زهير السراج

غيلان النظام .. وسكان الولايات !!


* إرتفعت مرة أخرى على لسان مسؤولى ولاية الخرطوم النغمة النشاز بأن مواطنى الولايات هم سبب الأزمات المتلاحقة فى الخرطوم، ورددها وراءهم بعض الجهلاء، كما استغلها (الجراد الإلكترونى) الذى توظفه السلطة لتحقيق اهدافها الرخيصة عبر نشر الشائعات والمهاترات على وسائل التواصل الاجتماعى لزرع فتنة بين مواطنى الخرطوم والولايات، إلا أن الغالبية الكاسحة من رواد الوسائط إنتبهوا إليها ولم يتجاوبوا معها، فماتت فى مهدها!!

* ولا أستغرب بالطبع أن يحاول معتمد الخرطوم الذى جعل شغله الشاغل مطاردة ستات الشاى وحرمانهن من الرزق الحلال، وتأليب شرطة النظام لماطردة النساء والفتيات فى الشوارع والميادين، إخفاء فشله وفشل رؤسائه فى إدارة شؤون الولاية ومعالجة الأزمات التى تعانى منها الولاية وكل السودان، بإدعاء أن الفشل سببه مواطنو الولايات الذين يقيمون بالخرطوم، ويدلل على ذلك بقوله السمج وكذبه الصريح بأنه قام بجولة فى أنحاء الخرطوم خلال أيام العيد الذى يغادر فيه سكان الولايات الى مناطقهم، فرأى المخابز ومحطات الوقود ومواقف المواصلات خالية من الصفوف والمصطفين، وهو كذب صريح فلقد ظلت الصفوف فى مكانها بل زادت استفحالا خلال أيام العيد وحتى أمس لحظة كتابة هذا المقال، وذلك رغم الوعود التى قطعها المسؤولون قبل حلول عطلة العيد بأن الأزمة فى طريقها الى الحل فى غضون يومين، وأظنهم كانوا يأملون فى إنتهاء الأزمة بشكل تلقائى بعد سفر مواطنى الولايات لحضور العيد مع ذويهم، ولكن خاب فألهم وتبدد أملهم، فالأزمة ليست أزمة مواطنين، وإنما أزمة حكومة فاشلة فشلت حتى فى توفير رغيف الخبز لمواطنيها، ولو كان لديها ذرة إحترام لنفسها لرحلت، وتركت لغيرها محاولة العلاج، ولكن كيف تفعل ذلك مع اللؤم والأنانية وحب السلطة وإدمان الفشل الذى عرفت به؟!

* ثم ما الذى يرغم المواطنين على الهجرة الى الخرطوم لولا انعدام الخدمات بشكل كامل والتدمير المريع لكل المشاريع بالولايات على يد الحكومة ونظامها الفاشل، وتفريغها من كل محتوى يجعلها قابلة للعيش والحياة، فلماذا لا يبحث مواطنو الولايات عن مكان يجتهدون فيه مع غيرهم من اجل الحياة، أم تريدهم الحكومة الفاشلة العاجزة أن يضحوا بأنفسهم حتى توهم نفسها بأنها قادرة على إعاشة مواطنيها، لو فرضنا أن بقاء مواطنى الولايات بمناطقهم سيحقق لها ذلك؟!

* إذا نظرنا الى خريطة توزيع البنيات التحتية الضئيلة التى شيدتها الحكومة، سنجد غالبيتها الساحقة فى الخرطوم، مثل الطرق والجسور .. وحتى تلك التى كان من المفترض تشييدها فى المناطق البعيدة مثل (مصفاة الجيلى) بحكم طبيعة عملها، وحتى تصبح عامل جذب وتطوير للمواطنين والإستثمارات فى منطقة وجودها، شيدتها الحكومة داخل العاصمة حتى تتباهى بوجودها قريبة من العين، فضلا عن تعمدها حرمان مواطنى الريف من أى فرصة نهوض أو تتطور بإبعاد المشاريع الحيوية عن مناطقهم وتجريدهم من وسائل الانتاج والنمو !!

* وإذا أخذنا مثالا آخر هو سد مروى .. فإن الحكومة عملت كل ما بوسعها لتفريغ المنطقة من ساكنيها رغم تمسكهم بالعيش هناك، ومحاولاتهم المرة تلو الأخرى مع الحكومة لإعادة توطينهم بمكان قريب وتأسيس بنية تحتية معقولة تستوعبهم وتكفيهم شر التشرد والنزوح، إلا أن الحكومة تجاهلتهم تماما، بل قتلتهم عندما تظاهروا احتجاجا على ذلك، وتركتهم للظروف القاسية والعقارب والمراكب المهترئة تقتلهم، وكأنها تقول لهم .. يا تنزحوا يا تموتوا ، ثم يأتى النظام الفاشل وعبدالرحيم محمد حسين وأخيرا المدعو (ابوشنب) ليعلقوا فشلهم وعجزهم على رقاب مواطنى الولايات وكأنهم لاجئون ليس لهم حق العيش فى بلادهم مثل بقية المواطنين!!

* ستظل الخرطوم ولاية سودانية، ومدينة سودانية وعاصمة للسودان الكبير، تفتح ابوابها وقلبها لكل من يقصدها .. أما الذى يجب أن يرحل فهم الذين خربوها ودمروا السودان وسرقوه ونهبوه وعاثوا فيه فسادا وتخريبا وتشريدا وتقطيعا وتقتيلا !!

مناظير – زهير السراج
صحيفة الجريدة


تعليق واحد

  1. دمرو مشروع الجزيرة .كان فى السابق القادم من الجزيرة الى الخرطوم كانه ذاهب الى سجن الا ان يعود .وقت كان المشروع فى اوجه عامرا بالخيرات قبل ان تمد اليه ايد العابثين لتدميره انطلاقا من لجنة تاج السر مصطفى .أسال الله انلايجد صفاء ابدا.وباركها نافع الذى لانفع من ورائه .دمرهم الله كما دمرو المشروع الذى كان يعيش كل السودان على اكتافه .