أنسى اللحمة وعيشى حياتك !!

* بدلا من الثناء عليها لمحاولة حماية الناس، تعرضت للاعتقال والسجن والمعاملة الوحشية لدرجة الحرمان من الماء والطعام !!

* تلك هى الزميلة الزميلة (سمية ميرغنى طه) التى ابلغت فى أوائل هذا الشهر عن شكوكها فى لحوم فاسدة يجرى اعدادها فى (شقة سكنية) لبيعها فى كافتيريا يديرها مواطنون سوريون، فانتهى بها البلاغ فى الحراسة بتهمة معارضة السلطات وإشانة السمعة .. كل ذلك لأن الضابط الذى تولى القضية تربطه علاقة بأصحاب الكافتيريا، بينما الشرطة ساكتة وصامتة، ولِمَّ لا تسكت وهى تطارد الأبرياء وتقتل من تقتل وترهب من ترهب، وتشين سمعة من تشين ولا احد يحاسب او ينصح!!

* بعد تلقى الشرطة للبلاغ قامت بمعاينة الشقة وصادرت اللحوم وأغلقت الشقة (حرزتها) ووضعت عليها حراسة، ولكن ــ حسب أقوال (سمية) أمام المحكمة ــ فإنها إكتشفت بالصدفة دخول أحد الأجانب للشقة بمساعدة (ضابط)، وعندما أبلغت عن ذلك كان مصيرها الاعتقال والاتهامات الكيدية !!

* القصة لم تنتهِ بعد .. فلقد تعرضت (سمية) لمعاملة وحشية داخل حراسة قسم شرطة الرياض، حيث حرمت من الماء والطعام ولو على نفقتها الخاصة، كما رُفض طلبها بالاستعانة بمحامى محامي وإطلاق سراحها بالضمان، ومكثت فى حراسة القسم (10) أياما كاملة فى ظروف بالغة القسوة، قبل نقلها الى سجن امدرمان !!

* تقول الناشطة الحقوقية الزميلة (ناهد جبر الله)، إن (سمية) أبلغت عن اللحوم بالاتصال بشرطة حماية المستهلك، ثم بشرطة النجدة والعمليات، ثم بأمن الشقق، وقامت شرطة النجدة بتحويل البلاغ إلى قسم الرياض حيث مكان الاختصاص!!


* بعد حضور الشرطة ومداهمة المكان المغلق وضبط اللحوم والكشف عليها بواسطة طبيب بيطري، اقتادت شرطة حماية المستهلك بعض الأشخاص الذين وجدوا فى المكان، إلى القسم، وكُلف الضابط (عبيد) من قسم الرياض وبعض الأفراد لحراسة المبنى، وبعد انفضاض الجمهور وعودة (سمية) الى مكان وقوع الجريمة فوجئت بـ(اجنبي) كان قد أخفي نفسه عند مداهمة الشرطة للمكان، يحاول فتح الباب بمفتاح بمعاونة الضابط المكلف بالحراسة، فقامت بسؤال الضابط كيف يسمح بفعل مخالف للقانون يمكن ان يترتب عنه التلاعب بالأدلة، فنصحها الضابط (بأن تعيش حياتها وتنسى موضوع اللحوم الفاسدة) فثارت في وجهه، ووبخته!!


* في اليوم التالي ذهبت (سمية) إلى القسم لتدوين بلاغ في مواجهة الضابط ولكنها فوجئت بالقبض عليها والزج بها فى الحراسة، وتدوين بلاغات كيدية ضدها (بأمر من الضابط)، ومعاماتها بطريقة وحشية وصلت الى حرمانها من الماء والطعام، وحقها الدستورى والقانونى فى اطلاق السراح بضما الى حين موعد المحاكمة!!

* تخيلوا مصير كل من يؤدى واجبه، ويحاول حماية الناس فى هذا البلد .. (الأمين)!!

مناظير – زهير السراج
صحيفة الجريدة

Exit mobile version