تحقيقات وتقارير

أسواق بالعاصمة..الحاجة لتدابير جديدة


واحدة من تحديات حكومة ولاية الخرطوم الجديدة، ترتيب أوضاع الأسواق وإزالة مخالفاتها ومخلفاتها، وما أصابها من عثرات الخريف التي جعلت في معظم الأسواق بركاً آسنة تشارك الفريشة والباعة الجائلين ضيق المساحة، حيث كشفت جولة (الانتباهة) الواسعة على عدد من الأسواق، حقيقة الأوضاع المأساوية والتردي البيئي بأسواق في مناطق حيوية وذات كثافة سكانية عالية وحركة تجارية متسارعة، شملت الجولة كلاً من سوق الشقلة بأم درمان (الحفيان)، سوق صابرين بمحلية كرري وسوق ستة بالحاج يوسف وسوف تتواصل جولة «الانتباهة» لتشمل كل الأسواق.

صابرين سوق الأزمات

في محلية كرري يعاني سوق صابرين أزمات متعددة، تلحظها بمجرد نزولك عن حافلة المواصلات التي تبحث بصعوبة عن موطئ اطار لها، فكمية الحفر والمياه المتراكمة والباعة والفريشة يجعلون من مهمة السائق صعبة جداً في الوقوف، لتمتد الازمة الى المواطن نفسه اذ يجد صعوبة بالغة عند الترجل من تلك الحافلة، هنا تتوقف المواصلات في مكان ليس بموقف وبسؤالنا للسائق اجاب بانه لا يمكنه التوقف الا هنا خشية الازدحام, ومن البضائع التي لا تراها العين، فقد تحولت كل منطقة يابسة على الارض الى مكان عرض قد تكون خضروات أو أغذية ومعلبات تحت هجير الشمس أو درداقة تحولت لـ(كنتين) متجول فيه ما فيه من الأغراض النسائية والمناديل والسجائر وغيرها.
همهمات هنا وهنا من المواطنين الذين يشكون من (زعزعة) المواصلات وانتشارها بين الازقة والحواري والمجاري، عدت لسائقي بسؤال آخر: ما الذي يجعلك تتوقف هنا؟ فقال ان الموقف تم بيعه ولا يحق له الوقوف هناك.

بيع الميدان

حملتُ الاجابة الاخيرة للسائق مستفسراً عنها عند رئيس الغرفة التجارية بسوق صابرين والذي قال” بيع ميدان الموقف غير صحيح ولي من المستندات ما يثبت ذلك، وهو حديث له تتمة فيما بعد، والمهم دلفنا الى السوق الى أن وصلنا الى الموقف القديم, الذي تحول الى (ملجة) صغيرة لبيع الخضار، بعض الباعة (الفِريشة) على الارض أغلبهم من النسوة وكذلك المرتادين, حيث تلتحم ذرات التراب بتجانس أنيق مع الطماطم (الممسحة) بالزيت وغيرها من الخضروات، وهذا المسوح في غير موضعه بحسب افادة خضرجي لاجل ان تكون الخضروات لامعة ونضرة، كل هذه التساؤلات وضعناها ام لجنة السوق حيث تحدث لـ(الانتباهة) الشيخ هلال رئيس اللجنة الادارية لسوق صابرين وقال” بأن كل الاجراءات التي حدثت لم تكن للجنة يد فيها، فهي تقتصر مهامها فقط في مساعدة الجهاز التنفيذي (رئاسة المحلية) في تأدية مهامها، وفي ما يخص بيع الموقف أفادنا بأن كل الاجراءات التي حدثت لم تكن تحت رئاسته فهو تقدم باستقالته في وقت سابق لكل تلك التفاصيل الاجرائية الاخيرة، ولكنها لم تقبل من قبل المحلية, مؤكداً بان كل هذه الاجراءات تمت من رئاسة المحلية بغرض التحديث والتطوير وذلك بنقل الموقف القديم الى مكان آخر بشمال السوق بمواصفات حديثة, وأقر بأن المحلية تمتلك ذلك الحق من اجل تنمية السوق وتطويره”.

سوق ستة تلوث سمعي وبيئي

في (سوق ستة) بالحاج يوسف لا يختلف المشهد كثيراً بيد ان ضجيج الباعة والعوادم يحيل السوق الى منطقة (تلوث سمعي) قبل ان ترى عينك مآلات التلوث البيئي، تحبو السيارات وعربات الكارو والتكتك والمشاة على شريط ضيق من الاسفلت المتهالك، من كثرة الحفر والنتوءات والمطبات التي صنعتها الطبيعة، بعض المأكولات يتم عرضها على جنبات هذا الطريق، فيختلط دخان العوادم بدخان (الاقاشي) المجهول المصدر.
فوضى اخرى تتجسد في رواكيب عشوائية مصنوعة من الخيش والمواد المحلية والغريب انها منارة اي عليها توصيلات كهربية لم اتمكن من معرفة مصدرها وما رأيته كمية من الاسلاك الارضية تحمل تياراً كهربياً لانارة تلك الرواكيب، وهو مشهد يشكل خطورة على السوق قاطبة وليس لمستخدميها وزبائنها.

لجان مشتركة

التقت (الانتباهة) خلال جولتها بالسوق برئيس اللجنة الادارية بالسوق ابراهيم يونس, وقال” أغلب المشاكل البيئية والتنظيمية تحدث في فصل الخريف وفي باقي الفصول لا توجد مشاكل بيئية بصورة كبيرة أو ملحوظة .
وفي اطار سعيهم لتحسين السوق تم عمل لجان مشتركة بينهم ولجان المحلية المختلفة من فتح للمجاري للتخلص من مياه الامطار والكباري اللازمة لانسياب حركة المركبات”, وهم الان بصدد عمل تغطية كاملة للسوق بالانترلوك بحيث يحد هذا العمل من الاثار الصحية من تراكم مياه الامطار التي تولد البعوض والذباب المسببة لكثير من الامراض, وأشاد برئاسة المحلية لتعاونها معهم في معظم الانشطة التي تهدف لترقية السوق, حيث تشارك المحلية بنسبة (50%) من تكلفة المشاريع المزمع عقدها وما تم انجازه, وفي اطار تنظيم السوق ومنع المخالفات تحدث عن ما تقوم به المحلية من جهود فعّالة في تنظيم السوق من حملات لمنع المخالفين, وهم في ازدياد متواصل, ويمارسون نشاطهم على الطريق العام ما يسبب الازدحام ويشل حركة المركبات, ما دعاهم للعمل في ورديات لمراقبة المخالفين ومنعهم من ممارسة نشاطهم المقيد لانسياب الحركة.

سوق الشقلة .. كآبة المنظر

مشهد كئيب وبائس لا يسر الناظرين بسوق الشقلة ام درمان، فالسوق عبارة عن حلبة تعم داخلها الفوضى، ويبدو ان الذباب من النوع العنيد والمقاوم لبخور الجزارين، اما الخضروات فهي على الارض مباشرة، تحيط بها بعض البرك ومخلفات الامطار، ولا توجد ادنى درجات التنظيم, فالوضع البيئي سيء للغاية ولا توجد معالجات بيئية تهدف لترقية السوق من الناحية البيئية والتنظيمية, وجأر كثير من التجار بالشكوى من عدم التنظيم وسوء التخطيط الذي يظهر جلياً من تجمهر الباعة على قارعة الطريق ما يتسبب في تكدس المركبات ويعيق الحركة بل يجعلها شبه مستحيلة خصوصاً اوقات الذروة.

وللاجابة على ما يدور من اسئلة حول تلك المشاهد افاد (الانتباهة) رئيس اللجنة الادارية للسوق عثمان محمد ابراهيم الذي أبدى انزعاجه الشديد من عدم التنظيم الذي أصبح السمة الغالبة لمظهر السوق, وقال في فحوى افادته بانهم كلجنة خاطبوا المحلية في أكثر من مناسبة لعمل حملات لتنظيم السوق ولكن دون جدوى، وأن الباعة المتراصين على الطريق تسببوا في كثير من الاشكاليات وأن عدداً كبيراً من اصحاب المحال التجارية اضطروا لترك نشاطهم وعرض بضائعهم على الطريق لان الباعة يعترضون المواطنين ويحولون دون وصولهم لمحالهم ما ساهم في خفض الدخل العام لهم, لذلك تجدهم مجبرين لترك محالهم ومجاراة الباعة المتجولين وعرض مبيعاتهم على الارض او على ترابيز تخلو من التدابير الصحية المعروفة، وبدوره ناشد لجان المحلية وخصوصاً المهتمين بالجانب البيئي للقيام بدورهم كاملاً تجاه السوق لان السوق متسخ، وتوجد الكثير من الاوساخ المتراكمة خلف السوق ما يتسبب في انتشار الكثير من الروائح الكريهة والذباب المسبب لكثير من الامراض.

ومن خلال كل تلك التفاصيل يبقى العيش في بيئة صحية ومعافاة حلماً لم يحن تحقيقه بعد، لا تستطيع أن تحدد هل هو خلل إداري أم خلل فني ولكن الوضع في غالب الاسواق ينذر بكارثة صحية ان لم تُتخذ التدابير اللازمة وتقوم المحليات بدورها كما ينبغي، بالتعاون مع اللجان الإدارية بالأسواق.


تعليق واحد

  1. يا اخوى العاوز يشتغل ويخلق من الفسيخ شربات ممكن وليس من المستحيل ولكن كل شخص لو يقوم بواجبة الادراى ومن موقع المسئولية وخليك من الوطنية لما حصل الحاصل الان من ترهل وسوء بيئة وخدمات ويركبوها سيارات بالمليارات الخ وكان الاجدر بها تنظيم وترتيب الاسواق والبيئة وعمل مجارى وتصريف واعادة هيكلة الاسواق بصورة حضاريه والى خدمات متوازنه للنهوض بخدمات المواطن الاساسية ولكن كل احلام المواطن راحت ومما جعلهم فى حسرة من امرهم للتهاوى الواضح ونقص الخدمات والنهوض بالاسواق وانت بتاخذ رسوم وضرائب والخ من بااب اولى ان يتم انشاء اسواق حديثة وبمداخل وخدمات صحية من مجارى ومواقف للسيارات والخ وهل حصل فى سوق صابرين او غيرة وبؤس تردى فى البيئة والى متى يظل الوطن فى ابسط الخدمات حكومه ما قادرة تعمل عليها ضبط وتحديث وما الفائدة من حكومه مترهلة وبعيده عن تطلعات المواطن الحضارية والمستقبلية وده الفرق بين حكومه رشيقة وغير مكلفه وهمها المواطن وخدماته فى الصحة والتعليم والبيئة والخ وهل هذا حلم فى عالم اليوم والوطن به خيرات بس عاوز ناس وطنيين واكفاء وعاوزين يخدموا الوطن ليس لمصالح حزبية او ذاتية وهو مربط الفرس الان ؟ والوطن عاوز خدمات وتجرد وشفافية وهو المعدوم الان ؟ والامل فى شباب المستقبل بالوطن بالنهوض به واخيرا الله المستعان والشعوب بتنهض بسواعد ابنائها اذا توفرت لهم البيئة السليمه من صحة وتعليم ومعاش وشفافية وعدالة وقانون وبدون حصانات وفساد وسف يستقيم الحال بدون تحلل والله المستعان