تقنية معلومات

مايكروسوفت تواجه «تسونامى الأنترنت» بعد رحيل مؤسسها


414p[ALIGN=JUSTIFY]احتاج أسطورة برمجيات الكمبيوتر الأمريكى بيل جيتس حوالى 33 عاما لكى يحول مايكروسوفت من شركة صغيرة لتطوير البرمجيات إلى إمبراطورية مترامية الأطراف يستحوذ نظام التشغيل “ويندوز” الذى تنتجه على نحو 95 بالمئة من أجهزة الكمبيوتر الشخصى فى العالم.

والآن جاء اليوم الذى قرر فيه بيل جيتس أحد أغنى أغنياء العالم التخلى عن إمبراطوريته والتفرغ للعمل الخيري.

فقد أعلن بيل جيتس اعتزامه التخلى عن منصب رئيس مجلس إدارة مايكروسوفت ابتداء من يوم الجمعة المقبل ليحتفظ بمنصب الرئيس الفخرى لمجلس الإدارة مع العمل يوم واحد أسبوعيا فى الشركة.

ورغم قدرة “مايكروسوفت” على مواصلة تحقيق أرباح ومكاسب كبيرة فإن الكثير من التحديات تكمن لها فى المستقبل فى ظل ظهور منافسين جدد يهددون سيطرتها على سوق برمجيات الكمبيوتر الشخصى فى العالم.

غير أن هذه التحديات ليست شيئا جديدا بالنسبة إلى الشركة الأمريكية العملاقة التى استطاعت التغلب على عملاق صناعة أجهزة الكمبيوتر فى العالم “آي.بي.إم” التى اكتفت بسوق أجهزة الكمبيوتر وتخلت عن محاولة منافسة “مايكروسوفت” فى سوق البرمجيات وأنظمة التشغيل أواخر ثمانينيات القرن العشرين.

ثم ظهر منافسون جدد من نتسكيب إلى “أمريكا أون لاين” ومن “ياهو” إلى “لينوكس” ولكن فى كل مرة كان جيتس يقود “مايكروسوفت” إلى انتصار جديد.

غير أن الفارق الجوهرى الذى ستواجهه “مايكروسوفت” فى المستقبل هو غياب جيتس نفسه عن مقعد القيادة عندما تشتد التحديات.

المفارقة أن التحديات التى تواجه “مايكروسوفت” حاليا تأتى بالفعل من المنطقة التى سبق وحذر منها جيتس نفسه عندما قال عام 1995 إن “مايكروسوفت” سوف تواجه “تسونامى الإنترنت” من خلال ظهور جيل جديد من المنافسين لإمبراطورية البرمجيات الأمريكية انطلاقا من الشبكة الدولية وهو ما يتجسد بقوة فى شركة خدمات الإنترنت العملاقة “جوجل” التى أصبحت أحد أهم التهديدات لعرش “مايكروسوفت” فى مرحلة ما بعد بيل جيتس.

فمنذ أكثر من 10 سنوات تنبأ جيتس بأن نمو الإنترنت سيجعل من أنظمة تشغيل أجهزة الكمبيوتر الشخصى وبرامجها سوقا ثانوية فى عالم الكمبيوتر وأن تطبيقات الإنترنت ستكون السوق الرئيسية.

ومنذ ذلك الوقت حاولت “مايكروسوفت” الدخول إلى سوق تطبيقات الإنترنت ولكن كل محاولاتها باءت بالفشل تقريبا واستمرت تطبيقات أنظمة التشغيل وبرمجيات الكمبيوتر المكتبى مصدر الأرباح الرئيسى لها.

فى المقابل أصبحت الشركات المنافسة وبخاصة جوجل ذات وضع مسيطر للغاية على عالم الإنترنت وتطبيقاته من خلال تطوير أجيال جديدة من الخدمات التى ترتبط بالشبكة الدولية أو صفقات الاستحواذ فى هذه السوق.

وحاولت “مايكروسوفت” فى أيام جيتس الأخيرة سد هذه الثغرة الخطيرة من خلال السعى للاستحواذ على ثانى أكبر شركة لخدمات البحث على الإنترنت وهى “ياهو” ولكن المحاولات مازالت تواجه الفشل بسبب رفض إدارة ياهو عرض الاستحواذ الذى بلغت قيمته 47،5 مليار دولار.

ليس هذا فحسب بل أن جوجل تعتزم منافسة “مايكروسوفت” فى سوق البرمجيات من خلال طرح مجموعة من التطبيقات المكتبية مجانا عبر الإنترنت وهو ما ينفى الحاجة إلى وجود أنظمة التشغيل وحزم البرمجيات التى تسيطر مايكروسوفت على سوقها.

وبالفعل فقد ظهر برنامج استعراض الإنترنت المجانى “فايرفوكس” الذى أصبح منافسا خطيرا لبرنامج “إنترنت إكسبلورر” الذى تنتجه “مايكروسوفت”، فقد نجح “فايرفوكس” فى الاستحواذ على حصة 18 بالمئة فى سوق برامج تصفح الإنترنت خلال أربع سنوات فقط وهو معدل نمو مبشر بالفعل.

فى المقابل فإن “مايكروسوفت” وبيل جيتس يؤكدان وجود فريق إدارى يقوده رفيق جيتس والرئيس التنفيذى للشركة ستيف بالمر قادر على وضع “مايكروسوفت” فى موقف يتيح لها مواجهة هذه التحديات دون الحاجة إلى وجود مؤسسها جيتس على رأسها.

وقالت مايكروسوفت فى بيان: “سنحافظ على مبدأ جيتس وهو الأفكار الكبيرة والتنفيذ الأكبر لها وهى الاستعانة بأفضل العاملين وأذكاهم وإتاحة الفرصة لهم لكى يعملوا بأفضل طريقة ممكنة ووضع معايير أعظم البرامج التى تحسن بالفعل حياة الناس فى كل أنحاء العالم”.

ولكن فى النهاية كما يرى المراقبون فإن هذه الكلمات الحماسية ستكون محل اختبار قاس فى المستقبل.
العرب اونلاين [/ALIGN]