جمال علي حسن

الخرطوم والخريف.. عرض الموسم


[JUSTIFY]
الخرطوم والخريف.. عرض الموسم

نائب والي الخرطوم صديق محمد علي الشيخ ومنذ نهاية شهر مارس دشن حملة الترويج لاستعداداتهم (المبكرة) لفصل الخريف.. آليات عمل.. لجان.. حلقات تنسيق.. وحدات ووو.. الخ.. يمكن أن تكملوا قراءة الخبر بمعاونة الصديق (قوقل) ولكن ليس بالضرورة أن تلحوا على محرك البحث (قوقل) أن يجلب لكم نفس الخبر الذي أتحدث عنه الآن وبتاريخه 22 مارس 2014 فلو ناولكم خبر الاستعدادات الخاص بعام 2013 أو 2012.. أو حتى أخبار التسعينيات والثمانينيات حول استعدادات الخريف في الخرطوم، ستجدون في متن الخبر ما تجدونه في خبر 2014 مع اختلاف اسم الوالي ونائب المحافظ.. لا جديد.. هي عروض إعلانية ترويجية لا تستوجب لا الدقة ولا المصداقية..

مثل لافتات الترويج لعرض فيلم جديد كفيلم هيفاء وهبي (حلاوة روح) الذي سمعت منتجه السبكي يرد على اتهامات الإعلام للفيلم باحتوائه على مشاهد (قلة أدب) بارزة في بوستر الإعلان عنه فيقول: “يا جماعة لا تحاكموا الفيلم من مشاهدتكم للصور وبوسترات الإعلان عنه وإعلاناته الترويجية، بل شاهدوه بأنفسكم أولاً واحكموا عليه بعد ذلك.. لأن هذه ليست إلا إعلانات لجذب الناس لمشاهدة الفيلم وليس بالضرورة أن تكون معبرة عن قصته ومشاهده”..!

ولاية الخرطوم مثل شركة السبكي تروج لنا سنوياً عن استعدادات مبكرة ومكتملة لمقابلة موسم الخريف ثم تختبئ متوارية عن الأنظار واللعنات ودموع المنكوبين بمجرد بداية عرض فيلم الموسم حين ينكشف حالهم ويعرف الجميع أن ما طالعوه من أخبار لم يكن سوى أخبار (قليلة الصدق) ولا أريد أن أصفها بوصفها أنها أخبار كاذبة.. لكنها ليست سوى أخبار ترويجية..!

أنصح غرفة الخريف أو صالونه بالصمت الكامل.. لو يستطيعون..

غيِّروا خطتكم هذه المرة واسكتوا تماما.. لا تحدثونا عن استعدادات مبكرة.. لا تملكوننا أرقام ميزانيتكم المرصودة.. مليار وخمسمائة مليون.. الأرقام سترتد عليكم سهاماً ووبالاً يوم تغرق الخرطوم.. وهو ليس بيوم بعيد.

اعملوا ما تستطيعون عمله ولكن بصمت تام.. ولو افترضنا أن حدثت المعجزة التي لن تحدث وجاء الخريف ليمر بالخرطوم وهو يحمل منديل الراحل سيد خليفة (حرير أبيض منسوج بي قطيفة صورة قلب وسهم نحيل)..!

أو جاء ملوحاً بالدرس الأول من كتاب المطالعة (الخريف أجمل فصول السنة.. فيه يصب المطر ويصبح الجو جميلاً..)..!!.. لو جاء خريفكم بهذا المستوى من الجمال ونجحت جهودكم بقدرة قادر هذه المرة، بعدها لا مانع من أن تحدثونا كيف حدثت المعجزة وليخرج الوالي ويقف في أعلى برج الفاتح ويخطب في جماهير ولاية الخرطوم بكل ثقة ويقول ما يريد أن يقوله..!

أما أخبار الترويج التي تبثونها الآن فهي إن لم تضركم لن تنفعكم.. وقل لي كيف..؟

أنتم وبأخباركم المنشورة حول استعدادات مبكرة ترفعون سقف توقعات القراء والمواطنين عموما إلى درجة خيالية ليس لديكم لا القدرة ولا الإمكانات ولا التأهيل لبلوغها وهي درجة توحي بقدرة الولاية على السيطرة على الخريف تماماً وتوفير حلول كاملة لتداعياته وتوحي بأن المواطنين موعودون بخريف سياحي وشاعري جميل لن يجدوا منه إلا (كل خير)..!

مصارف الولاية (سجمانة) وكلامكم مكرر، ومعاد، وليس لدينا استعداد للتفاؤل المؤقت والتعرض لأمراض ارتفاع ضغط الدم..

من سينزل أمطار الخريف هو الخبير اللطيف احتفظوا بأخباركم، نحن متوكلون ولن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا.

[/JUSTIFY] جنة الشوك – صحيفة اليوم التالي