مقالات متنوعة

أسطورة (حمدوك )وضياع الانقلاب


منسوب إلى من وقع عليه الاختيار ليكون وزيراً للمالية والتخطيط الاقتصادي ( حمدوك )القول بأن الاقتصاد لا يقبل القسمة على أربع – أربعة حسب المشار إليه – و إنه يقبلها على اثنين ..دولة وقطاع خاص..
> ولتبسيط الفكرة ..فإنه يقصد أن تكون كل المؤسسات والشركات الحكومية تابعة مالياً لوزارة المالية ..وأن البنك المركزي لا ينبغي أن يتعامل نقدياً مع جهات لا تخضع لمراجعة ديوان المراجع العام .. مثل الشركات الحكومية التي تنتظر حصائل الصادر لتضارب فيها ..مستفيدة مما يسمى سعر الصرف الرسمي .. وهو غير الحقيقي طبعاً .. فالحقيقي هو سعر الصرف الموازي الذي يتحدث عنه الآن باهتمام وهمة رئيس الوزراء ووزير المالية والتخطيط الاقتصادي معتز موسى .. ويوعد باستقراره ومعالجة تذبذبه ..فهو السعر الحقيقي إذن.. الذي تتوقف عليه حالة الأسعار والوضع المعيشي .
> لكن حتى (حمدوك )نفسه الذي يوصف بأنه خبير ..هل استوعب لماذا انقسم الاقتصاد في السودان على أربعة..؟ فإن الإجابة على هذا السؤال هي التي تحتاج الآن إلى معالجة خبير اقتصادي حقيقي.

> الفأس وقعت في الرأس.. والحكومة مورطة بالتزامات مالية هي تغطية بنود صرف خارج الموازنة على مؤسسات ضمن عملية الحكم وإدارتها للبلاد ..كانت قد بدأتها في عهد الغفلة السياسة والإستراتيجية ما قبل الرابع من رمضان ديسمبر 1999م فترة الترابي التشريعية..
> والبلاد وحتى استقرار الحكومة نفسها واستمرارها ما كان سيحتاج إلى التورط في هذه الالتزامات المالية التي تقف مصدراً لأسباب استمرار تراجع قيمة العملة الوطنية واستمرار تصاعد ارتفاع الأسعار .
> فالتفكير السياسي والإستراتيجي الضعيف جداً حينها هو ما حمل الحكومة على قسمة الاقتصاد على أربعة .. وهو طبعاً لا يقبل هذه القسمة لو أرادت استقرار سعر الصرف والأسعار ..وسترة الحال مع المواطنين ..
> ولو كان الاقتصاد في السودان منذ ثلاثة عقود يسير بمنطق القسمة على اثنين فقط ( دولة بدون تجنيب أكثر من سعر للصرف واستيراد مقيد بالصادر مراعاة للميزان التجاري ..وقطاع خاص ينتج سلع الصادر)لما احتاجت الحكومة إلى حمدوك أو شكروك .
: > باختصار فإن ما اشار إليه حمدوك يذكرنا بموقف عبد الواحد محمد نور من المشاركة في مفاوضات السلام .. فشروطه هي أن يعم السلام وتتوقف الحرب تماماً وبالتالي يعود النازحون واللاجئون جميعهم إلى مناطقهم..بعد ذلك يأتي عبدالواحد مفاوضاً ومشاركاً في الحكم ..ترى بعد ذلك فيم سيفاوض عبد الواحد ؟.

> وحمدوك يريد أن تعالج له الحكومة مسألة القسمة على أربعة ..وبالتالي يستقر سعر الصرف وتستقر الأسعار ..ثم يأتي وزيراً للمالية والتخطيط الاقتصادي ..بعد انتفاء الحاجة إلى خبير ..فماذا سيفعل هو إذن؟ .
لقد أضاع فرصة قيادة انقلاب جزئي في جانب الاقتصاد بموافقة الحكومة ..لكنه ليس رجل دولة للأسف..فقد أضاع فرصة الانقلاب .
> المهم تقول الطرفة إن المرأة وصلت إلى بيت أم زوجها في يوم من أيام رمضان مع اقتراب أذان المغرب ..وسألتها إن كانت تحتاج إلى مساعدة في إعداد إفطار رمضان بعد أن جهزت أم الزوج كل شيء ..وأم الزوج يملأها الغيظ من تأخير زوجة ابنها قالت لها :أذني المغرب .
> أضاع عبد الواحد فرصة المشاركة في بطولة صناعة السلام ..والاستخبارات العسكرية حققته ..وهو في حسرة الآن ..فلا حرب استمرت لصالحه و لا سلام هو شارك فيه ..
> ومطلوب الآن من معتز نفس الفكرة على مستوى وزارة المالية ..فيخلص الحكومة من ورطة الالتزامات المالية بعملية جراحية ذكية ..وهو التحدي الحقيقي.. فهل ستستجيب له رئاسة الجمهورية أم سترفض الفطام من الأموال خارج الموازنة.؟
غداً نلتقي بإذن الله …

خالد حسن كسلا
صحيفة الإنتباهة


‫2 تعليقات

  1. كل الدوشة واللف والدوران الذي وقع ويقع في هذه الأيام، الهدف منه واضح وهو الحصول على فرصة لفرض المزيد من الجبايات على المواطن والمنتجين، لأن هذه الدولة ومنذ 30 عاماً لم تعرف لها مصدر دخل سوى جيب المواطن، وهذا الوضع قاد لعزوف المنتجين عن الإنتاج والمستثمرين للهروب بجلدهم من السودان، والحكومة سادرة في غيها، ولن تغير شئ من سياستها وليس لديها الإستعداد للتغيير لأن الوضع بهذه الطريقة أراحها من البحث والتفكير وبذل الجهد في إيجاد الحلول، فاتجهت لأسهل الحلول وهو جيب المواطن، وستثبت الأيام ما أقول. نسأل الله اللطف والتيسير مما هو آتي، ونسأل الله الرحمة والرفق بعباده.