنتا ما بتحس؟
والقائل هذا يكون قد وصل إلى ذروة الإستياء من عدم تفاعل صاحبة بأمر معين كان من المفترض أن يعطيه بعض الإهتمام!
والإحساس كما يقول علماء النفس هو الأثر النفسي الذي ينشأ مباشرة من إنفعال حاسة من الحواس، وهو ظاهرة فيزيولوجية نفسية تعبر عن الانطباع الحاصل لإحدى حواسنا نتيجة مثير خارجي حيث أن هناك في هذا الوجود منبهات حسية تقرع حواسنا مما يستدعي الإنسان أن يتعامل معها ويكون لديه ردود فعل تجاهها!
ولأن (الجلد) يعتبر من أكثر مكونات الجسد تعرضاً وإحساساً بالمتغيرات درج الناس وصف من لا يتفاعل مع (الأحداث) بإنو (زول جلدو تخين) مما يعني أنه عديم الإحساس.
و(تخانة الجلد) والتبلد وعدم التفاعل يمكنها أن تكون صفة من صفات المواطن العادي إذ لا يتعدى أثرها السالب محيطه الضيق ولكن أن تكون صفة لنظام حكم كامل لا يأبه لتخانة جلد مسؤوليه وعدم إحساسهم بما يجرى فهذا والله ما يحير الألباب ويدهش العقول.

عشرات الأمثلة يمكن أن نقوم بإيرادها هنا كمثال صارخ لتخانة جلد مسؤولينا وعدم إحساسهم
(النوهائي) ولكن دعونا فقط ننظر إلى (الوضع الإجمالي) للأزمات التي تمر بها البلاد ويعيشها المواطن في صبر يحسد عليه وتعامل المسؤولين معها.. ولنأخذ مثالين يعبران تماماً عن (تخانة) الجلد وقمة (عدم الإحساس) وأولهما الحديث والتصريحات المتواصلة منذ شهور عن (محاربة الفساد) آخرها تصريح بالأمس للسيد النائب العام يقول فيه (سنكافح جرائم الفساد والثراء الحرام والمشبوه)، علماً بأن هذه الحملة المزعومة قد قاربت على العام دون أن نرى (قط وااااحد) أمام القضاء!! وعلما (تاااني) بأن (النائب العام ده ذااااتو) قد صرح نفس التصريح قبل أكثر من ستة أشهر (وعملنا ليهو كسرة وزهجنا منها شلناها) و(علما تااالت) إنو كتبنا في مسألة (المكافحة البتصريحات دي) عدة مقالات فليرحمنا سعادة النائب العام يرحمه الله وإن كان جاداً في مكافحة الفساد فدونه (ملف هيثرو) والموية تكضب الغطاس!
أما المثال الآخر فهو (أزمة الخبز) التي لا زالت جاثمة فهل جاد المسؤولون بتعريف المواطن بأسباب الأزمة؟ وطرق علاجها؟ والمدى الذي سوف تستغرقه؟ للأسف الإجابة (لا) فلا أحد من المواطنين (يعلم) شيئاً، فقط المطلوب من المواطن أن يبحث عن (فرن) شغال ثم إذا وجده أن يقف في الصف لوقت يمتد إلى ساعات (وبعدين هو وحظو)!

أنت كمواطن ليس لديك الحق في أن تسأل أو تعرف (أو أي حاجة) كل ما تستطيعه وتقدر عليه هو أن (تستنتج) فكلما إستطالت الصفوف كلما علمت أن الأزمة تستفحل (وبس)، ولو كان المسؤولون يستطيعون منعك من الإستنتاج (ذاتو) لفعلوا ولسان حالهم يقول (تعرف ليه؟)!!
شخصياً أعتقد أن (القوم) ليهم ألف حق ألا يتفاعلوا مع مثل توافه الأمور هذه فهم مشغولون بتدبير معاشك أيها المواطن وإحتياجاتك التي لا تنتهي.. يعملوا ليك (مسابح) تقول عاوز (منتجعات) يعملو ليك منتجعات تقول عاوز (ميادين تزلج)! فمتطلباتك لا تنتهي وبحثك عن سبل الرفاهية والحياة الراقية (المنغنغة) قد (أزعجهم) فلا تكثر من السؤال (وخليهم) يتولوا القيادة أما أنت (فاستمتع بالرحلة)!

كسرة:
•إستمعت عن طريق الواتساب إلى فيديو (للشيخ) الزبير أحمد الحسن (الأمين العام للحركة الإسلامية) يقول فيه: (الإنقاذ حولت مجموعة كبيرة من الشعب السوداني إلى أثرياء وحولت الشعب السوداني إلى حالة إقتصادية أحسن بكثير جداً مما كان عليهو ومعدلات الفقر نقصت)!!

•عموماً (الموبايل) في التصليح عاوز شاشة وكم حاجة كده!!

• كسرة ثابتة (قديمة):
أخبار ملف خط هيثرو العند النائب العام شنو؟ 100 واو – (ليها ثمانية سنين وأربعة شهور)؟

• كسرة ثابتة (جديدة):
أخبار تنفيذ توجيهات السيد الرئيس بخصوص ملف خط هيثرو شنو؟ 59 واو (ليها أربعة سنوات و حداشر شهر).

ساخر سبيل – الفاتح جبرا
صحيفة الجريدة


تعليق واحد

  1. المسؤولين ديل بيجيبوا الرغيف من وين؟ مستورد ام بيقيفوا صف ….. عندهم افران خاصة