فدوى موسى

اخو باقان.. ماذا بعد؟


[JUSTIFY]
اخو باقان.. ماذا بعد؟

لم ينظر «باقان»- وهو يذهب لجوبا بعد الانفصال- وراءه للأيام التي عاشها في بلاد اسمها السودان، فبدلاً عن اي نوع من أنواع التحايا اختار «باي باي وسخ الخرطوم» وللرجل إحن ومواجد وربما أحقاد دفينة.. ومرت الأيام.. هم يقولون «إنهم حصلوا على الاستقلال» ونحن نقول «إنهم انفصلوا».. ما علينا.. طفح هذه الأيام لسطح الصحف أن «جورج اموم» شقيق باقان قد تراجع عن تطرفه للانفصال فيما مضى نادماً على تبنيه للأمر بشدة شاكراً حكومة السودان على تعاملها مع الشعب الجنوبي.. رغم كل التداعيات ينظر معظم الشعب السوداني للعلاقة التي وصلت بها النخب هنا وهناك على أنها امتحان صعب للعلائق التي تحولت من شعب واحد تحت مظلة جغرافية الى شعبين تفصلهما الجغرافيا والكيمياء وحتى فيزياء الحركة.. تمتليء الشوارع في الشمال بتواجد وتدافع الأخوة من دولة جنوب السودان وها هي الأعمال الخاصة تتاح لهم دون قيد أو شرط فماذا كسبت النخب من رحلة عودتهم جنوباً ثم عودتهم شمالاً.. «صديقتي» ترى أن الأمر لا يخرج عن التسلسل الطبيعي حتى تصل دولة الجنوب الى حالة الاستقرار، وهي أكثر تفاؤلاً بأن الأمر سيعود الى الواقع الطبيعي والحساب حساب زمن.. مرة أخرى مرحباً بالأخوة من جنوب السودان في السودان بمثلما يجد اخوتهم الاثيوبيين والاريتريين النوافذ مشرعة لهواء العيش الكريم.. «فيا هلا بيكم في كل المناطق» خاصة التي تخبرونها وتخبركم.

ويا أخي «جورج» لا أظن أن هناك حاجزاً نفسياً تجاه اي جنوبي للعيش بدولة السودان.. فالبلاد مشرعة الأبواب لدول الجوار حتى الذين ينفذون اليها بطرق غير متفق عليها يجدون تقنين الأوضاع.

وليت الجنوب يهدأ ويروق ويخرج من حربه القبلية باهظة الثمن فقد تعذب البسطاء بما فيه الكفاية.. رحمة ورفقة بالنساء الجنوبيات وهن لا يجدن من الحياة إلا عدم الاستقرار والجري والعذابات.. ويا أخي «جورج» السودانيون بطبعهم نبلاء وعظماء يسامحون عند المقدرة ويغضبون عند الكرامة لا أظن أن اي أحد من القادمين من جنوب السودان سوف يجد العراقيل والمعاناة بمثلما خبروا هذه البلاد.. وليت «باقان» أدرك مدى فظاعة جرمه في حق وصف السودان بالوسخ بعد أن مهد له السودان حق تقرير المصير وهذا الانفصال، الذي وسخونا فيه بالاستعمار.. ولا نملك للجنوب إلا أن يكون هادئاً لهم ولنا.. فاستقراره من استقرارنا.. وهدوء بلادنا من هدوء بلادهم فالمصير مشترك والأوضاع في السودان لا تحتمل المزيد من الضغوط.

أعزائي.. هم معنا في الشوارع والمركبات العامة كما يعرفوننا ونعرفهم خاصة الجنوبيات الانيقات الواعيات والعارفات لمسارب البلاد، ونحن معهن في محنتهن جنباً الى جنب.

آخر الكلام..

لهذا الشعب السوداني معدن من التبر وليس من التراب.. فرغم ظروفه الاقتصادية مازال يحتمل جراحات الآخرين في جائلة ظروفهم السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية فمرحباً «اخو باقان» صاحب شيمتنا التي لا زالت حارة في الحلاقيم.
[/JUSTIFY] [LEFT]مع محبتي للجميع[/LEFT]

سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]