تحقيقات وتقارير

انفلونزا الخنازير في السودان … ثم ماذا بعد؟


خبر مثير وخطير تصدر العناوين الرئيسية في عدد من الصحف السيارة يفيد باكتشاف حالتين مصابتين بانفلونزا الخنازير مما القى بالفزع والرعب في قلوب المواطنين تخوفاً من تزايد الحالات واستفحال الامر. مما دعانا الى الذهاب الى المستشفى الصيني بام درمان – امبدة التي حجز فيها المصابين بهدف البحث عن التفاصيل واستقاء المزيد من المعلومات التي من شأنها ان تهديء من روع المواطنين وتبث السكينة في قلوبهم غير اننا لم نحظ سوى بمقابلة المدير الطبي للمستشفى وهو يهم بدخول قاعة الاجتماعات لحضور اجتماع ضم كل اطباء المستشفى بما فيهم المدير فاستوقفناه للحصول على ما لديه من معلومات غير انه اعتذر بحجة ان هنالك لجنة من وزارة الصحة الاتحادية وهي موجودة (الآن) ولديها كل المعلومات المطلوبةغير انه في وزارة الصحة لم يكن هناك وجوداً للجنة أو غيرها وبالتالي لا توجد معلومة!!،

وعلى الرغم من متابعة الصحف لهذا المرض منذ انتشاره الى ان صار وباءاً وتكثيفها لحملات التوعية ومتابعة الحالات المشتبه فيها إلا ان وزارة الصحة الاتحادية آثرت ان تعلن عن ظهور الحالتين عبر احدى وكالات الانباء مما ترك علامات استفهام كبيرة لدى الصحافيين الذين ظلوا يتابعون المرض بصورة مستمرة ولقد تابعت (الرأي العام) حيث اجريت ثلاث حلقات حوله عدا الاخبار بين الحين والآخر والتقرير التالي يلقي الضوء على هذا الوباء وخطورته.
ذكرت هيئة الصحة العالمية ان انفلونزا الخنازير تفشى بسرعة لم يسبقها أي سابق وقد اعلن السودان (الخميس) الماضي عن اكتشاف اول حالتي اصابة لمواطنين كانا في طريق عودتهما من المملكة المتحدة وقد قال مسؤولون في وزارة الصحة ان المريضين يتعافيان.
من جهة اخرى فان وزارة الصحة السعودية قد اعلنت عن تسجيل (17) حالة اصابة جديدة بالمرض خلال الـ(24) ساعة الماضية وفي الوقت نفسه فقد قرر الرئيس الامريكي (بارك اوباما) رصد (1.825) مليار دولار لاستخدام الطواريء لمواجهة ذلك الوباء، وهذا المبلغ جزء من المبلغ الذي رصده (الكونغرس) بالفعل لوزارة الصحة لمواجهة الوباء والبالغ (7.65) مليار دولار، من جهة اخرى فقد اعلنت منظمة الصحة العالمية ان وباء انفلونزا الخنازير (اتش1 ان 1) يتفشى بسرعة لم يسبقه اليها أي وباء سابق في العالم!
وبات احصاء حالات الاصابة بالمرض امراً لا جدوى منه، واضافت ان الوباء ينتشر دولياً بسرعة لم يسبق لها مثيل في الاوبئة السابقة التي كانت تحتاج الى ما يزيد على (6) اشهر للانتشار على النطاق الذي بلغه الفيروس الجديد في اقل من (6) اسابيع، وكانت هيئة الصحة العالمية قد اعلنت يوم 11 يونيو تفشي الانفلونزا على نطاق وبائي واعلنت متطلباتها بحيث لم يعد مطلوباً من السلطات الصحية المحلية الابلاغ سوى عن مجموعات الاصابة الحادة أو حالات الوفاة بسبب الفيروس الجديد وستكشف المنظمة عن اصدار جداول عالمية تبين حالات الاصابة المؤكدة بالنسبة لكل البلدان والتي بلغت (94512) حالة اصابة و(429) حالة وفاة في آخر جدول اصدرته في السادس من يوليو وستصدر بدلا عن ذلك تحديثاً منتظماً بخصوص الوضع في الدول التي تظهر فيها حالات اصابة لاول مرة، وينبغي لهذه الدول ان تبلغ عن اول اصابة مؤكدة والاقام الاسبوعية والتفاصيل الوبائية ومازال ينبغي على الدول عموماً ان تختبر عدداً محدوداً من العينات للفيروس (اسبوعياً) للتأكد من ان المرض سببه بالفعل الفيروس الوبائي ومراقبة أي تغيرات تطرأ على الفيروس قد تكون مهمة بالنسبة الى تطوير اللقاحات.
ولا توصي منظمة الصحةالعالمية بفرض أي قيود على حركة (السفر) جراء تفشي الانفلونزا الناجمة عن الفيروس (INIA.H) وينبغي للمرضى ارجاء رحلاتهم الدولية، كما ينبغي للعائدين من السفر الذين تظهر عليهم اعراض المرض التماس العناية الطبية المناسبة وتدخل هذه التوصيات ضمن تدابير الحيطة الكفيلة بالحد من انتشار الكثير من الامراض السارية بما في ذلك الانلفونزا.
دكتور ابراهيم عباس موسى امين الشؤون العلمية بجمعية حماية المستهلك قال انه مع انتشار الفيروس ربما يقل مخزون الادوية المضادة للفيروسات المعتمدة ضد (اتش1 ان1) وهما نوعان لذلك فان الدواء سيتم اعطاؤه اولاً للاشخاص في المستشفيات والمرضى بشدة ويعمل الدواء جيداً اذا اعطى خلال يومين من الاصابة لكنه يمكن ان يعطي لاحقاً للمرضى بشدة والمجموعة المعرضة للخطر مع ملاحظة تجنب اعطاء المرضى المصابين دواء (الاسبرين) ومشتقاته لتفادي مرض (متلازمة راي) خاصة للذين هم اقل من (18) سنة.
اشارات واعراض الطواريء:
يبين دكتور ابراهيم الاعراض بالنسبة للصغار والكبار فيوضح انه في الاطفال تظهر صعوبة أو سرعة في التنفس مع احمرار أو ظهور لون (رمادي) في الجلد، عدم شرب سوائل كافية، القيء الشديد أو المستمر، الطفل المريض لا يكون واعياً.. أو لايتأثر بالمؤثرات، واخيراً اعراض شبيهة بالانفلونزا تتحسن ثم تعود بحمى وسعال اسوأ.
بالنسبة للكبار هناك صعوبة في التنفس، الم أو ضغط على البطن والصدر، اغماءه مفاجئة، قيئ شديد أو مستمر، اعراض شبيهة بالانفلونزا تتحسن ثم تعود بحمي وسعال اسوأ.
يذكر ان خبراء دوليين قد تخوفوا من الخطط التي وضعتها وزارة الصحة الاتحادية حيث وصفتها بانها غير فعالة مع التنبيه بمراجعتها ومراقبة المداخل والموانيء وتكثيف الجهود نسبة لان السودان دولة حدودها مفتوحة على العديد من الدول لذا سيكون انتشار الوباء سريعاً وخطيراً بحيث لا يمكن تدراكه، كما انتقد خبراء الصحة ضعف التوعية الشاملة والتثقيف الصحي كما يحدث في كل الدول بدءاً بالصحف وانتهاءاً بالاذاعة والتلفزيون الذين كثيراً ما يوقف احدهما بث برنامج أو مسلسل مثلاً لتوعية المواطن بكيفية التعامل مع الوباء.
وتفيد متابعات (الرأي العام) ان عدداً من الصحافيين يمثلون اكثر من (15) صحيفة سياسية قاموا بمقاطعة مؤتمراً صحافياً لوزارة الصحة الاتحادية حول انفلونزا الخنازير بعد ظهور الحالتين سالفتي الذكر مع تهديد بمقاطعة كل انشطة وزارة الصحة الاتحادية لامتناعهاعن تمليك الصحف (نسخة) من بيان اصدرته مؤخراً عقب الاشتباه في اصابة ثلاثة حالات سودانيين قادمين من الخارج وقامت بتسليمه الى وسائل الاعلام الرسمية مما يعتبر اقصاءاً للصحافيين والصحافة عن الاخبار التي تهم صحة المواطن بصور مباشرة.

اشراقة حاكم :الراي العام