منصور الصويم

مشروع “ترافلينغ” الحواري


[JUSTIFY]
مشروع “ترافلينغ” الحواري

يحكى أن الكاتب والروائي التونسي الشاب كمال الرياحي، يعد أحد أهم كتاب الرواية من الأجيال الجديدة بتونس، وقد حازت روايته الأولى (المشرط) على جائزة الكومار – أهم جائزة تونسية للكتابة الروائية، وهو إلى جانب اشتغاله بالكتابة السردية يشتغل بالنقد وبالتشكيل نقداً وتطبيقاً، إضافة إلى هموم صحفية تتعلق بالنشر عبر الانترنت وذلك عبر إشرافه على موقع الواشنطوني الصفحة الأدبية. إلا أن ما يهمنا هنا الآن مشروع الرياحي الحواري المتقدم (ترافلينغ مصطلح سينمائي) وهو مشروع لمحاورة أهم الأصوات الفكرية والأدبية عربياً.
قال الراوي: من خلال مشروعه الحواري التواصلي الفكري يجدد الرياحي فكرة بعث (الاستنارة) العربية بكافة الأقطار العربية؛ قفزاً وتجاوزاً لمرحلة الجزر المعزولة والسياجات المصطنعة أو المتوهمة التي ترزح تحت نيرها أغلبية البلدان العربية، وهو ما خلق ما يشبه الغربة العربية والعزلة عربياً.. حوارات الرياحي ينشرها عبر كتيبات صغيرة (جيب)، وكل تكاليف إعداد الكتاب (الجمع، التصميم، الطباعة)، وقبله إعداد الحوار وما يتطلبه من بحث مضن يغطي كافة الجوانب الفكرية والثقافية للضيف المحاور؛ كل هذا يتحمله (مرحلياً) صاحب المشروع.
قال الراوي: لكن لتخفيف حجم النفقات عن كاهله لجأ الرياحي إلى حل مدهش ومجد، حيث طرأت له فكرة المزاوجة ما بين نوعين من سبل وطرق النشر: أولهما النشر الورقي (العادي)، وثانيهما النشر الإلكتروني (النت)، والفكرة لا تعتمد على نشر الحوارات بالطريقة العادية (الورقية) أولا ومن ثم نشرها إلكترونياً أو العكس كما يحدث غالباً، الجديد في الفكرة هو اتفاق مبتدع المشروع مع أصحاب مجموعة من المواقع الإلكترونية (الثقافية الأدبية الفكرية – من بلدان عربية مختلفة)، على المساهمة في تمويل السلسلة الحوارية على أن توضع عناوينهم الإلكترونية على غلاف الكتاب (كناشر) مما يضمن ترويجياً كبيراً لهذه المواقع مع ضمان مقروئية واطلاع أكبر، هذا جانب؛ أما الجانب الآخر (المهم) فهو صدور الكتاب ونشره بهذه الكيفية متزامناً في ذات الوقت بعدد من الدول العربية مما يعني تكسيراً حقيقاً لإشكالات النشر التقليدية وإحياءً للتواصل والتلاقح الثقافي.
ختم الراوي، قال: يبقى أن نذكر أن من أهم الأسماء التي تمت محاورتها حتى الآن: المفكر الراحل نصر حامد أبو زيد، الروائي الجزائري واسيني الأعرج، المنظر العالمي الأول لأدب السيرة الذاتية فيلب لوجون، الشاعر والناقد المغربي محمد بنيس.. إذن هي مجموعة منتقاة من الحوارات المعمقة المتنوعة (الطويلة نسبياً)، التي تصلح كمدخل أول لإنعاش (الاستنارة) العربية.
استدرك الراوي؛ قال: نعيد نشر هذه المقالة بمناسبة إطلاق الروائي كمال الرياحي مبادرة (العين الحمرا) لبيع الكتب التي يذهب ريعها لصالح الأطفال المشردين في تونس.

[/JUSTIFY]

أساطير صغيرة – صحيفة اليوم التالي