تحقيقات وتقارير

السودان ومكافحة الإرهاب … جهود الخرطوم وإشارات واشنطن الإيجابية


حمل التقرير الدوري لوزارة الخارجية الأمريكية حول حالة الإرهاب بالعالم عدد من الإشارات الإيجابية فيما يتعلق بالسودان وذلك على خلاف السنوات الماضية التى درجت فيها تقارير الخارجية الأمريكية على الاعتماد على معلومات غير صحيحه والتى تؤدي بطبيعة الحال الى التأثير السلبي على جهود السودان في مكافحة الظاهرة، وفي تطور لافت حوي تقرير وزارة الخارجية الأمريكية هذه المرة إقراراً بإحراز السودان لخطوات متقدمة حيال مكافحة الإرهاب.

وخلال الأونة الأخيرة علت بعض الأصوات داخل الولايات المتحدة التى تنادي بضرورة النظر بموضوعية الى جهود السودان في مكافحة الإرهاب. وكان لمراكز البحوث والصحف الغربية دوراً كبيراً في تبصير الرأي العام العربي والغربي بجهود السودان في مكافحة الظاهرة، وهو الأمر الذي دفع المؤسسات الامريكية للإعتراف بدور السودان و جهوده في محاربة التهديدات التى تستهدف مصالح واشنطن ورعاياها. ومثل تقرير الخارجية الامريكية اقراراً بمعاونة السودان في مكافحة الظاهرة، واستصحاب نجاح برامج المعالجة الفكرية للمتطرفين واعادة التأهيل والدمج في المجتمع للمقاتلين الذين اعتنقوا ايدلوجيات ارهابية.

واوضح أمين أمانه الفكر بالمؤتمر الشعبي ابوبكر عبد الرازق ان اشاعة الحرية وفتح قنوات الحوار حول القضايا العامة وعدم اعتقال الشباب وابتدار حوار معهم حول جميع الموضوعات التى تقود الى الارهاب من شأنها ان تساعد في اندثاره، فضلاً ان فتح جميع القنوات الاعلامية بالفكر الواعي من اجل الثقافة ستجعل الشباب يبتعد عن التطرف، موضحاً ان السودان نجح في عدم اتباع شبابه للتطرف لان فيه مساحة كافية من الحرية بجانب ان التدخل الاجنبي في السودان محدود لجهة ان الارهاب ينبع في كثير من الدول لمناهضة الاستبداد العالمي ومقاومته وينتج كردة فعل طبيعية من الشباب لمناهضة العدوان العالمي علي بلدانهم، واضاف ان خلو السودان من الارهاب مؤشر ايجابي داعيا الى استمرار منهج الحوار بين العلماء والشباب في الهواء الطلق لان الحوار يجد استجابة فورية من الشباب.

وظل اهتمام السودان منصباً بمكافحة الإرهاب إنطلاقاً من الخلفية الثقافية والتراثية والحضارية والدينية لعامة أهله ، وتناغماً مع المباديء الراسخة له داخلياً وخارجياً، فقد عمل السودان على إصدار قوانين على المستوى القطري لمكافحة الإرهاب واصدر الكثير من التشريعات والإتفاقات التي تتوائم مع تلك التى صدرت من المنظمات الإقليمية التي ينتمي إليها ، كجامعة الدول العربية والإتحاد الإفريقي ومنظمة المؤتمر الإسلامي ، وفي سبيل مكافحة الظاهرة استضاف السودان عدداً من المؤتمرات الدولية حول مكافحة الإرهاب. بالإضافة على المصادقة على كل الإتفاقيات الدولية المتعلقة بمكافحته.

ومعلوم أن سياسية الولايات المتحدة تجاه السودان لم تعد كالسابق بسبب تبني البلدسن لمنهج الحوار المباشر واعتراف واشنطن بالجهود الكبيرة للخرطوم في مكافحة الظاهرة ودورها في الحفاظ على الامن والسلم الاقليمي والدولى لذا كان لزاماً على الولايات المتحدة ان تأخذ هذه الجهود بعين الإعتبار.

استطاعت الحكومة ان تخترق حاجز المجتمع الدولى بتغيير نظرته تجاه السودان الذي بذل وما يزال يبذل جهوداً حثيثة ومتصلة في محاربة الإرهاب في الأطر الدولية والأقليمية وعلى المستوى الوطني، فبجانب السجل المتميز في التصديق والإنضمام للإتفاقات الدولية والإقليمية قام بعدد من المبادرات والجهود وعلى رأسها وضع التشريعات الوطنية لمكافحة الارهاب كقانون مكافحة الإرهاب لسنة 2001 وقانون مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب لسنة 2010 المعدل 2014م، جميع هذه الجهود دعت بعض قادة العمل السياسي والرأي في الولايات المتحدة للمناداة بضرورة رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب نظير تلك الجهود.

وفي ظل المتغيرات الإقليمية والدولية فان الولايات المتحدة بحاجة ماسة الى تعاون السودان في محاربة الظواهر السالبة والمجموعات المتفلتة مثل ” داعش” وغيرها ، كما انها ترغب في أن يلعب السودان دوراً مهماً في حل قضايا المنطقة متمثلة في الإرهاب والتطرف والمساعدة على تخفيف التوترات الأمنية واحلال السلام في كل من ليبيا وأفريقيا الوسطى وجنوب السودان، نظراً الى أن موقع السودان الجغرافي يمكنه من لعب دور ايجابي في تلك الدول.

تشير تقارير الولايات المتحدة التى تصدر من الحين الى الآخر بان السودان ظل يلعب دوراً مشهوداً في مكافحة الارهاب وثبت ذلك لواشنطن بشكل واضح وهو مايعني انه ليس هنالك مسوغ لوجود السودان في قائمة الدول الراعية للارها وذلك من واقع التقارير التى اصدرتها المؤسسات الامريكية سواءً الخارجية او البنتاقون او الـ(CIA) ويأتى التقرير الأخيرة للخارجية الأمريكية تأكيداً للمؤكد خاصة وانه خلا من الاشارة لوقوع اي حادثة ارهابية.

تقرير : رانيا الأمين (smc)