جرائم وحوادث

مقتل الصول نوال.. تطورات مثيرة


منذ أن لقيت (الصول) نوال التي تعمل أخصائية تحضير عمليات بمستشفى الجبل العسكري حتفها على أيدي أحد المجرمين الذي داهم منزلها ليلاً بغرض السرقة، استمرت جهود الشرطة وتحرياتها المكثفة متواصلة للعثور على الجاني الحقيقي، ولم يغمض لأسرتها جفن وهي تسارع للحصول على أي طرف خيط يمكن أن يدلها على المجرم الحقيقي.

بدأت الشرطة عملها بإطلاق الكلاب البوليسية التي تتبعت الأثر وعثرت على (جوز) أحذية، لتواصل تتبعها للأثر حتى وصلت إلى موقف (بانتيو) بسوق جبل أولياء ليتضح في نهاية الأمر أنه يخص سائق ركشة، الذي أوضح بدوره للشرطة، أنه قام بحمل شخصين فقط من موقف الجبل وتوصيلهما إلى بانتيو، ونجحت الشرطة في التوصل إلى الشخصين، واتضح فيما بعد أنه لا علاقة لهما بالموضوع إلا أنه تم التحفظ عليهما لمعرفة مزيد من المعلومات.

الكلاب البوليسية والمشتبه بهم

اتسعت دائرة الاتهام والشبهات باعتبار أن المجرم ما يزال حراً طليقاً فطالت الشبهات جميع أفراد الأسرة داخلها وخارجها ليتم القبض علي شقيق القتيلة وزوجها لاستجوابهما والتحقيق معهما والتحفظ عليهما إلى حين إشعار آخر.
شكوك الشرطة كانت تحوم حول جيران القتيلة ليتم تتبع المشتبه بهم ومن ثم القبض على رجل الجيران من الناحية الشرقية وأخ زوجته الذي يقيم معه في المنزل، كما تم القبض على الجار الذي يقطن من الناحية الغربية لمنزل القتيلة ومعه أحد الضيوف، وبعد تفتيش الغرفة الخاصة بهما تم العثور على ثلاثة سكاكين إحداهما تم غسلها بمادة أشبه بـ(الجاز) وملابس شبيهة بالملابس التي كان يرتديها الشخص الذي ارتكب الجريمة.

طابور الشخصية وأصابع الاتهام

بعدها واصلت الشرطة مجهوداتها المكثفة وبعد معلومات ومتابعة دقيقة ولصيقة تم إلقاء القبض على شاب اسمه أبو القاسم متلبساً في جريمة سرقة وطعن شخص ويعتبر من أخطر معتادي الإجرام بالمنطقة ليتم التركيز عليه أكثر لتشير إليه أصابع الاتهام، وتم عمل طابور عرض شخصية لعدد من معتادي الإجرام من بينهم أبو القاسم وارتدوا ذات الملابس التي كان يرتديها المجرم وقت ارتكاب الجريمة وعرضها على إخلاص شقيقة القتيلة التي ظلت تشير إليه وذكرت في التحري بأن مواصفات أبو القاسم تنطبق تماماً مع مواصفات المجرم الذي شاهدته وقت ارتكاب الجريمة، بعدها تم أخذ المتهمين لمزيد من التحريات و الإبقاء قيد الحجز.

جهود مكثفة للشرطة

من جانبها أكدت الجهات المعنية والمتابعة للبلاغ أن الجريمة كانت بدافع السرقة وأنه حتى الآن لم تتبين نوايا أخرى، و أن سبب الوفاة بحسب تقرير الطبيب الشرعي طعنة حادة في منطقة العنق أدت إلي تلف حاد في الحنجرة و نزيف شديد أدى للوفاة.
حالياً ما تزال التحريات جارية للبحث عن المجرم الحقيقي بقيادة مدير شرطة محلية جبل أولياء العميد عصام علي السيد ورئيس فرع الشؤون العامة بالمحلية العقيد عاصم صلاح ورئيس قسم جبل أولياء المقدم ميرغني النيل الباشا والمتحري ملازم عمر عبدالوهاب محمد صالح، بالتعاون مع أفراد المباحث بقيادة ملازم عمر الطيب مع المباحث المركزية والعامة الذين أكدوا بأن الأيام القادمة ستنكشف فيها الكثير من الحقائق والقبض علي المجرم وتقديمه للعدالة.

تفاصيل الجريمة

يوم ارتكاب الجريمة كان (الصول) نوال تنام في حوش المنزل برفقة زوجها وشقيقتها وابن طليقة زوجها الذي تبنته وربته واعتنت به منذ الصغر. يوم ارتكاب الجريمة كانت شقيقتها تمكث للمبيت معها وكانت تجاورها أثناء النوم في حوش المنزل وقت ارتكاب الجريمة والابن نائم داخل إحدى الغرف وزوجها دلف للاستحمام، ولم يمض وقت طويل حتى أطلقت نوال صرخة داوية وهي تردد (طعني، طعني) ثم صمتت.. لتصحو شقيقتها مذعورة فهي كانت ترقد بجوارها وفي تلك الأثناء خرج الزوج هو الآخر من الحمام مذعوراً لمعرفة ماذا يحدث ليجدوها سابحة في دمائها فيما سارع المجرم بالقفز من سور المنزل، سارع زوج القتيلة وإخلاص بحملها لمستشفى الجبل العسكري حيث عُمِل لإنقاذها إلا أنها فارقت الحياة نسبة لعمق الجرح وكثرة النزيف رغم محاولات الأطباء لإنقاذها.

الخرطوم: محاسن أحمد عبدالله
صحيفة السوداني.