كلنا مجانين !!

*لا توصيف لعهدنا هذا أبلغ من صفة الجنون..

*فكل شيء من حولك يبدو مجنوناً جداً… وكل أحد..

*ثم تكتشف إنك لا يمكن أن تكون العاقل الوحيد… إذن فأنت مجنون أيضاً..

*وذلك إن اكتشفت أصلاً… فالمجنون لا يدري أنه مجنون..

*و(الفضل) في حالة الجنون الجماعي هذه يرجع إلى بعض أهل الحكم..

*والبعض الآخر هو مجنون أيضاً… بتماهيه مع المجانين..

*أما نحن – من غير أهل الحكم – فقد أصابنا الجنون كذلك… بتعايشنا معه..

*ويمكننا تبعاً لذلك أن نقول (يا عزيزي كلنا مجانين)..

*ولكنا لا نستطيع أن نقول (يا عزيزي كلنا لصوص)… اقتباساً من الفيلم العربي..

*فلو كان الأمر كذلك لأضحى جنوناً جميلاً… لا نريد علاجاً منه..

*ومن رموز (الوطني) من يجعلك تتشكك في أحد شئين ؛ إما عقله… وإما عقلك..

*يعني إما هو المجنون… وإما أنت ؛ وما من احتمال ثالث..

*وأصدق مثال (طازج) على ذلك ما قاله أحد هؤلاء الرموز قبل يومين..

*قاله دون أن يطرف لتدينه… ولا عقله… ولا منصبه… جفن..

*ومنصبه هو رئيس لجنة اقتصادية… ومن منصتها قال (مكافحة الفقر حرام)..

*وأضاف وعيناه في غاية اتساعهما (من يحاربه يحارب الله)..

*فمثل هذا الجنون إن أخذته مأخذ الجد – وأردت الرد عليه – فأنت نفسك مجنون..

*وإن أردت تجاهله… فهذا يعني تعايشك مع الجنون..

*وإن ذكرته ساخراً – كذكرنا إياه هنا – فهذا لا يعفيك من (التلوث الجنوني)..

*فبالله عليكم ماذا نفعل إذن؟!… إنها ورطة جنونية محيرة..

*ولا يقل عن هذا جنوناً – من ضفة المعارضة الأخرى – كلام أحدهم أمس..

*قال إن النظام سقط بالفعل… وأفادته بهذا مصادر بالداخل..

*ثم يحاول إقناعنا جهد جنونه بهذه (الحقيقة)… لندرك إنه ما من نظام قائم الآن..

*خلاص… انتهى كل شيء… وعلى الشعب أن (يصدِّق)..

*وعلى نسق هذا الجنون ذاته حاول فلاسفة (المثالية) إقناعنا بعدم وجود الوجود..

*قالوا إن ما نراه من ماديات محسوسة هي محض أوهام حواسنا..

*وهذا المعارض يقول لنا (إن رأيتم النظام بعد الآن فهذه أوهام حواسكم)..

*ولكن النظام قائم… وجنوننا لم يبلغ بعد كل الحد هذا..

*ويمارس جنون محاولة إقناعنا بعدم تصديق حواسنا في وجود أزمات تارة..

*وتحذيرنا من حرمة محاربتها – إن وُجدت – تارة أخرى..

*وللحديث المجنون ذاك من تلقاء رئيس اللجنة الاقتصادية بقية ألذ جنوناً..

*قال إن الفاروق كان يتفقد (30) بيتاً… فكم بيتاً نتفقد الآن؟!..

*ونسي أن نظامه به نحو (300) وزير… و(3000) مسؤول… و(30000) متمكن..

*واللهم احفظ لنا (ما تبقى) من عقولنا !!!.

صحيفة الصيحة

Exit mobile version