الطيب مصطفى

وطنك يحتاج إليك أيها الإمام !!


ليت القوى السياسية جميعها تسائل نفسها ما إذا كان هناك حل لأزماتنا السياسية والاقتصادية غير الحوار بل غير استخدام مخرجاته للضغط على الحكومة للموافقة على الانتقال بالبلاد إلى إقامة حكم ديمقراطي راشد؟

أطرح هذا السؤال بين يدي التحالفات التي تجريها القوى والأحزاب السياسية مع الحركات المسلحة التي تعمل على إسقاط النظام عن طريق استخدام السلاح داعيا تلك الأحزاب إلى التمعن في واقع تلك الحركات المسلحة التي اتخذتها حليفا لها من أجل تحقيق اهدافها وما إذا كانت جديرة بثقتها أو مؤهلة للممارسة الديمقراطية؟

أخاطب الإمام الصادق المهدي والمؤتمر السوداني وغيرهما من الأحزاب مستعرضا مواقف حلفاءها الحاملين للسلاح من استخدام الوسائل الديمقراطية داخل هياكلها ومن خلال ممارستها السياسية.

لنأخذ مني أركو مناوي الذي عين أميناً عاماً لتحالف نداء السودان الذي يقوده الإمام الصادق المهدي .. مناوي الذي نصب رئيساً لحركة /جيش تحرير السودان في عام 2005 استمر رئيساً للحركة حتى يوم الناس هذا بالرغم من أنه انتخب لدورة واحدة مدتها عامان قابلة ، وفقا لدستور الحركة ، للتجديد مرة واحدة .. عندما احتجت قيادات الحركة بعد عشر سنوات من تنصيب مناوي قائداً ورئيساً للحركة قام بإعفائهم بل قام بحل مجلس التحرير الثوري الذي يقوم مقام المؤتمر العام وعين مجلساً بديلاً وجهازاً تنفيذياً آخر .

أني لأتساءل : هل يتعامى المهدي عما يفعل أتباع مناوي في ليبيا كمرتزقة ثم ما هو تأثير ذلك على سمعته هو حين يعلم الشعب السوداني بل يعلم الليبيون أن حليف المهدي يرسل جنوده للعمل كمرتزقة في الشقيقة ليبيا التي يتأذى شعبها مما يفعل بعض مرتزقة السودان؟!

مناوي هذا هو الذي احتج على مالك عقار عندما رفض التنازل لجبريل إبراهيم عن رئاسة الجبهة الثورية عند انتهاء فترة رئاسة عقار بموجب ميثاق الجبهة الثورية.

مالك عقار حليف المهدي الآخر في نداء السودان ..هل يصدقه المهدي وقد خرق الميثاق (وكنكش) في رئاسة الجبهة الثورية؟! هل يطمئن المهدي لحلفائه هؤلاء في أي ممارسة ديمقراطية مستقبلية وهل يمكن لرجل رفض التنازل عن رئاسة الجبهة الثورية أن يتنازل عن الحكم إذا ساقنا حظنا العاثر في أي يوم الأيام إلى تسليمه مقاليد الحكم في أي من ولايات السودان وهل نسي شعاره (يا النجمة يا الهجمة) الذي طرحه مبتزاً به جماهير النيل الأزرق التي كان قبلها يحكمها بموجب اتفاقية نيفاشا؟!

المهدي يعلم ما ينطوى عليه حليفه الأخر ياسر عرمان من خلال ذلك التسجيل الصوتي لمكالمة هاتفية أجراها ناطقه الرسمي مبارك أردول مع أحد رفاقه خاصة بعد أن كشف عن انهم يستخدمون المهدي تكتيكياً أما حلفاؤه الحقيقيون حسب قول أردول فهم الشيوعيون أمثال أبوعيسى وعبدالواحد محمد نور .

أقول للمهدي والله إن تحالفك مع هؤلاء وبقاءك في الخارج يخصم من رصيدك وأعجب من سياسي يشن الحرب على نفسه من خلال حرمان نفسه من التواصل مع جماهير حزبه وانصاره ومع الشعب السوداني المهيأ للتغيير في ظل الأوضاع الاقتصادية الكارثية التي يعاني منها السودان.

أقول مخاطبا المهدي : لقد أضعت فرصاً كبيرة برفضك العودة إلى بلادك بدون أي مبرر موضوعي وليت المهدي يعلم أن مصلحة المؤتمر الوطني الحاكم الآن أن يبقى المهدي خارج السودان فهلا قرر العودة مهما كلفه ذلك؟

لا أجد مبرراً للمهدي للتحالف مع من يعلم أنهم ليسوا أهلاً للثقة فإذا كانت الحكومة قد ارتكبت أخطاء كارثية في حق هذا الوطن فإن أخطاء حلفاء المهدي من حملة السلاح ليست بأقل كارثية.

صحيفة الصيحة


تعليق واحد

  1. ليت الرئيس يعزل نفسه من المؤتمر الوطني ويطلق لنفسه العنان ويختار من أبناء السودان (يمين ويسار ) مجازاً وحرفيا ً من يديرون ظروف البلد بعيد عن المحاصصات وذلك لا يعني رمي مخرجات الحوار وإنما الاستعانة برؤساء اللجان في الاختيار والرئيس إن أراد الترشح لدورة رئاسية فإن ذلك لايمنعه .شخصياً لا أرى فرق بين المؤتمر الشعبي والوطني وحزب الامة والاتحاد الديمقراطي بكل فصائلها ربما تختلف هذه الأحزاب نوعا ما مع قوى اليسار . نعم أعلم أي إدارة تأتي تحتاج لأدوات وأولى هذه الأدوات هي القوى العاملة أهم عناصر الإنتاج وهذه قد حدثت فيها شروخ كثيرة وعلاجها لا يكون بالاقصاء حتى لا نعالج المرض بسببه الأول أي الاقصاء ثانية وإنما بتوزيع الفرص العادلة التي تبحث عن القوي الأمين وبتدريب العاملين بمبدأ الحافز والعقاب .يبدو التعليق لا علاقة له بالموضوع إلا أنه في اطار المشكلة وقد أشار الكاتب للأوضاع الاقتصادية كما سماها بالكارثية