منوعات

حالات نادرة لأشخاص يتحدثون عشرات اللغات


الكثيرون حول العالم يواجهون تحدي تعلم لغة أجنبية واحدة على الأقل، فالتحدث بلغة ثانية ليس بالأمر السهل، لكن البعض ينجح في تعلم أكثر من لغة، ربما قد تصادف من يتحدث ثلاث أو أربع لغات.

لكن في حالات شديدة الخصوصية هناك من يملك القدرة على التحدث بعشرات اللغات.

نشرت الكاتبة جوديث ثورمان مقالاً حول هؤلاء في صحيفة “ذا نيويوركر”، وذكرت أنها في أيار الماضي رافقت الأخصائي اللغوي لويس ميغيل روخاس بيرسيا، وهو أحد مرشحي الدكتوراه في معهد ماكس بلانك لعلم اللغة النفسي، في مدينة نيميغن الهولندية، الذي سافر إلى مالطا لمدة أسبوع لتعلم اللغة المالطية.

كان لديه كتاب قواعد نحوي ضخم في حقيبته، لكنه لم يكن يخطط لفتحه إلا إذا اضطر إلى ذلك، وهو بصدد التحضير لبحث الدكتوراه الخاص به، حيث يحاول تطوير نظرية حول اللغات.

وكانت خطة الكاتبة ثورمان هي مراقبة الشاب الذي يبلغ 27 سنة، وملاحظة كيفية تعلم لغة جديدة، بدءاً من أبسط الكلمات مثل مرحبا، وشكراً.

كانت الكاتبة مهتمة بالتمكن اللغوي الكبير الذي يتمتع به روخاس بيرسيا، فهو يتقن 22 لغة حية، يتحدث 13 منها بطلاقة، ويعرف 6 لغات كلاسيكية أو مهددة بالانقراض، مثل اليونانية القديمة، واللاتينية، والعبرية الكتابية.

ومن اللغات التي يتحدث بها، الإسبانية، الإيطالية، بييمونتي، الإنكليزية، الماندرين، الفرنسية، الإسبرانتو، البرتغالية، الرومانية، الكتشوا، الشاوي، الأيمارا، الألمانية، الهولندية، الكاتالانية، الروسية، هاكا الصينية، اليابانية، الكورية، الغوارانية، الفارسية والصربية.

تمت صياغة كلمة hyperpolyglot قبل عقدين من الزمن، من قبل عالم اللغويات البريطاني، ريتشارد هدسون، الذي كان يعمل على بحث عن متعلمي اللغات في العالم.

لكن تلك الظاهرة الساحرة قديمة، ففي التاريخ نماذج عدة عن أشخاص تحدثوا بلغات كثيرة، مثل الملك اليوناني بيري ميثريدس السادس، الذي حكم 22 دولة، وكان يجيد لغاتها، كما يقال أن كليوباترا نادراً ما كانت تحتاج إلى مترجم، وكانت الملكة الوحيدة من سلالتها اليونانية التي تتقن المصرية.

كما أن الملكة إليزابيث الأولى أتقنت ألسنة عالمها: الويلزية، الكورنية، الأسكتلندية، والأيرلندية، بالإضافة إلى ست لغات أخرى.

فإذا كنت تجيد 10 لغات فإن صفة متعدد اللغات “هايبربوليغلوت” لن تنطبق عليك، لأن الحد الأدنى المطلوب هو 11 لغة.

جوزيبي ميزوفانتي وهو كاردينال إيطالي، عاش في الفترة بين (1774-1849)، كان يجيد 30 لغة، ودرس 42 لغة أخرى، وتمكن من التقاط اللغة اللاتينية بالوقوف خارج مدرسة دينية والاستماع إلى الأولاد.

وبالعودة إلى مثالنا الأول روخاس بيرسيا، فقد نشأ في أسرة ذات ثلاث لغات. والده رجل أعمال من بيرو، أما والدته فكانت مديرة متجر من أصل إيطالي، وجدته من طرف أمه التي اهتمت به في طفولته علمته لغة بييمونتي، وتمكن من تعلم اللغة الإنكليزية في مرحلة ما قبل المدرسة، وتحدث بها بشكل دقيق.

ويقول: “عندما أقع في حب لغة يجب أن أتعلمها، ليس هناك دافع عملي، إنه شكل من أشكال اللهو واللعب”.

فأثناء تناول العشاء في مطعم صيني في نيميغن، كان يتحدث الماندرين مع مالك المطعم، والهولندية مع النادل، بينما تناوب على استخدام الفرنسية والإسبانية مع أحد زملائه في المعهد.

ولا أحد يصبح متعدد لغات مثل بيرسيا بدون تضحية وعمل جاد، ويعتقد أن هناك حوالي 20 شخصا آخرين في أوروبا، جميعهم يعرفون بعضهم البعض، بحسب قوله.

العربي الجديد