قير تور

القانون والأخلاق


[ALIGN=CENTER]القانون والأخلاق [/ALIGN] [ALIGN=JUSTIFY]ثمة تساؤلات لم تكن تخطر على بالي إلا أنني وجدت نفسي أمام واقع يتطلب استحضارها، فنحن لا نعيش بالأمنيات الجميلة أو في العالم المثالي الذي يخلو مما ننتقده. ومن ضمن هذه الأسئلة: هل القانون من أجل الأخلاق أم أن الأخلاق تبقى أو تذهب من أجل القانون؟ بمعنى آخر هل يسير كل من القانون والأخلاق بدون تضارب أم هناك خطوط متوازية لهما وأخرى غير متوزاية تلتقي عند نقاط معينة؟ هل يأتي تطبيق القانون على حساب القيم والتقاليد والأعراف أم علينا تجاهل القانون والسير مع التقاليد والأعراف أو قل نتمسك بالأخلاق؟
طبعاً سوف يجد بعض الناس سخافة ظاهرة في بعض السئلة، وبعضها غير مستساغة أو غريبة، لكن كان لا بد لي من طرحها. وهذه الأسئلة لم تخطر ببالي إلا بعد مروري بموقف حيرني صباح أمس ولذا فقد وددت طرح الأسئلة ثم أسرد بعض ما مرّ بي.. وقد يكون الكثير منكم مرّ بنفس ما مررت به في كثير من المرات.
وأثناء سيري في الشارع العام صباح يوم أمس الأربعاء 11 مارس 2009 م وقبل وصولي إلى المحطة التي اركب منها المواصلات التي تقلني إلى مكان عملي، لمحت شريحة إليكترونية لشركة هاتف سيار تعمل في السودان.. في البداية فكرت في تجاهلها وعدم رفعها عن الأرض، لكني لقت لنفسي لماذا لا أرفعها وأقوم بإدخالها لأقرب جهاز موبايل ثم أهاتف أي رقم مكتوب تحتفظ به الشريحة وأتحدث مع صاحب ذلك الرقم طالباً منه إرشادي على صاحب الرقم الذي أتحدث به معه حتى يستعيده وأخبره بأنني وجدته مرمياً على الأرض. وحسب تفكيري فسوف أكون أسهمت في حل معاناة صاحب الشريحة، فقد تكون سقطت منه سهواً وعندما يجدها عندي فلن يضطر إلى فتح البلاغ أو استخراج بدل فاقد.. المهم كنت أفكر كما ذكرت أعلاه ظاناً نفسي أسير في التفكير المنطقي السليم المحكوم بالأخلاق، فكوني أرجع الشيء المفقود لصاحبه من الأخلاق التي علمنا لها أهلنا ومدارسنا واعرافنا وتقاليدنا.
وقبل أن اشرع في تنفيذ ما فكرت فيه كما شرحت أعلاه، خرج سؤالٌ كان مغمورا في جو المثالية التي عشتها لم أفق منها إلا حينها: (ماذا لو كانت هذه الشريحة قد فقدها صاحبها في حادثة سرقة وقد أبلغ عنها الشرطة ومعها العديد من الأشياء الثمينة ألن تكون مسؤولاً عن الإجابة على اسئلة محضر الشرطة وفي هذه الحالة فالشرطة لن يقنعها قولك بأنك وجدتها مرمية على الأرض؟).
السؤال أعلاه جعلني أغيّر فكرة البحث عن صاحب الشريحة وبقيت أتأمل حالات كثيرة كان أصحاب المبادرة فيها بقصد فعل الخير أو كما يظنون بأن ما يفعلون هو فعل الخير فيجدون أنفسهم مجرمين بحكم القانون إذا لم يقدروا على إثبات براءتهم. وكم من المرات يتجنب الناس الإبلاغ عن جثة شخص ميت خوفاً من التحريات الكثيرة التي لا تنفك منها وقد يحرمك حريتك.
المهم على ضوء هذا السؤال برزت السئلة التي كتبتها أعلاه وصار الأمر كمباراة بين الأخلاق والقانون فهل خضوعي للرأي المنطقي حسب الواقع وخوفاً من الوقوع في المحظور يجعلني أحيد عن السير حسب ما تراه الأخلاق المطلوبة؟ أم كان عليَّ تنفيذ ما أراه صالحاً وهو البحث عن صاحب الشريحة عن طريق مهاتفة أحد معارفه دون مبالاة بالعواقب؟
ما هو التصرف الصحيح أعزائي القراء لو كنتم مكاني؟[/ALIGN]

لويل كودو – السوداني-العدد رقم 1196- 2009-3-12


تعليق واحد

  1. السلام عليك .صحيح المسْلة أصبحت مبارة بين الأخلاق و القانون.لكن زى مابقول المثل(الباب البجيب الريح سده واستريح)