تحقيقات وتقارير

الزوج النَكَدي .. تحولات سيكولوجية على شخصية الرجل بأمر الظروف الاقتصادية


افتعال المشاكل.. عادة نُسبت كثيراً للمرأة، لكن مؤخراً، لكن اتجاهاً جديداً وحادَّاً برز لتغيير هذا المفهوم ونَسْبِهِ للرجل، وهذا هو ما أكدته عدة نساء واتفقن عليه عندما التقت بهنَّ (كوكتيل)، وقد ذكرت إحداهن أن زوجها تغير عن السابق ولم يكن بهذا القدر من البؤس والنكد، لكنه وصل لمرحلة أنه قد يصرخ بوجه أحد أبنائه إن تعرَّض لمكروه عوضاً عن منحه الاهتمام والرعاية، (كوكتيل) اهتمت بقضية الزوج النكدي الذي ذُكِر كثيراً في الآونة الأخيرة، وتحدثت إلى عدد من الزوجات، فماذا قلن في هذا الخصوص؟.

(1)
(الراجل النكدي بكرِّهك حياتك وبتكوني ما متوقعة ردة فعله وممكن يصنع مشكلة من أي موضوع، لكن في النهايه الراجل في يد مرتو لو هي عاقلة واتحكَّمت في نفسها بتتجاوز كتير من المشاكل)، هكذا بدأت غفران يوسف حديثها لـ(كوكتيل)، وتابعت: (الحبوبات طوالي بقولوا الراجل زي العجينة، بتشكِّليها بي يدك، لكن وعشان تقدري تشكِّلي لازم تضحِّي وتتحمَّلي الكتير الكتير)، لذلك لا يوجد حلّ سوى الصبر و(المسايسة)، خصوصاً عند حدوث بعض النقاشات (يعني لما تحسِّي إنو المشكلة حتزيد تبعدي إنتي وتسكتي وتحاولي ما تعملي الحاجات البتزهجو وتصنع بينكم المشاكل)، (يعني تبقي دكتورة نفسية عشان تتخلصي من النكد وضيق الأخلاق)، وقالت إن زوجها مشكلته مع الأطعمة وأنها بعد أن أصبحت تستشيره فيها تفادت منه الكثير.

(2)
أما الزوجة عايدة عمر تحدثت حول الموضوع قائلة: (هناك نوعية من الأزواج يفتعلون المشكلات ليتفادون (الصرف) والضغوطات سواء كانت مادية أو غيرها، لهذا يصبح رجلاً نكدياً عندما يجد نفسه عاجزاً عن توفير احتياجات ومتطلبات منزله ولتغطية إحساسه بالنقص، وربما كان بطبيعة حاله نكدياً وهي لم تكن تعلم هذا وتفاجأت به بعد الزواج، بينما قالت رباب إن زوجها يصبح نكدياً في حالتين؛ عند زيارة الأقارب والأصدقاء لنا وهو خارج المنزل، هو لا يريد أن يدخل أحد منزله وهو غائب وكأنه مكان مقدس، وعندما أطلب منه الخروج إلى مكان ما لا يسمح لي إلا بعد موافقتي بأن يرافقني وكأنه يعاني من فقدان الثقة، وإن قمت بفعل أحد الأمرين دارت المعارك بيننا لأيام.

(3)
اشتياق بدأت حديثها وكأنها تتأسف على الوضع الذي حلَّ بها مؤخراً حينما قالت (يا ريت لو الواحد بيعرف طبع الزول من بدري، بس المشكلة إنك بتعرف حقيقة الطباع بعد الطوبة ما تقع في المعطوبة)، مؤكدة أن زوجها كان ودوداً قليل الانفعال حينما عرفته، لكنه بدأ مؤخراً في التكشير عن أنيابه وإظهار طباعه الحقيقية التي أخفاها عنها بحسب حديثها، وتابعت: (لا أستطيع أن أجد سبباً معيناً لهذا التحول، لكنه أمر أعاني منه وقد ازداد بزيادة صعوبات الحياة، على الرغم من عدم تواجده كثيراً بالمنزل، إلا أنه حين عودته يجعل منه موطناً لا يطاق من صراخه على أتفه الأسباب وأقل تقصير يحدث).

(4)
الزوج النكدي يقود زوجته إلى الموت، هذا ما أكدته آخر الدراسات البريطانية، فالزواج من شخص عصبي المزاج يؤثر سلباً على حالة الزوجة النفسية، وبالتالي العضوية، وهو ما يُعرف علمياً بالأمراض النفسية كالقولون العصبي وارتفاع ضغط الدم والسكر، وحتى لا تفقد حياتها مبكراً عليها التحلي بالذكاء الاجتماعي والعاطفي لتمتص عصبيته وتتجنب الحياة النكدية لتمر حياتها بأمان، وما عليها إلا الابتعاد عنه وقت الغضب وترك كل فعلٍ يغضبه.

تقرير: خولة حاتم
صحيفة السوداني