هيثم صديق

جماهير مخطوبة


[JUSTIFY]
جماهير مخطوبة

حينما كان صوت المرشح يلعلع في المايكرفون والجميع في ميدان الحلة الرئيس ينصتون ويصفقون
كانت حاجة آمنة تقول لزوجها حاج الخضر: يا راجل ما تمشي تقيف مع الناس
نظر إليها حاج الخضر مليا ورشف رشفة من فنجان القهوة وقال لها: رايك شنو في نسيبك فتحي
زفرت حاجة آمنة بحرقة، وقالت: الله يقطع خبرو راجل فقر
تبسم حاج الخضر كمن سقط صيده في الشرك وقال لها: هل تذكرين أيام كان فتحي خاطبا لابنتك.
صاحت حاجة آمنة: وديك أيام بتتنسي.. والله الكضاب عومنا في محارة.. كان راسو ما برفعوا من الأرض، وكان ما بدخل ويدو فاضية، وكان بيقول انه حايسوق علوية عشان تسكن في بيتو في الخرطوم وحا يسفرني الحج وحا يشغل ولدي عمار.. والله صدقناه.
في تلك اللحظة كان صوت المايكرفون قد وصلهم واضحا والمرشح يصيح: يا جماعة انا ما بتاع كلام ولا وعود في الهواء أنا عايز الميدان النحن قاعدين فيهو ده يتنجل.. هنا صاح الشباب بهيستيريا.. وأنا عايز اعمل مركز صحي متكامل هنا و…… غاب صوته بفعل الزغاريد
امتلأت عينا حاجة آمنة بالدموع وهي تسترجع سيرة نسيبها الذي أرجع لهم ابنتهم وخلفها كوم عيال واسمعهم ما لا يقال حتي حاج الخضر لم يسلم منه…..
قالت حاجة آمنة كانها تحدث نفسها والله الزول ده كضاب….
في مكان غير ذلك المكان كان نسيبها فتحي يدخل على أسرة بسيطة، وهو يحمل ما لذ وطاب ويرسل وعوده لهم، وأنه حال زواجه من بنتهم سوف يسوقهم جميعا إلى بيته الكبير في الخرطوم وأن وأن.
قبل كذا عام كان المرشح الذي يلعل في ميدان حلة حاج خضر كان يقدم ذات برنامجه في دائرة أخرى لا زال ميدانه الذي الذي وعد بتخضيره قاحلا ولا زالت نساؤه يتعالجن في المدينة البعيدة
وتدور الدائرة وتستطيل الأماني ويتربع الناخبون على كراسيهم وتثلث المزايا عندهم مال وجاه ومنصب ويصبح جيل من الناخبين شبه منحرف والأماني لا تزال في مرشح كالمسطرة يستقيم وعدا وأمانة وبذلا.
وضع حاج الخضر المخدة على راسه وضغطها حتى لا يسمع أكثر.. لكن صفقة كبيرة تجاوزت القطن والقماش ووصلته.. هذه الصفقة فقط هي ما سيأخذها المرشح إلى البرلمان لو فاز.. يصفق بها لغيرها ويصفق بابه أمام من صفقوا له.
………………..
يلا صفقوا كلكم

[/JUSTIFY]

هتش – صحيفة اليوم التالي