أم وضاح

كله يلعب على كله!!


[JUSTIFY]
كله يلعب على كله!!

بلغة الواقع والأرقام يتأكد لي كل صباح أن بعض من وضعتهم الأقدار في مناصب قيادية لمؤسسات أو شركات أو مجموعات وصل بهم النهم والجشع الحد الذي جعل أطماعهم وشهيتهم المفتوحة تتعدى الراتب والمخصصات ليفتحوا أفواهم بشراهة «للفتات» الذي يمكن أن يشكل مصدر دخل لآخرين يفتحون به بيوتهم ويجدون حظهم ونصيبهم في الحياة.. أقول هذا الحديث وفي بالي الخبر الذي تناوله وتناقله رواته بشيء من التندر وكثير من الحسرة بأن أحد البنوك وأظنه بنك الخرطوم قد قفل شباك إعلاناته تماماً في وجه مناديب التسويق والإعلان وجعل الأمر حصرياً على وكالة تملكها زوجة أحد مدراء البنك في استقلال واضح للنفوذ والسلطة والمعرفة الوظيفية التي منعت الحق الأصيل لآخرين ومنحته لجهة تكوش على نسبتها وأرباحها العالية ليس لتميز ولا تفوق ولكن فقط لأن صاحبة وكالة الإعلانات هي زوجة «سي السيد المدير» ولعلي شخصياً قد مررت بتجربة ما كنت سانتبه لتفاصيلها لولا هذا الخبر، حينما تقدمنا بطلب رعاية لواحد من الفعاليات أو البرامج التلفزيونية لواحدة من المؤسسات، فيه كل الميزات التي تحقق لهذه المؤسسة ما تريده من الإعلام والإعلان والترويج، ورغم أن مدير المؤسسة وافق على الطلب بقناعات كبيرة وإيمان تام بتفاصيل العقد المبرم إلا أننا واجهنا رفضاً قاطعاً من مدير التسويق وواحدة من موظفاته، وساعتها استغربت لهذا الأمر لأنه في غير مصلحة المؤسسة إلا أنني بعد فترة قصيرة اكتشفت كماً هائلاً من الإعلانات يغزو الصحف.. اتضح لي أن مدير التسويق وموظفة يقبضان عمولتهما على التربيزة رغم أن هذا هو عملهما الذي يقبضان عليه مرتباً ومخصصات، وبهذا الواقع المحير يتضح لنا أنه في البلد دي أصبحت القبلية والجهوية التي نحذر منها في الأجناس والأنساب لا تعني شيئاً مقارنة بقبلية وجهوية الوظائف والمناصب، وكله شغال من الباطن والما يظهر في الصورة يمنح الفائدة لشركة أو جهة تتبع لشقيقه أو زوجته أو شقيقتها!! وبالتالي الما عنده واسطة مش ينضرب على بطنه كمان تنهري مصارينه لأنه لا يستطيع أن «يكسب» بعرق جبينه وجهده طالما غيره «يتكسب» بالواسطة والقرب من صانع القرار!! وتخيلوا معي لو أن هذا البنك أو غيره فتح الدرب ممهداً أمام إعلاناته لينال كل مجتهد نصيبه فيها كم من الشباب حيشتغلوا وكم بيت ستدخله الفرحة لكن طالما أن «المافيا» التي تشبه «جحر العقارب» موجودة فلا يستطيع أحد أن يمد يده طالما أنه في انتظار لدغاتها المميتة القاتلة!!.

كلمة عزيزة:

إذا كان ما يحدث في كبري القوات المسلحة الآن هو تحت مسمى «صيانة» فإنه مؤكد لا علاقة له بالفعل «صان يصون» حتى نعرفها لأنه وبعد مضي كل هذا الوقت من بدء الأشغال فيه فإن الكبري «يكركب» من أوله لأخره و أصبح كله فتحات كما الجسد المصاب بمرض جلدي خطير!! ما يحدث الآن في كبري القوات المسلحة لا ينبيء عن خير، وربنا يكضب الشينة!.

كلمة أعز:

حديث دكتور مأمون حميدة عن الملايين التي ينالها «عطالة» في كشف مرتبات مستشفى الخرطوم حديث فيه كثير من المنطق وكثير من الحقيقة والأكثر من «المغصة»!!.

[/JUSTIFY]

عز الكلام – آخر لحظة
[EMAIL]omwaddah15@yahoo.com[/EMAIL]