منوعات

أيهما أفضل … الكتب المسموعة أم المقروءة؟


يتكاسل كثيرون عن قراءة الكتب، لذا يرون في الكتب المسموعة البديل الأفضل للاستمتاع بالقراءة والتعلّم بينما يقومون بأشياء أخرى مثل القيادة أو ممارسة المهام المنزلية والتمارين الرياضية. وطُرح التساؤل حول أيهما أفضل للتعلّم؟ الكتب الصوتية أم المقروءة؟ لذا نشرت مجلة “تايم” آراء العلماء حول هذا الموضوع.

لا اختلاف بين الكتاب المسموع والإلكتروني

في دراسة أجريت عام 2016، عرضت الأستاذة في جامعة “بلومزبورغ” في بنسلفانيا، بيث روغوسكي، على أشخاص كتاباً إلكترونيًا، وقسّمتهم إلى مجموعتين، مجموعة تقرأه، ومجموعة تستمع إليه. ثم تم اختبارهم لمعرفة مدى استيعابهم لمضمونه.

وقال البحث إنه “لم نجد اختلافات كبيرة في الفهم بين القراءة والاستماع، أو القراءة والاستماع في وقت واحد”.

لكن العالِمة اعتمدت على كتاب إلكتروني، وليس ورقيا، وهناك بعض الأدلة على أن القراءة على الشاشة تقلل من التعلم والفهم مقارنة بالقراءة من النص المطبوع. لذا لو تم استخدام الكتب المطبوعة ربما كانت النتائج لتتغير.

الكتب المسموعة تفشل في معركة السرحان

هناك اعتبار آخر يجب أخذه في الحسبان، وهو أن قراءة نص أو الاستماع إليه يتخلّلهما سرحان وسهو، قد تمر الثواني والدقائق قبل العودة للتركيز من جديد، كما يقول ديفيد دانيال، أستاذ علم النفس في جامعة جيمس ماديسون.

إذا كنت تقرأ، فمن السهل الرجوع والعثور على النقطة التي تهت فيها، يقول دانيال: “لكن ليس الأمر سهلاً إذا كنت تستمع إلى تسجيل. خاصة إذا كنت تتصارع مع نص معقد، فإن القدرة على التراجع السريع وإعادة النظر في المواد قد تساعد في التعلم، ومن المحتمل أن يكون ذلك أسهل أثناء القراءة من الاستماع”.

ويضيف: “إن الانتقال إلى صفحة أخرى من الكتاب يمنحك أيضاً استراحة طفيفة”، وقد يوفر هذا التوقف المؤقت القصير مساحةً لدماغك لتخزين المعلومات واستيعابها وتذوقها.

التمرّن هو الحل لمشكلة الاستيعاب

شارك دانيال في دراسة أجريت عام 2010 وجدت أن الطلاب الذين استمعوا إلى درس صوتي كان أداؤهم أسوأ في اختبار الفهم من الطلاب الذين قرأوا الدرس نفسه على الورق. ويقول: “لقد ساءت مجموعة التسجيل الصوتي كثيراً وليس قليلاً”. وبالمقارنة مع القراء، سجّل المستمعون انخفاضاً بنسبة 28 في المئة في الاختبار.

لكن يرى الباحثون أنه من الممكن، مع الممارسة، أن يتمكن المستمعون من ربح النقاط أمام القرّاء. إذ إن التدرّب المستمر يجعل الإنسان يتحسن، بما في ذلك التدرّب على الاستماع بشكل أكثر نقداً.

استعداد أكثر للكتب الصوتية

في المقابل، لدى الكتب الصوتية بعض نقاط القوة أيضاً، كما يقول أستاذ علم النفس بجامعة فيرجينيا، دانيال ويلينغهام. إذ إن البشر تشاركوا المعلومات شفهياً لعشرات الآلاف من السنين، بينما تعد الكلمة المطبوعة اختراعاً أحدث بكثير.

يوضح العالِم: “عندما نقرأ، نحن نستخدم أجزاء من الدماغ التي تطورت لأهداف أخرى. من ناحية أخرى، يمكن للمستمعين أن يستمدوا الكثير من المعلومات من إيماءات المتحدث أو الترنيمات. يتم التواصل بسهولة مع السخرية عبر الصوت أكثر من النص المطبوع. والأشخاص الذين يسمعون شكسبير متكلماً بصوت عالٍ يميلون إلى استخلاص الكثير من المعاني”.

“تعدد المهام” يحسم الجدل

هناك عامل نهائي قد يقلب مقاييس الجدل لصالح القراءة: قضية تعدد المهام. يوضح ويلينغهام: “إذا كنت تحاول التعلم أثناء القيام بشيئين، فإنك لن تتعلم”، إذ حتى الأنشطة الروتينية، مثل القيادة أو الطبخ، تستهلك ما يكفي من اهتمامك لعرقلة التعلم.

العربي الجديد