وصدمة بنك السودان المركزي

لعلها صدمة أخرى.. صدمة هذه المرة من البنك المركزي ..صدمة لا يشعر بألمها إلا خبراء الشأن النقدي الذين يحملون أوجاع الوطن ..وهي تغيير التركيبة الفئوية للأوراق النقدية ..إلغاء وإصداراً .
> فأول قرارات البنك المركزي في عهد عودة محافظه محمد خير الزبير ..تغيير التركيبة الفئوية ..أي إلغاء بعض الفئات النقدية مثل الجنيه ونصف الجنيه وإصدار فئتين للمائة والمائتي جنيه.. فهل هذا خبر يسر ويسعد المواطن.؟
> كنا نتوقع أن تكون تصريحات محافظ البنك المركزي الأسبق والجديد محمد خير الزبير, أن تكون أول مشاريع قراراته في صالح معافاة قيمة العملة الوطنية من التراجع المستمر.
> لكنه قدر المواطن المسكين أن تكون الإنجازات له على صعيد البنك المركزي هي فقط تغيير التركيبة الفئوية للأوراق النقدية بسبب حتمية تراجع قيمة العملة الوطنية ..سواء كانت جنيها أو دينارا أو ربما غدا تكون ريالاً لامتصاص الصفر الرابع أسوة بالأصفار الثلاثة التي كان امتصاصها بتغيير إسم العملة إلى دينار.
> والبنك المركزي هو المعني بالدرجة الأولى عبر (محافظه )بالمحافظة على استقرار سعر الصرف واستقرار الأسعار. .أما تغيير التركيبة الفئوية وإصدار وإلغاء فئات نقدية ..فهذا يأتي نتيحة للانتكاس الاقتصادي ..هو شرور المعيشة ..و هو ما لا يفيد المواطن في شيء .
: > إصدار وإلغاء الفئات النقدية يخص الحكومة وحدها ..أو على الأقل لا يخص الاغلبية الفقيرة البائسة ..و ما يهمها هو ما تحدث عنه رئيس اتحاد المصارف إجمالا لا تفصيلا ..
> رئيس اتحاد المصارف تحدث عن تعاونهم مع البنك المركزي في منع التسرب النقدي المتسبب في المضاربات في العملة ومن ثم تراجع قيمة الجنيه ..ونقول له ( برافو )ولكن ..
> لكن ..كيف يكون التسرب النقدي ..؟ إن بنك السودان هو المسؤول من هذا التسرب النقدي طبعا ..فهو يتمسك بسعر صرف تخفيضي يسميه سعرا رسميا ..ومع ذلك يهتم وينشغل بالسعر الموازي ..وغصباً عنه ..لأنه هو السعر الحقيقي ..
> إذن حول الحديث عن التسرب النقدي فإننا نجد أن ما يسمى السعر الرسمي هو بالفعل السعر التسربي ..السعر الذي تتسرب السيولة من خلاله بواسطة الشركات الحكومية.
> ونعلم نحن أن أكبر مستهلك للنقد الأجنبي هي الحكومة ..وهي لا تخزنه ( وليتها فعلت )ولا تهربه .. لكنها تستفيد من شرائه بالسعر ( التسربي )وتبيعه بالسعر الموازي ..وفرق السعر المستفاد منه هو التسرب النقدي .
غدا نلتقي بإذن الله…

خالد حسن كسلا
صحيفة الإنتباهة

Exit mobile version