تحقيقات وتقارير

زريبة البرعي…. مستشفى شامخ و«10» آلاف شاب ينتظرون الزواج


قال محدثي مدير عام مستشفى الشيخ البرعي التخصصي بمعتمدية ام روابة الدكتور محمد نور، إن المستشفى بصورته الراهنة عبارة عن هدية دولة القرآن لأهل القرآن. وأضاف وأنا استفسره عن الجهات التي ساهمت في تحقيق حلم البرعي بميلاد المستشفى التخصصي الذي يقف شاهداً على تطور الخدمات الصحية المقدمة لإنسان الزريبة والقرى من حولها، قائلاً إن أهل الزريبة يشكرون الرئيس عمر البشير ونائبه علي عثمان محمد طه، وكل الذين ساهموا بالتوجيه والتوصيات حتى انجزت المرحلة الاولى من العمل، وتم افتتاح المستشفى، واصبح يستقبل آلاف الحالات، ويقدم الخدمات العلاجية وفق أفضل المواصفات والمعايير الطبية، بعد أن توفرت له أحدث الأجهزة والمعدات النادرة التي لا توجد إلا في المستشفيات الكبرى، وأصبح يتعامل مع كافة الحالات المرضية، ويتعاون مع مستشفيات المركز في الحالات المرضية النادرة فقط.
وقد منَّ الله عليَّ بزيارة زريبة العارف بالله المنتقل الى رحمة مولاه الشيخ عبد الرحيم محمد وقيع الله البرعي، وقد كنت من قبل أحدث نفسي بزيارتها ولكن لم أوفق في ذلك زماناً طويلاً، حتى انتقل الشيخ وتولي أعباء الخلافة ابنه الشيخ الفاتح متعه الله بموفور الصحة والعافية، لعلمنا انه يعشقها مثلما يعشق أيضاً احتساء القهوة فنجاناً بعد فنجان، وهو ينتظر وصول الأبكار من حواريي الشيخ البرعي، وهم يقدمون على الزريبة في موكب سنوي لشهود ليلة السابع والعشرين من شهر رجب الأغر الذي فتح الله فيه علي نبيه الكريم وأسرى به من المسجد الحرام الى المسجد الأقصي، ثم زاده في القرب والنعيم بالعروج الى السموات حتى تجاوز سدرة المنتهى، نعمة وبرهانا ودليلا على التفضيل وشهودا كبيرا، لا ينكرها ويتشكك في حدوثها صدقاً وحقاً إلا القوم الفاسقون، نسأل الله السلامة.
وأعود للقول إن محدثي مدير المستشفى كان متفائلاً بأن المزيد من التطور واكتمال كافة البنيات الأساسية سيتاح للمستشفى متى ما علم أهل السلطة بأن خطط التنمية المستمرة للمستشفى تتطلب بناء المزيد من العنابر رأسياً بعد أن تم تجهيز البناء الأرضي على أساس متين من القواعد الخرسانية، وستكون الزيادة الرأسية للمستشفى لمصلحة التخصصات التي يفتقر إليها مثل حوادث الأطفال، وزيادة عدد الأسرة لاستيعاب المزيد من طالبي الخدمة وتوفير الرعاية والحضانة الأولية للأطفال حديثي الولادة، خاصة أن المنطقة بفضل الله تشهد إقبالاً كبيراً على الزواج والتكاثر منذ أن سنَّ الشيخ البرعي سنة الزواج الجماعي المستمرة، وكل هذه الآمال معلقة على الإخوة في قمة الهرم الرسمي وآخرين من أهل الخيرات مثل الإخوة في بنك التنمية الإسلامي. وقد سبق أن وعدوا خيراً، فإذا ما اكتمل البنيان وتم تنفيذ كافة خطط التنمية والتطوير، فإن مستشفى الشيخ البرعي التخصصي لن يكون بأقل جودة من المستشفى السعودي الألماني، والأيام ستؤكد ذلك، ونحن واثقون بأننا نسير على الدرب السليم نحو الأفضل دوماً.
وعملاً بأهمية ايصال الرسالة الصحفية فإن الزريبة وخليفة السجادة فيها والمتوسمين الخير في أولي الأمر، يتطلعون إلى تحقيق عدد من المشروعات الخيرية تتمثل في توفير الدعم لبقية بنيات المستشفى، وتوفير المال والمواد العينية لبرنامج الزواج الجماعي القادم، وقد تم تسجيل أكثر من عشرة آلاف شاب في انتظار إكمال نصف الدين. والمدهش ان هؤلاء الشباب قنوعون لدرجة عجيبة، فهم لا يطلبون الكثير للدخول الى عش الزوجية واقتحام المسؤولية. ولعل طبيعة المنطقة القرآنية أورثت السكان فضيلة القناعة والزهد مع الاحتفاظ بروح الدعابة والطيبة الفطرية.
محمد كامل عبد الرحمن :الصحافة