إقالة مورينيو وفشل ليفربول.. هذه أبرز التوقعات لموسم البريميرليغ

لعبة التوقعات هي الأسوأ على الإطلاق، فأولا لن يتذكرك أحد إن أصبت، وثانيا سيتذكرك الجميع إن أخطأت، وفي كلا الحالاتين سيربح الجمهور، لأنك ستمنحه فرصة لمزيد من التوقعات الناجحة في الفانتازي من جهة، ومن جهة أخرى ستمنحه فرصة لجلدك إن فشلت توقعاتك، وعندها ستكتشف أن الجميع كان يعلم أن صلاح سيصبح هداف البريميرليغ ويترشح للبالون دور، وأن برشلونة سيخرج على يد مانولاس، وأن رونالدو سيرحل لليوفي، وفقط أنت الساذج الوحيد الذي لم يرَ كل هذا.

هذا هو سحر اللعبة الذي لا يقاومه أحد، فبالنسبة للجمهور، فإن توقعات الصحفيين والمحللين هي فرصة لممارسة الحكمة المتأخرة التي تأتي بعد النتائج، فرصة للشعور بالذكاء لأن الواقع قد خالف توقعات “الخبراء”، فرصة للربح في لعبة المراهنات ولكن دون أن تراهن من الأصل، ولحسن الحظ فإن “Four Four Two” قررت منحنا هذه الفرصة بتوقعات جريئة للغاية، والجدير بالذكر أنها أطلقتها في الثامن من أغسطس/آب قبل بداية الموسم أو ظهور أي مؤشرات حقيقية. (1)

الربيع الأرسنالي

أول ما توقعته المجلة الشهيرة هو أن التغيير سيكون مفيدا لأرسنال. هناك ماسات تحتاج إلى تلميع طبقا لتعبير نيك ميلر، وفي أي حال من الأحوال سيكون الوضع مع إيمري أفضل منه مع فينغر وحتى لو بقي كل شيء على ما هو عليه.. لماذا؟ لأن إيمري يمنح الأمل في التغيير في المستقبل، بينما فينغر لم يمتلك سوى الحسرة على الماضي. (2)

حتى الآن كانت قرعة أرسنال التي أوقعته في مواجهتين متتاليتين مع مانشستر سيتي وتشيلسي هي بطل الموسم، بعدها فاز المدفعجية في كل مبارياتهم ولكن بصعوبة متوقعة في ظل تذبذب أوزيل المعتاد، وما يشي بتحسن ممكن في موقعهم في الجدول ليس خطة لعب إيمري ولا انفجار النجوم بل تراجع توتنهام ومانشستر يونايتد في الجولات الأولى.

مطرقة وسندان
إحدى أصعب المهام في كرة القدم أن تحاول تحديد مدى جودة حارس المرمى في فريق متهالك، وهذا ما كان يعاني منه فابيانسكي مع سوانزي في الموسم الماضي، ولكنه كان أحد القلائل الذين تحصلوا على الإشادة بنهاية العام.

ما تتوقعه “Four Four Two” هو أن الحارس البولندي سيكون أهم صفقات الهامرز بعد صيف جيد للغاية، صحيح أن الـ7 ملايين باوند التي أنفقها المطارق لإحضاره من سوانزي لا تمثل أكثر من 10% من سعر أليسون، لكنها قد تكون بالأثر نفسه بعد أداء متواضع من جو هارت في الموسم الماضي.

قطار الحب الإنجليزي

فيما يبدو أن أندية العالم قد استوعبت الدرس هذا الصيف ولم تسارع بالتعاقد مع كل من نجح في اللمعان في روسيا خوفا من ظاهرة التألق المؤقت، ولكن هناك شيء واحد قد يقتبسه الجميع من البطولة الأغلى رغم ذلك، وهو الأهمية الفائقة للكرات الثابتة. (3)

هناك طريقة محددة أُطلق عليها “قطار الحب الإنجليزي”، واستخدمها، كما هو متوقع، المنتخب الإنجليزي، تقضي بأن يصطف أربعة أو خمسة لاعبين خلف بعضهم بعضا أثناء الاستعداد للكرات الثابتة، وبشكل متلاصق لا يسمح لأي من مدافعي الخصم أن يخترق صفهم، ثم ينتشرون فجأة في مواقع متفق عليها سابقا بمجرد لعب الكرة، وباعتبار هذه اللعبة مثالا فإن محرري “Four Four Two” يتوقعون أن يخرج عليها عدة تنويعات في موسم البريميرليغ تستخدمها الفرق للتسجيل.

وداعا أيها العجيب

مورينيو سيُقال قبل نهاية الموسم، بل قبل انتصاف الموسم، بل تحديدا في ليلة 22 أكتوبر/تشرين الأول من العام الحالي. لماذا؟ لأنه قضى الصيف في الشكوى وافتعال الأزمات مع لاعبيه وإدارة ناديه ووصف الجميع بالتخاذل، وكلها مؤشرات مألوفة أكثر من اللازم، وغالبا ستقود للهزيمة أمام تشيلسي في المواجهة التي ستجمع بين الثنائي يوم 20 أكتوبر/تشرين الأول.

الخسارة أمام أعداء مورينيو الجدد ستنكأ كل الجراح، خاصة أنها ستأتي أمام مدرب ممن اعتاد مورينيو تحويل حياتهم إلى جحيم في أيامه الخوالي، وتتوقع “Four Four Two” أنها ستتسبب في إقالته بعد يومين على الأكثر.

كانت إقامتك قصيرة

شون دايش أنجز الكثير في العام الماضي، ولكن ما يراه نيك ميلر أن إنجاز بيرنلي ينم عن ضعف المسابقة أكثر مما ينم عن قوة بيرنلي نفسه، والسبب ليس نجاحه في الوصول إلى المركز السابع والتأهل لليوروربا ليغ وحسب، هذا وارد في أي موسم ومع أي طراز من المنافسين، ولكن لأن بيرنلي بقي في المركز السابع رغم مروره بـ11 مباراة دون فوز واحد في منتصف الموسم، وحتى بعد خسارته لثلاث مباريات من آخر 5. (4)

أضف إلى ذلك حقيقة أن مجاوري بيرنلي في الجدول قد تحسنوا عما سبق، وحقيقة أنه لم يدعم صفوفه بالشكل اللازم، وحقيقة أنه سيلعب في منتصف الأسبوع في أوروبا، وسيتحول التوقع إلى مسألة وقت فقط لا غير حتى ينهار شون دايش ولاعبوه تحت وطأة الضغط والتوقعات بعد موسم باهر.

معجزات بينيتيز

نصف محللي الكرة الإنجليزية توقعوا هبوط نيوكاسل بعد صعوده في الموسم الماضي، والنصف الآخر توقع هبوط نيوكاسل ورحيل بينيتيز بالتبعية، ولكن لم يحدث أي من هذا، الماغبايز بقوا وكذلك المدرب الإسباني.

المركز العاشر و44 نقطة ليس إنجازا لنيوكاسل بأي مقياس، ولكنه يصبح كذلك عندما تحظى بمستوى التدعيم نفسه الذي حظي بيه الـ”بيغ بين”، وعندما تعمل تحت إمرة مالك مثل مايك آشلي لا يقدم الكثير من العون، لذا كان هناك إحساس عام لدى جمهور الماغبايز بأن بينيتيز سيرحل لتجربة جديدة، ومن جهة أخرى كان هناك انطباع بأنه لو كان يرغب في الرحيل لرحل بالفعل، ولكن مع تفضيل عائلته البقاء في إنجلترا لم يكن لدى الإسباني الكثير من الخيارات، والنتيجة أنه سيستمر في العمل مع كبير التاينسايد وتقديم نتائج لا تتناسب مع قوة الفريق.

من الذي لن يحب ماديسون؟

منذ عام واحد، كان جيمز ماديسون مجرد ناشئ إنجليزي ينتقل من كوفنتري إلى نورويتش، موهوب نعم، ولكن غروره يفوق موهبته بكثير، وبعد إعارتين محبطتين بدأ ماديسون يستعيد عافيته وقرر أن ما أهدر من وقت كافٍ جدا، وتحول في الموسم الماضي إلى أحد أفضل لاعبي التشامبيونشيب.

هل يستحق أفضل لاعبي التشامبيونشيب 25 مليون باوند؟ ربما، هذا ما يعتقده ليستر على الأقل، وما يتوقعه نيك ميلر أن الجميع سيعجب بمستوى ماديسون هذا الموسم بعد إن اكتسب مزيدا من الاحترافية والجدية، وهو توقع آمن جدا لأن أحدا لن يطارد ميلر في نهاية الموسم إن فشل ماديسون.

دخان بلا نار

الآن تبدأ السخونة، “Four Four Two” لم تتوقع فشل مورينيو وليفربول وحسب، بل قطعت بفشل سارّي أيضا، مرتكزة على حقيقة أن الموسم التحضيري للبلوز كان أسوأ بكثير مما بدا، والسبب الوحيد لعدم انتباهنا لمدى سوئه كان انشغالنا بكأس العالم.

مشاكل في خروج كونتي، ومشاكل في دخول سارّي، ومشاكل مع احتمالية رحيل هازار، ومشاكل أخرى للسبب نفسه مع كورتوا، وتعاقد وحيد قبل أغسطس/آب. كل شيء في تشيلسي -طبقا لميلر- كان يقود لإقالة أخرى من إقالات ديسمبر/كانون الأول المعتادة في النادي اللندني، والحقيقة أن الأمر لا يخلو من وجاهة رغم مخالفته للواقع الحالي بعد 5 جولات من البريميرليغ وتصدر الإيطالي الدوري رفقة ليفربول، وهذا لا يمنع أن جماهير البلوز ستجعل ميلر يندم على توقعه في أقرب فرصة. (5)

القادمون من الخلف

في الموسم الماضي كان الفارق بين بيرنلي في المركز السابع ومراكز الهبوط 21 نقطة، والفارق بينه وبين ليفربول في المركز الرابع 21 نقطة أيضا، الخلاصة أن أي شيء قد يحدث خارج نطاق الستة الكبار.

هذا ما يجعل المجلة العالمية تتوقع بقاء فريقين من الصاعدين هذا الموسم للبريميرليغ، بل وتتوقع لوولفز وفولام تحديدا أن ينهيا الموسم في النصف الأعلى من الجدول، وهو توقع وجيه بدوره لأن الذئاب يملكون مشروعا ضخما بدأ إعداده منذ سنوات، وفي فولام كانت تعاقدات الصيف جديرة بإشاعة الأمل والتفاؤل بين صفوف مشجعي الفريق.

لأنه ليفربول

على الأرجح سيتوقف نيك ميلر عن العمل في الصحافة الرياضية إن أخطأ في هذا التوقع تحديدا، ليس فقط لأن الجميع متفائل بخصوص ليفربول، وليس فقط لأن هذا التفاؤل مبني على أسس موضوعية ولأول مرة منذ سنوات بعيدة، ولكن لأن الرجل لم يسرد أي أسباب منطقية لتوقعه.

فقط الحدس يكفي لميلر ليرى ليفربول يخرج من الموسم خالي الوفاض في النهاية. كل هذا التخطيط والحماس والصفقات الرائعة والتطور الكبير يبدو مثاليا أكثر من اللازم طبقا لتعبيره، وهي حالة متعارف عليها في كرة القدم فعلا، ومن أصعب الأزمات في اللعبة ألا يعاني فريقك من أي أزمات لدرجة أن بعض المدربين يتعمدون تغيير طريقة اللعب والخطة والتشكيلة بعد النجاحات الكبيرة لخلق بعض التحديات للاعبين وتحفيزهم للحفاظ على مستواهم.

هذا ما لا يبدو أنه يحدث في ليفربول هذا الموسم، بل كتب ميلر توقعه قبل أن تظهر الأزمة المتوارية في هجوم الريدز بين صلاح وماني، وقبل أن تحتل بعض العناوين وتثير بعض الهمسات هنا وهناك، وقبل لقطة صلاح في نهاية مباراة باريس والتي سيُساء تفسيرها حتما. (6)

الجزيرة نت

Exit mobile version