عالمية

حركة فتح تأمل في تجديد دمائها


بيت لحم (الضفة الغربية) (رويترز) – يصوت المؤتمر السادس لحركة فتح الفلسطينية يوم الاحد لانتخاب لجنة مركزية ومجلس ثوري جديدين في اختبار لقدرتها على تجديد دمائها واستعادة ثقة الشعب فيها.

وتسعى الحركة التي تزعمها الرئيس الراحل ياسر عرفات على مدى 40 عاما إلى التخلص من سمعتها فيما يتعلق بالفساد والمحسوبية وهو الامر الذي أدى الى خسارتها المفاجئة في الانتخابات التي جرت عام 2006 لصالح منافستها حركة المقاومة الاسلامية (حماس) التي تعارض السلام مع اسرائيل.

وسيطرت حماس على غزة بعد اقتتال مع قوات فتح في 2007.

وأقر المندوبون اقتراحا يوم الاحد يؤكد أن هدف فتح كحركة تحرير هو انهاء الاحتلال الاسرائيلي وتحقيق الاستقلال للشعب الفلسطيني في دولة تكون عاصمتها القدس الشرقية.

وأضاف الاقتراح انه رغم الالتزام بخيار السلام العادل والجهود الرامية لتحقيقه فان الحركة لن تستبعد أي خيار وانها تعتقد ان المقاومة بجميع أشكالها حق مشروع للشعوب المحتلة في مواجهة المحتلين.

وبدأ المؤتمر الذي يشارك فيه 2355 مندوبا في بيت لحم يوم الثلاثاء ليكون الاول الذي تنظمه فتح منذ 20 عاما. وشابته اتهامات من جانب الاصلاحيين “للحرس القديم” بشراء الاصوات والمحاباة.

ويتنافس 96 مرشحا بينهم ست نساء على مقاعد اللجنة المركزية التي يبلغ عددها 21 بينما يخوض 617 عضوا بينهم 50 امرأة الانتخابات على 80 مقعدا في المجلس الثوري الذي يضم 128 مقعدا والذي يعتبر برلمان الحركة.

وسيستمر التصويت عشر ساعات. ومن المتوقع أن يستغرق اعلان النتائج يوما تقريبا.

واذا استؤنفت محادثات السلام المعلقة مع اسرائيل فسيكون الرئيس الفلسطيني محمود عباس زعيم فتح المدعوم من الغرب المفاوض الرئيسي وهو وضع من المؤكد أن تواصل حماسه تحديه بغض النظر عن مدى نجاح المؤتمر.

ويأتي عقد أول مؤتمر لفتح على أرض فلسطينية منذ تأسيسها قبل 44 عاما في اطار مساعي عباس لتعزيز سلطته كزعيم لكل الفلسطينيين.

وشجب وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك تصريحات فتح المناهضة لاسرائيل لكنه قال “يجب ادراك انه ليس هناك حل في الشرق الاوسط سوى تسوية واسعة شاملة تجمعنا والفلسطينيين.”

وأضاف “انني أوصي بشدة ان يستعد (عباس) بعد المؤتمر لدخول مثل هذه التسوية وأن يقود الرئيس أوباما الطريق الى تسوية اقليمية شاملة.”

وطالب عباس (74 عاما) الذي أبقاه المؤتمر قائدا للحركة بالاجماع في تصويت جرى برفع الايدي يوم السبت بان يكون “هذا المؤتمر انطلاقة جديدة لحركة فتح”.

وقال “لدينا انطلاقات كثيرة ونكسات كثيرة نهضنا منها وعدنا اقوى مما كنا عليه…”

وتركزت الانظار على المنافسة على القيادة من جانب أعضاء من الجيل الاصغر في فتح يقولون ان قيادات الحركة التي شاخت في مناصبها لا يمكنها القيام بعملية اصلاح.

وقال عضو في “الحرس القديم” انه سيحدث تغيير حقيقي اذا ما ذهب ثلثا مقاعد اللجنة المركزية والحرس الثوري الى أعضاء أصغر سنا.

ولكن سامي مسلم العضو المخضرم في فتح ومرشح اللجنة المركزية قال إن التوقعات يجب ألا تكون كبيرة وإن فرصة انتخاب وجوه جديدة في اللجنة ضئيلة للغاية ولكنه توقع ظهور وجوه جديدة في المجلس الثوري.

وتسيطر فتح على الضفة الغربية وتفصلها عن غزة التي تهيمن عليها حماس اراض تخضع لسيطرة اسرائيل .

ومنعت حماس 300 من أعضاء فتح من مغادرة غزة للمشاركة في المؤتمر المنعقد في بيت لحم مما سبب مشكلات اجرائية. ولكن 299 مندوبا في غزة قالوا في رسالة بعثوا بها يوم الجمعة إنهم سيصوتون عبر الهواتف أو البريد الالكتروني اذا ما دعت الضرورة للقيام بدورهم في اختيار أعضاء اللجنة المركزية والمجلس الثوري.