مصطفى أبو العزائم

«السيسي» بعيون بني إسرائيل!


[JUSTIFY]
«السيسي» بعيون بني إسرائيل!

ولأنه قرآن حق، فقد ظل بنو إسرائيل على حالهم منذ عهد سيدنا موسى عليه السلام، وحتى يومنا هذا، ويظلون على ذات الحال إلى يوم الدين.

ولأنه قرآن حق فإنهم عندما أسسوا لدولتهم أسموها «إسرائيل» ولم يطلقوا عليها أي اسم آخر.

ولأنه قرآن حق، صور لنا حال بني إسرائيل في عصورهم الأولى وعصور التيه، وما بعده، وأشار إلى علوهم مرتين في الأرض، مشيراً في ذات الوقت إلى عدائهم الواضح وغير المخفي لمصر في كل العهود، وإلى عدائهم إلى الإسلام والمسلمين، وقد قال الله تعالى: «لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا ولتجدن أقربهم مودة الذين قالوا إنا نصارى ذلك بأن منهم قسيسين ورهبانا وأنهم لا يستكبرون» صدق الله العظيم

أهم أهداف إسرائيل هي إضعاف جيرانها، ثم زعزعة الأمن في تلك الدول والعمل على بذر الفتنة حتى تكون النتيجة تقسيم الدولة الواحدة إلى عدة أقسام وتفتيتها مذهبياً وطائفياً وأثنياً ودينياً.

فعلوا ذلك في العراق، وليبيا، وزلزلوا اليمن وأضعفوا السودان بالتقسيم، وزرعوا الفتنة في المشرق والمغرب، وقادوا سوريا إلى حافة الهاوية، وأرادوا كل ذلك بمصر التي استعصت عليهم بشعبها وجيشها ووعي النخب الحاكمة والمعارضة فيها.

الآن سيكون المشير عبد الفتاح السيسي هو عدو إسرائيل الأول ليس في مصر وحدها، بل في كل المنطقة بعد أن أعلن ترشحه لمنصب رئيس الجمهورية، ثم ردة الفعل الشعبية المؤيدة له، وقد أثار ذلك مخاوف إسرائيل من أن يكون المشير السيسي هو الزعيم المصري الجديد الذي يهدد أمنها ويزلزل استقرارها، لذلك وربما لأول مرة تندفع إسرائيل إلى تبني خطاب الإخوان المسلمين في مصر المعادين للمشير السيسي بشكل علني، لا لإيمان إسرائيل بقضيتهم بل لأن تل أبيب لا تريد الاستقرار لمصر.

تعزز خوف إسرائيل الآن بعد أن عادت مصر لتلعب دورها الإقليمي بجدارة، وتوجه الجيش المصري تحت قيادة السيسي لتنوع مصادر السلاح والخروج من شباك الهيمنة الأمريكية.

السيسي الآن يواجه هجوماً شرساً في الصحافة والإعلام داخل إسرائيل، وقد وصفه الكاتب «موردخاي كيادر» في الملحق الأسبوعي لصحيفة «معاريف» الإسرائيلية بأنه ديكتاتور أسوأ من «مبارك»، ونشرت إحدى الصحف الإسرائيلية صورة المشير السيسي وتحتها بـ «البنط العريض» عبارة «الجنرال في متاهة» وهي اسم رواية معروفة للكاتب «غابرائيل نمارسيا ماركيز» عن الأيام الأخيرة للجنرال «سيمون بوليفار».

ومنذ أن أعلن «السيسي» نيته للترشح وحتى هذه اللحظة ظلت وسائل الإعلام الإسرائيلية تهاجم «السيسي» وتصوره حاكماً مستبداً، خائناً يغدر بأقرب الناس إليه.

الشهادة الإسرائيلية ضد المشير السيسي هي الشهادة له بأنه أمل مصر.. والمنطقة ونقول منذ الآن: مبروك لمصر القيادة الجديدة التي بثت الرعب في قلوب بني إسرائيل.. وهنيئاً لمصر رئيسها الجديد، الذي لم تنتخبه بعد.. ولكن حتماً ستفعل بإذن الله.
[/JUSTIFY]

بعد ومسافة – آخر لحظة
[EMAIL]annashir@akhirlahza.sd[/EMAIL]