عبد اللطيف البوني

سلم التعليم وثعبانه


[JUSTIFY]
سلم التعليم وثعبانه

النقاش والجدل عن التعليم لم ولن يكون أمراً انصرافياً لأن التعليم هو الركن الركين لأي نهضة مبتغاة لهذه الأمة الجاثية من زمن ولكن الجدل حول التعليم ليس مثل الجدل في الرياضة هلالي ومريخك إنما ينبغي أن يقوم على أسس علمية وبنبرة هادئة ولا تنفع معه لغة أمسك لي وأقطع ليك.. وفي تقديري أن المسؤولين عن التعليم هم السبب في (الجوطة) الحالية ومع ايقاننا بأنهم مهتمون بالإصلاح التعليمي بدأوا بالسلم التعليمي فالسلم التعليمي مع أهميته فهو الإطار فقد كان ينبغي أن يقدم عليه المنهج المتخلف الذي يحشى به رؤوس النشء في بلادنا وينبغي أن يقدم عليه تدريب المعلم ينبغي أن يقدم عليه أوضاع المدارس الثانوية في الأقاليم التي أفسحت الكليات الحيوية لمدارس العاصمة وهناك الكثير من المنغصات والممغصات التعليمية التي كان يمكن تقديمها على حكاية السلم التعليمي.
رغم الرمية أعلاه فدعونا نقف مع الواقفين عند حكاية السلم والثعبان التعليمي المطروحة الآن للنقاش فالمعلوم أن السلم الحالي 8+ 3 قد مضى عليه أكثر من عقدين من الزمان وقد تم تطبيقه في عهد الوزير الأستاذ عبد الباسط سبدرات وهو رجل قانوني شغل فيما بعد منصب وزير العدل وهو الآن محامٍ مشهور جداً ولكنه لم يكن خبيرًا تربويًا ولكن من المؤكد أنه كان محاطاً بخبراء تربية فسؤالنا هنا هل تم تقييم هذا السلم تقييماً علمياً ؟ هل ضاعت على الذين تخرجوا فيه عناصر تعليمية مهمة؟ هل أثر على التحصيل الأكاديمي؟ ربما تكون قد تمت عملية مراجعة لهذا السلم واكتشف أنه قد فوت فرصاً مهمة للذين تخرجوا فيه وإلا لما ظهرت الحاجة لسنة جديدة ليصبح التعليم العام 12 عاماً مرة أخرى.
الخلاف كان منحصراً في أين توضع السنة (الرايحة) هل مع الأساس لتصبح تسع سنوات أم مع الثانوية لتصبح أربع سنوات أم تعود المرحلة المتوسطة ليصبح السلم ست , ثلاث , ثلاث كما كان ولكل صاحب رأي من الآراء الثلاثة هذه حجته. مهما يكن من أمر فإن هناك سنة لابد من إيجاد مكان لها فهذا هو ما اتفق عليه أهل التربية وبالطبع نحن ليس لدينا ما نقوله على قول أهل الشأن ولكننا نلفت نظر الجميع لأحوال البلاد والعباد الاقتصادية المتردية والمتدنية فأي قرار بإنشاء فصل إضافي هذا العام في كل أنحاء السودان بما فيها مدارس الدانقة أي تلك التي مبانيها من البروش والشعر سوف يكلف الناس الكثير والمعلوم أن الحكومة سوف تصدر قرارها وتصبح من المتفرجين فعليه لابد من استصحاب الوضع الاقتصادي في أي قرار قادم فهذه السنة وربما التي تليها والتي بعدها من سنوات العسرة.
حالة الناس الاقتصادية واحدة أما الثانية فمن ناحية تربوية إن إضافة الفصل الجديد لابد من أن يصحبه تعديل في المناهج والوضع السليم هو أن يبدأ المنهج من أولى أساس أي يطبق مع طلاب أولى أساس في العام القادم على أسرع تقدير لتصبح الحاجة للفصل الإضافي بعد ست سنوات ولعل هذا ما أعلنته السيدة الوزيرة في مؤتمرها الصحفي نهار الإثنين وفي تقديري إن هذا قرار موفق ليس بطريقة (حلك بعد ست سنين يا في الوزيرة يا في المدارس يا في التلميذ يا في الشغلانة ذاتها) فالتعليم لا يحتمل هذه الحركات عليه سيكون جميلاً لا بل لازماً أن يواكب هذا إصلاح المناهج فالمناهج هي سبب ثعبان التعليم السام وليس السلم..
[/JUSTIFY]

حاطب ليل- السوداني
[email] aalbony@yahoo.com[/email]